أدانت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء أم البواقي، يوم أمس، كلا من “ذ.ر” ، “غ.ع” و “غ.ن” في العقد الثاني من العمر، بعقوبة السجن المؤبد بعد متابعتهم بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار إضرارا بالضحية “عناب.د”، ممثل النيابة العامة من جهته أكد أن الجريمة قائمة الأركان خاصة بعد أن اعترف المتهم الأول بارتكابه للجريمة وهي نفس التصريحات التي أدلى بها المتهمان الآخران بعد الاستجواب الأول أمام قاضي التحقيق كما أكدوا تواجدهم في مسرح الجريمة، فضلا عن تقرير الطبيب الشرعي بعد تشريح الجثة والذي أكد أن الضحية قد اعتدي عليه بواسطة أداة قاطعة وثاقبة وأن الضربات التي تعرض لها قاتلة وهي التي أفضت إلى الوفاة، بعد أن عقد المتهمون العزم على إزهاق روح المجني عليه، ونظرا لخطورة هذه الجريمة الشنعاء خاصة وأنها مقترنة بظرف الإصرار التمس النائب العام في حق الجناة توقيع عقوبة الإعدام في حقهم وقائع الجريمة الشنعاء والتي تطرقت لها “آخر ساعة” في حينها، تعود بتاريخها الى 12 ديسمبر من السنة المنصرمة لحظة اكتشاف جثة الضحية مرمية على الأرض داخل غابة “ولمان” ببلدية “سوق نعمان” من قبل احد المواطنين، حيث باشر رجال الفرقة الإقليمية للدرك الوطني تحرياتهم التي أفضت إلى الكشف عن هوية المشتبه بهم وتوقيفهم، وحسب ما دار أثناء جلسة المحاكمة فإن المتهمين الثلاثة اعترفوا جملة وتفصيلا بالجرم المنسوب إليهم وكشفوا عن تفاصيل الجريمة التي كان مخطط لها، مسبقا، حيث اعترف “ذ.ر” لدى استماعه على محضر أمام قاضي التحقيق أنه اقترح على كل من “غ.ع” و “غ.ن” بالاعتداء على المجني عليه و سلبه مفاتيح بنك الفلاحة والتنمية الريفية بمدينة “سوق نعمان” الذي يعمل به الضحية عون أمن، و من ثم الاستيلاء والسطو على البنك، ليلتقي يوم الحادثة “ذ.ر” وهو معروف بتعاطيه للمشروبات الكحولية وكذا الحبوب المهلوسة، مع الضحية داخل الغابة أين جلسا يحتسيان الخمر سويا كما تعوّدا، ثم التحق بهما المتهمان الآخران بعد اتصال هاتفي من المتهم الأول، حيث وقعت مناوشات كلامية بين هذا الأخير والضحية ليقوم عندها بسل خنجر خشبي وطعنه على مستوى الرقبة كما وجه له “غ.ع” طعنتين بخنجر آخر من نوع “كرونبالي” خلف ظهره على مستوى الكلى فيما أعاد “ذ.ر” استلال الخنجر الذي بقي مغروزا في رقبة الضحية و قام بذبحه، ليقدم في الأخير “غ.ن” بضربه بواسطة حجرة على مؤخرة رأسه ثم أخذ “غ.ع” قطعة قماش ولفها ووضعها على فم الضحية الذي كان يصرخ طلبا للنجدة، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، الجناة لم يغادروا مسرح الجريمة حتى تأكدوا أن الضحية فارق الحياة تماما وقام “ذ.ر” بتفتيشه حيث كان بحوزته هاتف نقال و مبلغ 7 آلاف دينار وهو المبلغ الذي تبقى بحوزته من راتبه الشهري الذي قام بسحبه يوم الحادثة، ليفترقوا بعدها ويقوم هذا الأخير بكسر الخنجر سلاح الجريمة و حرقه في النار لمحو آثاره. المتورطون الثلاثة التقوا في صباح اليوم الموالي أمام مكتبة للأدوات المدرسية للمتهم الأول، أين قام “ذ.ر” بإعطاء المال ل “غ.ع” و سلّم الهاتف ل “غ.ن”، حسب مجريات المحاكمة، إلا أن المتهمين أنكروا أمس أمام هيئة المحكمة تخطيطهم المسبق للجريمة وحاولوا تغيير السيناريو حيث صرح “ذ.ر” أن الدافع وراء ارتكاب الجريمة هو أن الضحية تعرض لزوجته واعتدا عليها جنسيا وهو ما نفته زوجة المتهم أمام المحكمة، فيما صرح “غ.ع “ أن الضحية عرض عليه ممارسة الفعل المخل بالحياء، فيما صرح المتهم الأخير أن المتهم الأول عرض عليهما منحه مبلغ 100 مليون سنتيم من كل واحد وسيتكفل وحده بالقضية وهو ما نفاه الأخير أيضا، لتنطق هيئة المحكمة عقب مداولاتها بالحكم المشار اليه سابقا.