وزير الخارجية يؤكد مشاركة الجزائر في ملتقى جنيف حول سوريا فضل وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة في أول تعقيب له، على خطاب العاهل المغربي محمد السادس "المعادي" للجزائر، الترفع عن الرد على كلام محمد السادس الذي اعتبره بمثابة "لا حدث"، وأعلن أن الجزائر لها مواقفها المبدئية وهيبتها الدولية، والقدرة الكافية للدفاع عن مصالحها ضد كل من يحاول التطاول عليها"، مضيفا أن السمعة التي تحظى بها الجزائر لدى المجموعة الدولية بحكم احترامها للقانون الدولي وحقوق الإنسان تغنيها عن الرد على مثل هذه الحملات. وأوضح لعمامرة أمس خلال لقاء جمعه ووزير الاتصال عبد القادر مساهل بالأسرة الإعلامية، أن الجزائر متمسكة بحقها في إجراء تحقيق لمعرفة الجهة التي تقف وراء حادثة تدنيس الراية الوطنية بقنصليتها بالدار البيضاء من طرف مغاربة، مذكرا برفض فرضية الفعل المعزول حسبما جاء في تبرير المملكة للحادثة التي استفزت الجزائريين. وأضاف لعمامرة "لا نتهم جهة أو مؤسسة أو سلطة مغربية معينة بالضلوع في إهانة علمنا الوطني، ولكن على المملكة تحمل مسؤوليتها"، مشيرا إلى أن الاتصالات مع حكومة الرباط لا تزال جارية عبر القنوات الدبلوماسية بغرض دفعها إلى التحقيق في القضية، مضيفا أنه من حق الجزائر معرفة الجهة المتورطة في هذا الفعل الذي يدوس على الأعراف والقوانين الدبلوماسية الدولية، لأن القنصلية جزء من سيادتها ولا يتعين للدولة الواقعة على أرضها الاعتداء عليها. وفي الشأن ذاته، أعرب وزير الخارجية عن أن الموقف الدولي وكذا الأممالمتحدة يدعمان موقف الجزائر بخصوص الانتهاكات المرتكبة من قبل المملكة المغربية في حق الشعب الصحراوي، حيث يعتبران التواجد المغربي بأراضيه استعمارا مباشرا ويعترفان له بالحق في تقرير المصير. وردا على بعض الأطراف المشككة في تأجيل زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للجزائر والتي كانت مرتقبة أمس، والتي ربطتها بالأزمة بين حكومتي الجزائروالرباط، أوضح لعمامرة أنه "لا خلاف بين أمريكاوالجزائر بخصوص الصحراء الغربية"، حيث "أمريكا تتبنى نفس موقف الجزائر بشأن ملف الصحراء الغربية وتدعمه"، معتبرا أن التعديل الذي أدرجته مستشارة الأمن القومي الأمريكي إليزابيت رايس على قانون الأممالمتحدة، وتضمينه صيغة متعلقة بملف الأراضي الصحراوية المحتلة. وبخصوص زيارة كيري التي تم تأجيلها إلى موعد لاحق، أوضح المتحدث أن وزير خارجية أمريكا اتصل به شخصيا للاعتذار وشرح دواعي تأجيل الزيارة، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين قوية، حيث تعتبر الجزائر الشريك الاقتصادي الأول لأمريكا في المنطقة، وتفوق حجم المبادلات الاقتصادية بين الجزائر وواشنطن أكبر من التبادلات الاقتصادية الأمريكية مع كافة دول شمال إفريقيا مجتمعة، ولا يقتصر التقارب على الجانب الاقتصادي فقط، إذ اعتبر لعمامرة أن أمريكا تعطي وزنا ثقيلا للجزائر على الأصعدة السياسية الاقتصادية والأمنية، وتأخذ مواقفها بعين الاعتبار كما تطلب آراءها في عديد القضايا والملفات الهامة بالمنطقة، بما فيها القضايا الاستراتيجية في حوض البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الساحل وإفريقيا. ومن جانب آخر، أكد المتحدث تلقي الجزائر دعوة للمشاركة في مؤتمر جنيف حول الأزمة السورية، مشيرا إلى أن "الجزائر لا تمارس سياسة الكرسي الفارغ"، وسيتسنى لها المشاركة في الملتقى كعضو فعال، للإدلاء بمواقفها واقتراحاتها الرامية إلى إيجاد حل يرضي جميع الأطراف السورية.