اعتبر مدير الامن الوطني الامريكي مايكل ماكونيل أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي أشد خطرا من القاعدة في أفغانستان، بعد ازدياد وتيرة هجماتها في الجزائر منذ الأشهر الماضية، وتوسعها لتستهدف الاممالمتحدة ودولا اخرى مثل موريتانيا ومالي والنيجر، فضلا عن تهديدها للولايات المتحدة. في تقرير قدمه أمس، أمام الكونغرس - الذي يسيطر عليه الديمقراطيون - كشف ماكونيل ما وصفه باستفحال ظاهرة القاعدة في الجزائر وتشدد منهجها الدموي، خاصة في استهداف المدنيين والمصالح الأجنبية بما فيها المنظمات الدولية كمكاتب الاممالمتحدة. وقال ماكونيل، في رده عن مساءلات نواب الكونغرس، ان القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي أصبحت مصدرا من مصادر الرعب في الجزائر والدول المجاورة، لان أمراءها يبيحون - عن طريق العمليات الانتحارية - قتل الابرياء في اعتداءاتهم ضد ما يصفونهم بالأعداء، وهو نفس المنهج الذي سارت عليه في التسعينيات الجماعة الاسلامية المسلحة لتبرير قتلها للمدنيين. وأضاف المسؤول الامني الامريكي الذي عينه الرئيس جورج بوش على أكبر مؤسسة أمنية في الولاياتالمتحدة في جانفي 2007 أن خطر تنظيم عبد المالك درودكال يكمن في أن ايديولوجيته تلقى إقبالا من قبل عناصر من مختلف الاعمار، لا تتردد في تنفيد عمليات انتحارية حتى ولو انها تعلم بأنها ستصيب المدنيين. وأضاف ماكونيل أن تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي أصبح أخطر من القاعدة في أفغانستان، حيث انها استطاعت تصدير الرعب الى الدول المجاورة، لاسيما بلدان الساحل مثل مالي، النيجر وموريتانيا وقد تتسع اعتداءاته الى دول أخرى، لكنه استبعد أن يبلغ خطر التنظيم كل من ليبيا ومصر. المسؤول الأمني الأمريكي أشار الى أن القاعدة في أفغانستان هي في مرحلة تراجع وأن ما تقوم به جماعة درودكال في الجزائر قد منحها صدى إعلاميا ومكنها من اظهار انها مازالت قادرة على التهديد. ومعلوم أن تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن لم تعترف بصفة مباشرة بارتباطها بجماعة درودكال. كما أكد الجمهوري ماكونيل أن المصالح الامريكية لاسيما الشركات ستبقى معرضة للاستهداف من قبل جماعة درودكال، بما فيها السفارة والرعايا الأمريكيين في الجزائر، موضحا أن ضرب الأهداف الامريكية في الجزائر يعد مناورة استراتيجية تعتمدها القاعدة في بلاد المغر ب الاسلامي لإضفاء الشرعية على عملها الإرهابي وكسب مساندة وعطف المعارضين للسياسة الامريكية لاسيما في العراق. كمال منصاري