بعد مجهودات كبيرة طيلة يوم أمس، تمكنا في السهرة وفي حدود الساعة التاسعة و40 دقيقة من الاتصال هاتفيا بالبطل مخلوفي توفيق الذي وجدناه عائدا من الملعب "الأولمبي" ب "لندن" بعد أن تسلم الميدالية الذهبية، مخلوفي الذي كان في طريقه إلى أحد استوديوهات قناة "الدوري والكأس" لأجل تسجيل حوار معها، ورغم ضيق الوقت إلا أنه تحدث معنا مدة 10 دقائق بعد أن عرف أننا اتصلنا به مرات عديدة في النهار دون أن يتمكن من الرد على مكالماتنا وقتها، وقد أجاب تقريبا على كل الأسئلة التي طرحناها عليه. مساء الخير توفيق ومبارك لك التتويج بالميدالية الذهبية في سباق 1500 م...(الحوار أجري سهرة أمس) شكرا لكم وهذا لطف منكم، أعتذر لكم بالمناسبة لأني لم أتمكن من الرد على مكالماتكم حيث كنت مشغولا طيلة اليوم. نود أن نعرف قبل كل شيء شعورك بالإنجاز الذي حققته سهرة أمس (نقصد يوم الثلاثاء)؟ الحمد لله... أنا سعيد جدا بما حققته وهذا التتويج الذي أهديه لكل الشعب الجزائري لم يكن تحقيقه بالأمر الهين بل جاء بعد تضحيات جسام وهو ما جعل مذاقه اليوم حلوا. بصراحة، هل كنت تنتظر أن تعتلي منصة التتويج؟ الحقيقة أني انتظرت الحصول على ميدالية بالنظر إلى النتيجتين اللتين حققتهما في التصفيات، لذا راهنت على الصعود إلى منصة التتويج. وهل وضعت التتويج بالميدالية الذهبية هدفك الأول؟ أكذب عليك إن قلت لك إني فعلت ذلك بسبب أنه في أي سباق يمكن أن تحدث للعداء أمور كثيرة خارجة عن إرادته ومنه لا يمكن التنبؤ تماما بما سيحققه مسبقا، حيث يمكن أن لا يكون في يومه أو يتعرض لإصابة أو يسقط، لكني لا أخفي عليكم أني كنت متفائلا جدا قبل السباق. على ذكر كل هذا، كيف عشت مسلسل إقصائك من النهائي بعد انسحابك من سباق 800 م يوم الإثنين الفارط قبل أن يتم السماح لك بالمشاركة في نهاية المطاف؟ صدقني، عشت الأمر بطريقة عادية جدا ولم أتأثر ولم ينتبني أي قلق. تسلمت منذ قليل ميداليتك في الملعب الأولمبي ب "لندن"، فكيف كان شعورك والنشيد الوطني يعزف هناك والعلم الجزائري يرفرف في السماء؟ (يتحدث بتأثر)... لا يمكن لي أن أعبر لك عما شعرت به وقتها، كانت لحظة مؤثرة والأكيد أنها الأجمل في حياتي. من هم الأشخاص الذين تذكرتهم وقتها؟ كل من أعرفهم تذكرتهم... العائلة، الأصدقاء، الشعب الجزائري بأكمله... صدقني أن صورا كثيرة راودت ذاكرتي وقتها وجعلتني فخورا بنفسي وبوطني أيضا وهنا بودي إضافة شيء آخر. تفضل... كلنا نعرف تلك الفرحة التي أدخلها المنتخب الوطني في نفسيتنا حين تمكن من التأهل إلى كأس العالم... أتصور أيضا أن فرحة الشعب الجزائري كانت كبيرة بما حققته أمس بتتويجي الأولمبي. لقد وصلتني أصداء من الوطن تؤكد لي الفرحة التي شعر بها الجزائريون بعد فوزي وصدقني هذا أهم شيء بالنسبة لي. نريد أن نعرف كيف قضيت ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء بعد تتويجك؟ (يضحك مطولا)... لم أتمكن من النوم تماما حيث إلى جانب الفرحة الكبيرة التي غمرتني فإن الاتصالات الهاتفية لم تنقطع، لقد أراد الجميع أن يبارك لي تتويجي حتى أني اليوم لم أرد على أي شخص وأنت أول من أجري معه هذا الحوار وأعرف جيدا أن صحفيين كثرا اتصلوا بي، فليعذروني إن لم أتمكن من الرد عليهم لأني كنت مشغولا. على ذكر الاتصالات، من أين كانت تأتيك؟ من الجميع دون استثناء. حتما عائلتك كانت أول المتصلين بك. هذا أكيد، هي أول من تكلمت معها وهذا أمر طبيعي (يضحك). وهل اتصل بك مسؤولو الاتحادية والوزارة؟ لقد اتصل بي بعد نهاية السباق وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار الذي هنأني على الفوز، كما تلقيت اليوم برقية تهنئة من فخامة رئيس الجمهورية أرسلها لي عن طريق سفير الجزائر في بريطانيا وهذا أمر أسعدني كثيرا. وماذا جاء في برقية التهنئة التي قدمها لك فخامته؟ لقد شكرني على ما قدمته في السباق حتى أتوج بالميدالية الذهبية وأكد لي امتنانه على المجهودات التي بذلتها كي أرفع الراية الوطنية عاليا وأفرح الشعب الجزائري. صدقني ما قاله لي الرئيس زادني فخرا واعتزازا وجعلني أعرف قيمة إنجازي. المغربي هشام الڤروج كشف بعد السباق أنه كان واثقا من فوزك فماذا يمكنك أن تقول بعد شهادة هذا البطل؟ أشكره كثيرا وبالمناسبة هو من قدم لي ميداليتي اليوم، أعتقد أن شهادة بطل مثله تجعلني أبذل مجهودات أكبر كي أصل إلى مستواه. وهل قال لك شيئا خاصا اليوم وهو يسلمك ميداليتك؟ لقد قال لي "1500 م من اولادنا لولادنا... هو حكر مغاربي ومنا لكم"... أراد أن يؤكد أن هذا الاختصاص بقي اختصاصا مغربيا – جزائريا، حيث كان سعيد عويطة هو البطل الأول وخلفه بعدها مرسلي قبل أن يأتي الڤروج وأتمنى الآن أن أكون أنا خليفته. وبالنسبة لمرسلي والرياضيين الأبطال السابقين، هل اتصلوا بك قبل أو بعد السباق؟ مرسلي لم يتصل بي لكنه شاهد سباقي هنا مباشرة في لندن، عداؤون سابقون في صورة سيّاف، ڤرني أو بنيدة مراح فرحوا كثيرا لتتويجي وأشكرهم جزيلا. قمت بحركة شبيهة بالتي يقوم بها العداء الجمايكي "يوسان بولت" للتعبير عن فرحتك، فهل تعمدت تقليده؟ لا أبدا، لقد سمعت بأن تلك الحركة أثارت انتباه الكثيرين، أنت أعطيتني الفرصة كي أوضح لك ما قمت به وأتمنى أن يعيد الجميع مشاهدة فيديو السباق لمعرفة ما قصدته حيث أني قمت بحركة يدوية وكأني سأوجه سهما ويدي موضوعة على العلم الموجود في قميصي، أردت توجيه تحية على الطائر لكل الشعب الجزائري وقصدت بالسهم أن تصل تحيتي بسرعة لهم وأقول وأؤكد إني لم أقصد تماما القيام بلقطة "بولت". الجميع ينتظرون عودتك إلى أرض الوطن خاصة أفراد عائلتك في سوق أهراس الذين لم يروك منذ 7 أشهر، فمتى ستكون بينهم؟ أوجه لهم تحياتي عبر جريدتكم وأقول لهم إني اشتقت إليهم كثيرا، حاليا لا أعرف موعد عودتي وتنقلي إلى سوق أهراس حيث لديّ ارتباطات أخرى وسباقات قبل نهاية الموسم. نفهم أنك ستشارك في السباقات المتبقية من الملتقيات الدولية؟ لا أعرف بعد، كل شيء متوقف على إصابتي التي أعاني منها حاليا. وما هي نوعية الإصابة التي تعاني منها بالضبط؟ أعاني من انتفاخ على مستوى العضلة المقربة، أتمنى أن لا تكون خطيرة. الآن بعد تتويجك باللقب الأولمبي، ما هي أهدافك المستقبلية؟ سأبدأ التحضير للمواعيد الكبرى المقررة في السنة القادمة من الآن. إن شاء الله سأؤكد المستوى الذي وصلته وأزيد من التألق وتشريف الجزائر. هل تحطيم الرقم القياسي العالمي لمسافة 1500 م من أهدافك الحالية؟ هو ليس هدفا مستعجلا... لكني سأسعى لتحقيقه في يوم من الأيام... الآن أعذروني يجب أن أنهي المكالمة. نعرف أن لديك ارتباطات كثيرة، نريد منك فقط كلمة للجمهور الجزائري في الأخير. أوجه لهم تحياتي عبر جريدتكم وأشكرهم على دعمهم الكبير لي... و"صح عيدكم مسبقا". ---------------------------------------- غزال: "فخور جدا بك يا مخلوفي... نشيد قسما في لندن أمر تقشعر له الأبدان" أعرب مهاجم نادي "باري" الإيطالي غزال أمس عن فخره واعتزازه بما فعله مخلوفي في ألعاب لندن، إذ نشر على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، تصريحا قال فيه: "أنا فخور جدا بك يا مخلوفي"، نشيد قسما يعزف في لندن... إنه أمر تقشعر له الأبدان، أنا سعيد جدا هذا الصباح خاصة وأنا أطالع رفقة أصدقائي خبر تتويج مخلوفي". هذا ونشر غزال الصفحة الخاصة بصحيفة "لاڤازيتا ديلوسبورت" ودمج صورته مع صورة مخلوفي وهو يحمل العلم الجزائري، في خرجة تؤكد وطنية اللاعب. ---------------------------------------- "الهدّاف" تكشف لكم الوجه الآخر للمتوج بذهبية 1500 م... مخلوفي (بوتفليقة) إبن مزغيش، يناصر "البارصا"، يعشق قائدها "بويول"... ويموت على موسيقى "الديسكو"، "الفريت" وشخشوخة الوالدة حاولنا خلال تواجدنا أمس بالقرب من عائلة مخلوفي أن ننقل لقرائنا الوجه الآخر للبطل الأولمبي الجديد، حيث وجهنا أسئلة خاصة ومحرجة في بعض الأحيان لوالده عمي "يونس" والوالدة "شهلة موايزية" إلى جانب الأخ "طاهر"، وقد تأكدنا من خلال الإجابات التي كان يمدها لنا هؤلاء بأن توفيق مخلوفي شخص عادي جدا رغم الإنجاز الكبير الذي حققه سهرة الثلاثاء الفارط في العاصمة البريطانية "لندن". ولد سنة 88 في "مزغيش" وهو الثالث في إخوته السبعة وولد توفيق مخلوفي يوم 27 آفريل 1988 في حي "مزغيش" الشعبي بولاية سوق أهراس من أسرة بسيطة عدد أفرادها الآن 9 أشخاص باحتساب الوالدين، حيث أن توفيق هو الثالث من 7 إخوة (5 بنات وذكران)، وقد تنقل في سن العاشرة إلى حي "قوسيم عبد الحق" المعروف أكثر حاليا ب حي "دالاس" 2. عائلته رياضية لكن التوفيق وقف معه دون أخيه وترعرع مخلوفي وسط أسرة عائلية حيث كان الوالد المنخرط ضمن صفوف الجيش الشعبي الوطني (أصبح متقاعدا الآن) يمارس دوريا رياضة ألعاب القوى، لكن هاويا فقط عكس الإبن الأصغر "طاهر" صاحب 22 سنة والذي كان مثل توفيق منخرطا في نادي الحماية المدنية لولاية سوق أهراس، لكن إصابة خطيرة على مستوى الركبة جعلته يضع حدا لمشواره الرياضي مبكرا. أمضى على أول إجازة في 2003 بعد سباق مدرسي ولم يتصور البطل الأولمبي الجزائري أبدا أنه سيصبح عداء محترفا أو ينخرط في ناد رياضي قبل سنة 2003، حيث هناك اكتشفه مدرب الحماية المدنية لوفاق سوق أهراس علي رجيمي في إحدى المسابقات المدرسية وشاهد فيه مواصفات نجم كبير في الأفق، لينضم بعدها مباشرة للنادي ويمضي على أول إجازة له. والدته تناديه "بوتفليقة" والمقربون يفضلون "التّو" ويطلق المقربون جدا من