يجمع أغلب الموالين ،العوادة والمواطنين ،ممن تحدثنا إليهم خلال الجولة التي قادتنا أمس إلى أكبر سوق للماشية بولاية عنابة ،المعروف باسم القنطرة ،على أن أسعار أضحية العيد انخفضت بقيمة تترواح ما بين 5 ألاف الى 10 آلاف دينار مقارنة بنفس الفترة من السنة المنصرمة ،حيث أن أضحية العيد التي دار عليها الحول يتراوح سعرها بين 26 و 36 ألف دينار، فيما يقدر سعر الكبيرة منها بين 40 و 54 ألف دينار ...وارجع محدثونا انهيار أسعار أضحية العيد الى غلق الحدود التونسية والليبية منذ قرابة الشهر والتي ساهمت في تضييق الخناق على المهربين ،ممن اعتادوا شراء الماشية من الموالين وتهريبها ، ويتوقع البعض تواصل انهيار الاسعار مع اقتراب العيد، ... قرابة الألف بائع و 10 آلاف زبون حطوا الرحال بالسوق شهد امس الجمعة سوق القنطرة بولاية عنابة ، نشاطا منقطع النظير استعدادا لعيد الأضحى المبارك ،و كذا نتيجة كثرة العرض و الطلب مما انعكس ايجابيا على الاسعار ،حيث وبالرغم من شساعة السوق إلا انه لم يستطع استيعاب العدد الكبير من باعة الماشية الذين توجهوا صوبه بشاحنات على مثنها كم هائل من الخرفان والذين اضطر بعضهم الى عرض بضاعتهم خارج السوق ، وحسب المعلومات الاولية التي قدمت لنا فان عدد باعة المواشي الذين حطوا الرحال بالسوق فاق الالف ، مقابل ازيد من 10 آلاف زبون بين مشتري وزائر ،وحسب نفس الجهات التي قدمتنا الاحصائيات فان اغلب الباعة الذين دخلوا السوق ينحدرون من تبسة ، سطيف ، الجلفة ، سكيكدة ، قالمة ، الطارف ، و بسكرة ، ... ، وفي حديثنا للباعة اكدوا بان اغلبهم وسطاء -عوادة - وليس موالين - مربين- ، وأوضحوا لنا بان اسعار الماشية انخفضت مقارنة بالسنة المنصرمة بقيمة 500 الف الى مليون سنتيم وارجعوا ذلك الى غلق الحدود وتضييق الخناق على المهربين ، وكشفوا لنا بان نسبة الفوائد هذه السنة منخفضة جدا باعتبار ان اسعار بيع الاضحية بالسوق الاسبوعي الولائي «القنطرة» لا تفترق كثيرا عن اسعار شرائها من الولايات المشهورة بتربية الخرفان وبيعها بالجملة على غرار الجلفة ، المدية النعامة و البيض ...وأضاف محدثونا بان عملية بيع المواشي بسوق عنابة فيها صعوبات كبيرة باعتبار ان المواطن يريد شراء اضحية كبيرة بسعر لا يغطي حتى تكاليف العلف والأدوية و النقل ..وذلك بالرغم من وجود خرفان وزنها يراوح بين 20 و 25 كلغ بسعر لا يتعدي 28 الف دج و اخرى يزيد وزنها عن 30 كلغ سعرها لا يتعدى 36 الف دينار في حين الكباش سعرها ما بين 40 و 54 الف دينار ، وفي المقابل تحدثت «اخر ساعة» الى عدد من المشترين حيث ابدى الكثيرون ارتياحهم ،في حين عبر آخرون عن استيائهم قائلين بان الاسعار ورغم انخفاضها غير انها ليست في متناول الجميع ، محملين المسؤولية في ذلك للسماسرة وليس للموالين ، وبين هذا وذاك تبقى الاسعار ورغم انخفاضها مقارنة بالسنة الماضية مرتفعة مقارنة بالمداخيل الشهرية للمواطنين ، وكذا تزامن المناسبات و الاعياد ،الدخول الاجتماعي وشهر رمضان مع بعضها .. الدرك يضيق الخناق على عصابات سرقة المواشي وتزوير العملة اما من الجانب الامني فقد اتخذت قيادة درك اقليم الاختصاص جملة من الاجراءات والترتيبات الامنية والمرورية لتامين حركة رؤوس الاموال و الاشخاص المترددين على السوق ،وحماية الموالين القادمين من الولايات المجاورة ،وذلك من خلال تكثيف الدوريات الراجلة و باستعمال سيارات الخدمة داخل وحول محيط السوق ،انتشار الوحدات بالميدان ابتداء من الساعة الثالثة فجرا والى غاية الساعة الثالثة زوالا ، تسهيل حركة المرور وتنظيمها ، ترصد الاشخاص المشتبه فيهم ، وغيرها ،.. وبخصوص القضايا الاجرامية المسجلة على مستوى السوق اكدت مصادر امنية موثوقة بان عناصر اقليم الاختصاص لم تضبط اية اوراق نقدية مزورة خلال عمليات البيع التي تمت كما لم تسجل اية سرقات للمواشي او للمتلكات ، هذا ولم يتعرض أي زبون لاعتداء جسدي او سرقة ، من جهتها يذكر ان «اخر ساعة» ولدى تواجدها بسوق القنطرة لاحظت انتشارا كبيرا لرجال البدلة الخضراء مما شجعنا على تادية مهامنا في احسن الظروف . نسبة المبيعات فاقت كل التوقعات أكد الباعة الذين تواجدوا بسوق المواشي لحي القنطرة نهار أمس سواء من العوادة أو الموالين بأن المبيعات كانت غير متوقعة جراء الإقبال الكبير للمواطنين من مختلف الولايات المجاورة مما ساهم في بيع كل الكميات أو الأعداد التي تم جلبها من الولايات