قررت الولاياتالمتحدةالأمريكية غلق سفارتها بالجزائر، مخافة شن القاعدة هجمات ارهابية، وهو التدبير الذي قامت به بالنسبة لعدد من الدول العربية بعد تهديدات القاعدة باستهداف مصالحها أينما وجدت. واذا كان من حق واشنطن غلق سفارتها حيثما وجدت لدواع أمنية، فان ما ينطلي على الجزائر فيه من الحساسية ما يدفع الى مراجعة المواقف الأمريكية تجاه الجزائر على ان الجزائر تمكنت من محاربة الإرهاب وهي تلعب دور فاعل في منطقة الساحل وأنها شريك أساسي للولايات المتحدةالأمريكية، لكنها في الواقع لا تتوانى واشنطن على وضع الجزائر في خانة الدول التي تغلق فيها سفاراتها تلقائيا. بينما ليست هذه المرة الأولى التي عمدت فيها واشنطن على تبني إجراءات مثيلة فقد كانت أطلقت عديد البيانات التحذيرية لرعاياها بعدم التوجه الى الجزائر بسبب ما تراه تهديدات إرهابية، ويدل توالي البيانات الأمريكية، على إهتمام غير مسبوق بالوضع الأمني بالجزائر، من قبل واشنطن، التي أدانت بالقنابل، العمليات الانتحارية التي ارتكبت في الجزائر الأعوام الماضية ، ولفت تصرفها هذا امتعاضا من قبل الحكومة دون ان تعبر عن ذلك، بدعوى «تهويل» غير مبرر لما يحدث بالجزائر، رغم أن الجماعة السلفية للدعوى و القتال التي تبنت العمليات الانتحارية عزت الهجمات إلى « الثأر « لأمراء الذين قضت عليهم القوات الأمنية في الآونة الأخيرة، في مناطق مختلفة من الوطن، وخاصة بمنطقة القبائل. ولا يتوافق الإجراء الذي بمقتضاه تقرر غلق السفارة الأمريكية في الجزائر مع ما سبق لها ان قدمته من أطباق من ذهب عن الجزائر على انها البلد الذي قهر الإرهاب، وكان اخر ما اعلن عنه من تنسيق امني ما أكدته سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية من أن مسؤولين أمريكيين وجزائريين إلتقوا بالجزائر العاصمة يومي 10 و11 فيفري الماضي لمناقشة سبل تعزيز التعاون لمواجهة التهريب النووي وتأمين الحدود. وقد جاءت هذه المحادثات كتكملة لجولة أولى من المشاورات الثنائية بدأت في جانفي 2012 لإستكشاف السبل والوسائل لتعزيز القدرات لمنع وكشف ومواجهة حوادث تهريب المواد النووية والإشعاعية، بموجب خطة العمل المعتمدة من قبل أعضاء قمة الأمن النووي 2010، الذي عقدت في واشنطن.و أكد نائب مساعد وزير الخارجية لبرامج الحد من انتشار الأسلحة سايمون ليماج والمديرة العامة للشؤون السياسية والأمن الدولي بوزارة الخارجية طاوس فروخي، في الإجتماع الذي دام يومين، استعدادا كل من واشنطن و الجزائر للتعاون بشكل وثيق لمنع الإرهابيين وغيرهم من المجرمين من الحصول على المواد النووية من السوق السوداء. وكان زعيم التنظيم الإرهابي عبد المالك درودكال، صرح في تصريح سابق له، أن قاعدة المغرب الإسلامي تمتلك إمكانيات كبيرة في دول مختلفة متاخمة للجزائر، وقال أن هناك خلايا أخرى لإسناد الإرهابيين في الجزائر و بصورة مباشرة ، دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل المتعلقة بها وطبيعة المساعدات، بينما قال ان الولاياتالمتحدةالامريكية مستهدفة بتهديداته، قائلا ، «نحن والقاعدة نمثل جسما واحدا.. وشيء طبيعي أن نتعاون بكل الوسائل» كما أكد عبد المالك درودكال بأن قاعدة بلاد المغرب الإسلامي، لها إمدادات في كامل أوروبا والدول الإسلامية ، مشددا أن «أغلب المسلحين الذين يقاتلون في الجزائر هم جزائريون» ، وأكد ما يتداول من أن هناك عناصر إرهابية من المغرب وتونس وليبيا وموريتانيا والنيجر ومالي.