مخلوفي تسمية "التّو" عليه والتي هي قريبة من إسمه "توفيق"، حيث أنه في عائلته يداعبونه بهذه التسمية مثلما يفعل ذلك أصدقاؤه في وقت أن والدته كشفت لنا أنها تناديه "بوتفليقة" لسبب أن حبه للجزائر وتضحياته الكبيرة من أجل رفع رايتها عاليا هي بمثل حب فخامة رئيس الجهورية لها وبكل ما يقوم به من أجل جعلها في مصاف البلدان الكبيرة. يناصر "البارصا" ويعشق "بويول" لدرجة لا توصف وكغالبية الشعب الجزائري، يهوى توفيق مخلوفي كثيرا رياضة كرة القدم وطبعا الأوروبية، حيث كشف لنا شقيقه "طاهر" أنه مناصر وفي ل "برشلونة" التي يرى أن طريقة لعبها الأمتع في العالم وهو ما لا يمكن أن يخالفه الرأي فيه أحد، لكن الأمر المحير أن مخلوفي لا يعشق "ميسي"، "تشافي" أو "إينيستا" في نادي "البلاوڤرانا"، بل يحب القائد "بويول" بدرجة لا توصف، حيث تعجبه الإرادة التي يلعب بها والتي جعلته يلقب ب "قلب الأسد". في "البلاي" يحوّل "بويول" لصانع ألعاب ليتمتع بتمريراته وأهدافه وفي موقف طريف، كشف لنا شقيق مخلوفي أن زميله من كثرة عشقه للدولي الإسباني "كارلوس بويول" فإنه يختار دائما نادي "برشلونة" في مباريات "البلاي ستايشن"، والأمر الغريب في كل هذا هو أنه يقحم هذا اللاعب صانع ألعاب وليس في منصبه الحقيقي مدافعا محوريا بسبب أنه يستمتع كثيرا لما يراه يلعب دور "ميسي" حين يسجل الأهداف الجميلة ويمرر الكرات الحاسمة. يحب موسيقى "الديسكو"، "الدانس" و"الإليكترو" وكمثله من شباب جيله، فإن مخلوفي من هواة الموسيقى الغربية العصرية بحسب تأكيد شقيقه لنا حيث أنه يهوى كثيرا نوع "الديسكو"، "الدانس" و"الإليكترو" والفنانين الذين يغنون مثل الرومانية "آينا". وبحسب "طاهر" فإن "توفيق" غير ملم تقريبا تماما بالأغاني الجزائرية حيث لا يسمع منها إلا القليل وعلى "محبة خاطر" في بعض المرات فقط. لا يأكل إلاّ "الفريت" يوميا و"الشخشوخة" عند "الحاجة" خالتي "شهلة" كشفت لنا شيئا آخر من الوجه الخفي لبطلنا الأولمبي والمتعلق بنوعية المأكولات التي يفضلها، حيث أكدت لنا أن ذوقه "صعيب بزاف" لأنه لا يرضى إلا بما هو مقلي سواء بطاطس، فلفل، لحم وهو ليس من هواة الأكلات الشعبية وخاصة المرق. كما أكدت لنا أن الاستثناء هو أكلة "الشخشوخة" التي يحبها كثيرا لما تقوم هي فقط بطهيها له حين يكون في سوق أهراس. الزواج ليس الآن وله كل الحرية في اختيار شريكته وبحسب الوالدين فإن مخلوفي حاليا لا يفكر في الزواج أو على الأقل لم يحدثاه حول الموضوع، وبحسب الوالدة فإن لا أحد سيقف في وجه المرأة التي سيختارها شريكة لحياته لأنها تثق فيه كثيرا وتعرف أن خياره سيكون صائبا وهي ستسهل له كل شيء ليكمل نصف دينه ومن الآن تعد الجميع بحفل زواج كبير لقرة عينيها. ========================= عبد النور رياضي آخر صنعته سوق أهراس قد يجهل الكثيرون أن العداء السابق في مسافة 800 م رضا عبد النور الذي شارك في "أولمبياد" سيدني سنة 2000 وكان سيد منافسته وطنيا لسنوات طويلة هو أيضا من خريجي مدرسة ألعاب القوى في سوق أهراس مثلما كشفه لنا الكثيرون في المدينة، حيث كان سندا كبيرا لمخلوفي حين التحاقspan class="s1"