حل، أمس، بولاية عنابة البطل الأولمبي توفيق مخلوفي أين كرمته السلطات المحلية على ما قام به من أجل رفع الراية والوطنية، وعلى هامش هذه الزيارة خص ابن ولاية سوق أهراس جريدة «اخر ساعة» بحوار كشف فيه عن بعض خبايا حياته الشخصية بالإضافة إلى التغير الذي طرأ عليه منذ أن أصبح بطلا أولمبيا كما تطرق إلى الإصابة التي تعرض لها منذ قرابة الستة أشهر والتي أجبرته على الابتعاد عن مضامير السباقات. ^وليد هري أولا، مرحبا بك في عنابة شكرا لكم ولجريدتكم الرائدة على مستوى الشرق الجزائري، عندما اتي إلى عنابة أحس أنني في بيتي خصوصا وأنني قضيت جزء من طفولتي فيها. هل بإمكانك أن تحدثنا عن هذه المرحلة من حياتك؟ بالتأكيد، ربما ما لا يعرفه الكثيرون عني هو أني كنت أقطن بولاية عنابة وبالتحديد في حي 300 مسكن بمدينة الحجار، بحكم أن والدي كان يعمل بالولاية، لكن في سن ال 15 سنة غادرنا جوهرة الشرق وعدنا إلى سوق أهراس، لذلك أنا أرتاح كثيرا عند قدومي إلى هنا )يقصد عنابة( لأن الكثير من الذكريات فيها. لكن هذه هي المرة التي تستقبل من طرف السلطات المحلية بعنابة؟ نعم باعتبار أن المرة الأولى لم تكن زيارة رسمية حيث نزلت العام الماضي في مطار رابح بيطاط، أين كان في استقبال جمع غفير من الناس قبل أن أتوجه إلى السوق، لذلك فإن تلك الزيارة لم تكن ذات طابع رسمي رغم أنه كان في استقبالي انذاك مدير الشباب والرياضة لولاية عنابة. ماذا تقول لنا عن هذه الزيارة؟ أود أن أشكر سكان عنابة المضيافين كما أوجه الشكر للسلطات المحلية وعلى رأسهم والي ولاية عنابة الذي كان في غاية اللطف معي بالإضافة إلى شركة «يوبي للسياحة والأسفار» التي رعت هذه المبادرة الطيبة. زيارتك تزامنت مع اليوم الوطني للصناعة التقليدية؟ نعم، لقد قمت بمعية الوالي بالإشراف على انطلاق فعاليات هذا اليوم وهو شرف كبير لي، لقد تحدث مع بعض ممتهني الصناعة التقليدية وشجعتهم على الإيمان بما يقومون به لأن كل الشركات المشهورة كانت مجرد شركات بسيطة نمت من أفكار بسيطة وأصبحت الان مثال للنجاح. بالحديث عن النجاح، ما هو السبيل للوصول إليه؟ هناك سبيل واحد لتحقيق هذا الهدف ألا وهو التضحية، فالاستقلال الذي تنعم به بلادنا اليوم جاء بعد التضحيات التي قام بها المجاهدون فلولا تلك التضحيات لما كنا ننعم اليوم بنعمة الحرية، لذلك على كل واحد منا أن يضحي من أجل الوصول للهدف الذي يصبو إليه. بعد زيارتك للأطفال المرضى رأينا بأنك سريع البكاء، أليس كذلك؟ أنا سريع التأثر خصوصا إذا تعلق الأمر بالناس المرضى أو الفقراء، وفي صباح اليوم )الحوار أجري أمس( خلال زيارتي لمستشفى «القديسة تيريزا» تأثرت كثيرا لحالة الأطفال المرضى، لقد عشت وسط بيئة فيها أناس فقراء ومرضى لذلك أنا أعرف جيدا ما معنى أن يكون الشخص مريضا أو فقيرا، وأتمنى أن تساعد الهدايا التي قدمنها للأطفال على التخفيف عليهم وعلى أوليائهم. لنتكلم عن حياتك الرياضية، هل ما زلت تعاني من الإصابة؟ لقد شفيت منها بنسبة 60 بالمائة وأنا أواصل برنامجي العلاجي من خلال القيام بفحوصات دورية حتى أعود إلى مضامير ألعاب القوى في القريب العاجل. متى ستكون هذه العودة؟ منذ جوان الماضي لم أشارك في أي سباق، وحسب البرنامج العلاجي الذي سطره لي الطبيب فمن الممكن أن أتمكن من الجري بعد حوالي الشهرين، لكن هذه المدة تبقى تقريبية لأن كل شيء يبقى متعلقا بمدى استجابتي للعلاج. إذا أنت لا تريد أن تخاطر بالعودة سريعا؟ بكل تأكيد فأن لدي أهداف بعيدة أريد الوصول إليها ولا أريد أن أجازف بالعمل على العودة سريعا لأن ذلك قد تكون له عواقب وخيمة علي. ما هي هذه الأهداف؟ أنا أطمح لتسجيل مشاركة قوية في بطولة العالم لألعاب القوى المقررة في عام 2015 بالعاصمة الصينية بيكين، أما الهدف الاخر فهو الألعاب الأولمبية التي ستقام في مدينة ري ودي جانيرو البرازيلية. وأين تتدرب الان؟ في السابق كنت أتدرب في كينيا وإثيوبيا لكن بعد الإصابة التي ألمت بي بعد في الصيف الماضي غيرت وجهتي إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وجنوب أفريقيا. هل لديك نية للمشاركة في سباقات 5000 متر؟ لا لا على الإطلاق أن أجد نفسي في السباقات النصف طويلة. متى تستعيد ألعاب القوى الجزائرية أمجادها؟ الأمور بدأت تتحسن تدريجيا، لكن على المسؤولين على هذا القطاع الرياضي أن يكونوا على قدر الأمانة التي وضعت فيهم وأن يتجاوزا الخلافات الضيقة التي بينهم والتفكير في مصلحة الوطن، وحين يحصل لك فستعود ألعاب القوى الجزائرية إلى سابق عهدها، على هؤلاء أن يعرفوا أن رفع الراية الوطنية في المحافل الدولية أهم من كل منصب وكل الأموال. هل تعتبر أن المشكل مادي؟ في حقيقة الأمر وزارة الشباب والرياضة تقدم الدعم المادي على قدر مستطاعها، لكن هذه الأموال في بعض الأحيان لا تذهب إلى المكان الذي خصصت له وهنا يكمل المشكل. وهناك أيضا من يقول بأن رياضة ألعاب القوى فيها «المعريفة»؟ لقد اخترت رياضة ألعاب القوى لأنه يستحيل فيها القيام بمثل هذه الأمور على خلاف بعض الرياضات الأخرى، فهناك معايير وأرقام تحددها اللجنة الأولمبية الدولية ومنها الاتحاد الدولي لألعاب القوى، ومن يستطيع أن يحقق هذه الأرقام فلن يستطيع أحد أن يسلبه حقه ويضع شخص اخر مكانه مهما كان. ما هي النصيحة التي توجهها للشباب الذين يمارسون ألعاب القوى؟ كما أسلفت الذكر إذا كانوا يريدون النجاح فعليهم التضحية لأن كل شيء له ثمن، وأقول لهؤلاء الشباب بأن فرحة رفع الراية الوطنية في الأولمبياد وسماع النشيد الوطني لا تعادلها فرحة أخرى، لذلك اعملوا من أجل الوصول إلى هذا الهدف الغالي. لكنهم أيضا يحتاجون لبعض الدعم من أجل الوصول لذلك؟ نعم، لذلك أوجه نداء إلى الشركات العامة والخاصة من أجل دعم الشباب الرياضيين لأن الدولة لوحدها لا تستطيع القيام بذلك. أنت تتلقى الدعم الآن من شركة «موبيليس»، ما سبب اختيارك لهذه الشركة؟ بعد تحقيقي للميدالية الذهبية في أولمبياد لندن 2012 تلقيت عروض رعاية من شركات كبرى، وكانت المبالغ التي عرضت ضعف ما قدمته لي «موبيليس» لكنني اخترت هذه الأخيرة كقناعة شخصية باعتبارها شركة وطنية ولأنها أيضا أكثر شركة توفر مناصب عمل للجزائريين، لدى أنا سعيد بكوني سفيرا لشركة مثل «موبيليس». ما الرسالة التي يمكن أن توجهها ل «موبيليس»؟ باعتباري سفيرا ل«موبيليس» أتمنى أن لا يتوقف دعمها عندي، فأنا أتمنى أن تمول شبابا آخرين يكونون قادرين على رفع الراية الوطنية مستقبلا، وأنا متأكد من أن «موبيليس» لن تبخل على أحد لذلك أنتهز الفرصة لشكرهم على دعمهم المتواصل خصوصا ودعم الرياضة بصفة عامة في الجزائر. بالعودة للحديث عن حياتك الخاصة، ما الذي تغير فيك بعد أن أصبحت بطلا أولمبيا؟ من الناحية الشخصية لم أتغير، لكن من الجانب المهني فقد فتحت لي كل الأبواب كما أصبحت مشغولا كثيرا حيث لم أعد أملك الكثير من وقت الفراغ وهو ما أبعدني عن بعض الأصدقاء. ربما يلومونك على ذلك؟ لا، ولكن أود أن أعتذر من كل من قصرت في حقه خلال الفترة الأخيرة، وأتمنى أن يتفهموا ظروفي. أين تعيش الان؟ في سوق أهراس، لكني أيضا أصبحت أقطن أغلب الوقت في الفنادق بحكم سفري المتكرر داخل وخارج الوطن. متى سيدخل مخلوفي القفص الذهبي؟ )يضحك( الزواج أمر لا مفر منه، ربما بعد أن أنهي مشواري الرياضي ولكن من يدري ربما أتزوج قبل ذلك لأن هذا الأمر مرتبط بالمكتوب. إذا مخلوفي وجد بنت الحلال؟ كل الجزائريات بنات حلال، لكن لا لم أعثر بعد على نصفي الاخر الذي أكمل معه نصف ديني. في الأخير هل هناك رسالة تريد توجيهها عبر «اخر ساعة»؟ أود أن أشكركم أولا وأتمنى التوفيق لجريدتكم التي أعدكم بأنني سأزورها إذا اتيحت لي الفرصة، كما أود أن أشكر مرة أخرى سكان عنابة والسلطات المحلية وأعد الجمهور الجزائري على العمل بجد من أجل العودة إلى مضامير السباقات ورفع الراية الوطنية عاليا. وزّع عليهم الهدايا مخلوفي يبكي أثناء زيارته للأطفال المرضى بعنابة شارك، أمس، البطل الأولمبي توفيق مخلوفي بحضور والي ولاية عنابة في افتتاح فعاليات المعرض الخاص باليوم الوطني للصناعة التقليدية، بمركز الترفيه العلمي المتواجد وسط مدينة عنابة، وفي إطار الاحتفال بهذا اليوم زار مخلوفي مستشفى الأطفال «القديسة تيريزا« أين قدم هدايا للأطفال المرضى، حيث تأثرا كثيرا بحالة الأطفال وبكى، قبل أن يعقد ندوة صحفية بفندق «غولدن توليب صبري« تحت رعاية شركة «يوبي للسياحة والأسفار»، ليقوم بعدها البطل الأولمبي الذي ينحدر من ولاية سوق أهراس بجولة سياحية في المدينة حيث توجه خلالها إلى ساحة الثورة ليلتقي في نهاية اليوم برياضيي الولاية بمركز الترفيه العلمي. جدير بالذكر أن زيارة مخلوفي إلى عنابة تستمر اليوم أيضا، حيث سيزور ثانوية «القديس أوغستين« أين سيلتقي بالتلاميذ. وليد. ه