الداخلية والتي إمدت حتى ولايات بسكرةوسطيف والأغواط علما أن أغلب الموالين حملوا أمتعتهم وعادوا إلى الولايات التي جاؤوا منها على أمل العودة الأسبوع المقبل بكميات أكبر حيث يتوقع أن يكون الإقبال ضعف الذي شهده السوق نهار أمس مع اقتراب موعد عيد الأضحى وعلى غير العادة شهد سوق القنطرة للمواشي نهار أمس إنزالا كبيرا للمواشي بقي عند حدود الساعة منتصف النهار بعض الكباش التي تعد على الأصابع حيث يؤكد الموالون بأنهم عوضوا الخسائر التي تكبدوها خلال الموسم الفارط رغم انخفاض هامش الربح جراء السقوط الحر للأسعار إلى جانب أن الموالين ملزمون بيع أكبر عدد من رؤوس الماشية بسبب شح السماء مما ينذر بجفاف وقلة المراعي خلال الموسم القادم مما سيعرضهم لخسائر بالجملة نتيجة الاعتماد على الأعلاف إلى جانب ضرورة التنقل إلى الأماكن الرعوية التي تتواجد بالمدن الساحلية مما سيجعل المواشي معرضة لمختلف الأخطار خاصة الأمراض خلال الرحلة التي تكون عادة خلال الشهر الأخير من فصل الشتاء وبداية فصل الربيع . اختناق مروري غير مسبوق وكل الطرقات المؤدية إلى السوق مغلقة اضطررنا إلى الاستنجاد بمصالح الدرك الوطني وسلك طريق أخر للوصول إلى السوق بسبب الاختناق المروري غير المسبوق بالمنطقة والحركة غير العادية للمركبات من مختلف الولايات بسبب حركة الشاحنات والسيارات الوافدة والخارجة من السوق وكذا حركة المركبات التي استغل أصحابها الفرصة لنقل المواشي بالنسبة للأشخاص الذين قصدوا المنطقة عبر وسائل النقل العادية حيث بدأت حركة المرور تتوقف جراء الازدحام بالقرب من منطقة دراجي رجم قبل أن ينفرج الوضع قليلا عند حي حجر الديس لتعود حالة الانسداد مجددا قبل الوصول إلى حي مرزوق عمار أو القنطرة الذي يحتضن سوق المواشي بدت بعدها حركة المرور شبه متوقفة والوصول إلى السوق مستحيل قبل عدة ساعات لكن مصالح الدرك الوطني دلتنا على طريق طويل نوعا ما لكن الوصول إلى السوق من خلاله أسهل من الطرقات الأخرى ورغم أن وصولنا إلى المنطقة كان في حدود منتصف النهار ومع اقتراب موعد صلاة الجمعة إلا أن الطريق المجاور للسوق كان مكتظا على أخره خاصة بالنسبة للأشخاص الذين انتهوا من شراء الأضاحي والمتوجهين خارج السوق حيث إكتظ الطريق بالعربات من مختلف الأنواع والأحجام كالشاحنات والسيارات العادية والسيارات المخصصة لنقل المواشي حرارة شديدة لم تمنع الحركة غير العادية بالسوق لم تمنع درجات الحرارة التي قاربت الأربعين درجة مئوية المشترين من التجول بالسوق فرغم أن البعض اشترى حاجياته إلى أن حب الإطلاع دفعهم إلى التجول عبر مختلف الخانات التي اتخذها الباعة لعرض المواشي في حين لم يتراجع الموالون ولا الباعة العاديون عن عرض المواشي تحت أشعة الشمس الحارقة مما جعل المنطقة تعج بالحركة والنشاط الذي تجاوز الأيام العادية أو حتى السنوات الفارطة فرغم اقتراب منتصف النهار إلا أن أغلب الموالين مازالوا محافظين على نشاطهم الذي لم تخمده الحرارة الشديدة قبل أن يغادروا السوق بنفس العزيمة التي دخلوا بها السوق عند حدود الساعة الخامسة صباحا بسبب انتعاش السوق حسبهم وعلى غير العادة موالون يعلنون» الصولد « عند نهاية السوق أعلن معظم الموالين عند نهاية السوق مع اقتراب الساعة الثانية و النصف عما أسموه بالصولد في سوق الكباش حيث أن الكباش كانت تعرض في خانة واحدة لكن ثمنها يختلف حسب الوزن و الحجم و غيرها من المؤهلات لكن عند نهاية السوق أعلن الموالون بصفة عامة عن توحيد الأسعار و عرض كامل المجموعة بالخانة الواحدة بثمن موحد و الذي اختلف من موال إلى آخر ففيهم من عرض جميع الكباش في الأخير بثلاثة ملايين و فيهم من عرض المجموعة كاملة بمليونين فقط علما أن عدد الكباش في أخر السوق لم تتعد عشرة رؤوس لدى الموال الواحد في حين كانت في حدود 30 رأسا إلى 40 عند الساعة الخامسة صباحا . لتتعالى في الأخير نداءات الباعة «صولد صولد» كل الكباش بمليونين و مسموح الإختيار علما أن الكباش المتبقية فيها ما كان يعرض ب 35 ألف دينار مع بداية النهار وهو ما جعل التوافد كبيرا من طرف الزبائن الذين توجهوا للخانات التي أعلن أصحابها الصولد ليختاروا أضاحيهم . وحسب الموالين الذين أعلنوا الصولد فإنهم عمدوا إلى ذلك للتخلص من الكميات أو الرؤوس الأخيرة و العودة بشاحنات فارغة إلى ولاياتهم للتمكن من جلب رؤوس جديدة للأسبوع القادم فطيمة الزهراء عمارة /فتيحة بوسعادة