عكس المواسم الماضية، لم يتابع الجزائريون اخبارا حول اعتداءات ارهابية كبيرة منذ بداية الشهر الفضيل وقد عرف النصف الاول من شهر رمضان الجاري، استقرارا امنيا ملحوظا، بالنظر الى قلة العمليات الارهابية وانحصارها في تفجير قنابل مما يدل على ان الجماعات الارهابية فقدت الثقة في نفسها وصارت «تضرب عن بعد» مخافة المواجهة مع قوات الامن. وساهم تعزيز وحدات الامن الوطني بموارد بشرية جديدة منذ اعوام في تذليل ممارسات الارهابيين وانحصار نشاطهم مع فرار الكثير منهم الى الصحراء حيث لا يتواجد رجال الامن و الجيش بكثرة، مع تبني المديرية العامة للامن الوطني خيار زيادة الموظفين عن طريق المسابقات ، حيث فتحت المديرية العامة للأمن الوطني، مسابقة وطنية خارجية، بغرض توظيف الملازمين الأوائلن بعد الافراج عن المخصصات المالية لسنة 2013، لفائدة الراغبين في الالتحاق بسلك الشرطة والحاصلين على شهادة التعليم العالي في جميع التخصصات، أو شهادة مهندس دولة أو شهادة معادلة لها، وسيتم الاختيار على أساس الانتقاء والمسابقة. كما حددت السن القانونية للمترشحين، ب22 على الأقلّ و25 على الاكثر يوم إجراء الامتحان. بينما كانت المديرية العامة فتحت قبل أسابيع مسابقة لتوظيف الاعوان الشبيهين، وستواصل توظيف هذه الفئة في ولايات الجنوب والوسط خلال السنوات القادمة وقد دفعت الاستراتيجية التي تبنتها مصالح الامن، الارهابيين الى تغيير نمط هجماتهم من هجمات مباشرة الى هجمات غير مباشرة ، حيث انتهجت المجموعات الارهابية النشطة وسط البلاد وشرقها، الاعتداءات الارهابية من خلال تفجير القنابل التقليدية الصنع كبديل عن شن الهجمات مباشرة على مصالح الامن و الجيش ، وهي طريقة تكررت في العديد من الاعتداءات قبيل واثناء الشهر الكريم، وهو الشهر الذي لم يشهد اعتداءات بنفس حجم الاعتداءات خلال رمضان العام الماضي. واتبعت الجماعات الارهابية هذا الاسلوب من خلال بعض العمليات ، فقد ادت القنبلة التي زرعت بمنطقة «الرمامن» بالداموس في تيبازة الاربعاء الماضي، خلفت مقتل اربعة جنود، وتسببت في اصابات ، خطيرة لاخرين، في اعنف عملية تشهدها المنطقة منذ خمس سنوات .وقد ابانت الجماعات الإرهابية عن افلاس واضح وفشل في مواجهة قوات الأمن، وتبنت خيار تفجير القنابل التقليدية الصنع، في مشاهد تكررت منذ أشهر قليلة واستمرت خلال شهر رمضان الجاري. وسجل آخر اعتداء إرهابي، اول أمس، بأسلوب القنابل التقليدية الصنع بقرية السلالة بالقادرية في البويرة، حيث قتل شخصان وأصيب ثالث في انفجار قنبلة تقليدية دفنت في الأرض قبل ان تنفجر على سيارة ملك للشركة الجهوية للهندسة الريفية المختصة في أشغال الغابات، وهي العملية التي تم اثرها عملية تمشيط للمنطقة التي تشكل احدى معاقل القاعدة. وقتل المراسل الصحفي امين تومي ومرافق له اثر انفجار قنبلة تقليدية، بخنشلة زرعتها الجماعات الارهابية، بمنطقة سيار جنوبي الولاية ، منتصف شهر جويلية، وكان الضحيتان في رحلة صيد ليلا، علما ان المنطقة فقدت 8 أشخاص ما بين مدني وعسكري خلال السنة الجارية .وتحاول ادارة الامن مضاعفة عدد اعوانها ضمن مخطط تضييق الخناق على الارهابيين، حيث كشفت المديرية العامة للأمن الوطني، عن فتح مسابقة لتوظيف 1393 ملازمين أوائل للشرطة ذكور و إناث لسنة 2013، وحدّدت تاريخ 23 أوت كآخر أجل لإيداع ملفات المترشحي ، وحدد تاريخ 23 اوت الداخل، كآخر أجل لإيداع ملفات المترشحين.