عاشت الجزائر يوم غير عادي وليلة بيضاء يوم 19 نوفمبر 2009 وبالضبط دقائق قليلة بعد الساعة الصفر من هذا اليوم بعد أن واجه المنتخب الوطني نظيره المصري في أم درمان بالسودان ليلة 18 نوفمبر 2009 وانتهت المباراة الفاصلة بتأهل الخضر إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010 بعد فوزهم على مصر بنتيجة هدف لصفر بفضل الهدف الذي سجله عنتر يحيى،وخرج كل الجزائريين إلى الشارع بعد نهاية المباراة من أجل الاحتفال بالتأهل إلى كأس العالم والذي لم يحققه المنتخب منذ سنة 1986 وصنعوا أجواء مميزة في الشوارع الجزائرية وفي كل التراب الوطني،أجواء لا تنسى وغير عادية لأن هذه الفرحة خرجت من الصميم ولأن الجزائريين إشتاقوا لهذا النوع من الاحتفالات لينسوا به نكسات الكرة الجزائرية في العشرية السابقة. عشاق الخضر إحتفلوا بالتأهل إلى ساعات مبكرة وقد احتفل أنصار المنتخب الوطني بالتأهل الذي حققه رفاق اللاعب الدولي السابق بلحاج إلى مونديال جنوب إفريقيا من منتصف ليلة 19 نوفمبر 2009 إلى غاية الصباح حيث أمضى الجزائريين ليلة بيضاء ولم تنم غالبية المدن الجزائرية بالحركة التي صنعها أنصار الخضر في الشوارع وبالموسيقى الصاخبة في الأحياء وبأبواق السيارات وأغاني “وان توتري فيفا لالجيري” التي دوت كل الأحياء الجزائرية . العائلات خرجت إلى الشارع تلقائيا ولم يقتصر الاحتفال بالتأهل إلى المونديال الشباب فقط،بل خرجت حتى العائلات الجزائرية بطريقة تلقائية إلى الشارع في ساعات متأخرة حيث رصدت “آخر ساعة” خروج النساء والأطفال والطاعنين في السن إلى الشارع من أجل الاحتفال ومتابعة الأجواء المميزة التي صنعها عشاق الخضر بعد نهاية مواجهة مصر والتأهل التاريخي لأشبال المدرب السابق رابح سعدان،وقد تواصلت هذه الاحتفالات لأكثر من أسبوع في الأماكن العامة والأحياء الشعبية وفي مختلف الشوارع الجزائرية. الشباب يصبغون وجوههم ويرقصون على الأغاني الممجدة للخضر وقام بعض الأنصار بتشجيع “الخضراء” بطريقتهم الخاصة حيث قام العديد منهم بصبغ وجوههم بالأحمر،الأبيض والأخضر وهي ألوان الراية الوطنية وقاموا بإجراء تحليقات خاصة كتبوا فيها “الجزائر” باللغة الفرنسية،كما قام العديد بالشبان برسم لوحات فنية في أحيائهم بها صور اللاعبين والعلم الوطني،ورقص الجميع على الأغاني التي أطلقتها المجموعات الغنائية في تلك الفترة والتي تمجد “الخضر” وتشجعهم من أجل التأهل إلى المونديال. تسلقوا الأشجار والأعمدة الكهربائية من أجل تعليق الراية الوطنية وقد تفنن الجزائريون في الطريقة التي شجعوا بها المنتخب الوطني حيث تسلقوا البنايات العالية والأشجار والأعمدة الكهربائية من أجل تعليق الراية الوطنية،وكان فرحة الأنصار لا توصف عندما يرون العلم الوطني يرفرف،وقد تحدى الأنصار كل المخاطر واحتفل كل فرد على طريقته الخاصة بهذا التأهل. «الطبلة والزرنة” DJ حاضرون بقوة وفضل البعض من الأنصار جلب “الطلبة والزرنة” مباشرة بعد نهاية المباراة حيث اتفقوا معهم مسبقا على المجيء قبل انطلاق المباراة،كما تطوعا في بعض الشبان الذين يملكون”DJ” أخرجوا آلاتهم إلى الشارع ووضعوا أغاني المنتخب الوطني في أحيائهم وتفاعل معهم الجميع خاصة أن الكل كان يبحث عن كيفية يحتفل بها بفوز رفاق صايفي على مصر. احتفالات هيسترية بالألعاب النارية بعقلية “دزيرية” ويوجد بعض الأنصار الذين فضلوا الاحتفال بشراء الألعاب النارية حيث استهلك الجزائريون يوم 19 نوفمبر 2009 عددا كبيرا من “الفيميجان” في كل المدن الجزائرية،والكل خرج إلى الشارع لكي يقوموا ب “الديفيلي” بعد الفوز الذي حققه الخضر واحتفل الأنصار على الطريقة الجزائرية بهذا التأهل وقاموا بتصرفات جنونية حيث قام بعض الأنصار بالتوجه إلى البحر وبالرغم من أنهم برودة الطقس إلا أن دخلوا البحر واحتفلوا بالمياه،كما يوجد من تعرض لحوادث مرور بسبب هذه الاحتفالات وهي النقطة السوداء الوحيدة في هذا اليوم. الذي لم يحتفل بالتأهل ليس جزائريا «من لم يخرج إلى الشارع للاحتفال بالتأهل إلى المونديال ليلة 19 نوفمبر 2009 ليس جزائريا” بهذه العبارة علق “محمد” أحد مناصري المنتخب الوطني والذي أكد ل “آخر ساعة” أنه لم يشعر إلا وهو يعانق أبناء حيه بعد نهاية المباراة ووجد نفسه في الشارع يصرخ ويحتفل بالفوز التاريخي الذي حققه المنتخب الوطني في هذه المباراة،فقد خرج كل الجزائريين إلى الشارع وحتى الذين لا يفقهون شيئا في الكرة المستديرة أصبحوا يعشقون الخضر الذين شرفوا الراية الوطنية والجزائر،ففي ذلك اليوم لا يوجد جزائري بقي في بيته وفوت على نفسه أجواء الاحتفال بهذا الانجاز التاريخي ولا يوجد جزائري لم يعانق العلم الوطني أو لم يقم بتعليقه على شرفة منزله. تفاؤل كبير بالتأهل إلى مونديال البرزايل والاحتفال مجددا وبعد مرور 4 سنوات كاملة عن تأهل المنتخب الوطني إلى مونديال 2010 وخروج الأنصار إلى الشارع يأمل كل الجزائريين أن يعيد منتخب حليلوزيتش نفس السيناريو هذا الثلاثاء وان يحققوا التأهل إلى مونديال البرازيل لكي يخرجوا إلى الشارع من أجل الاحتفال مرة أخرى بالتأهل وأن “يقلبو الدنيا” ويمضوا ليلة بيضاء أخرى،وينتظر أنصار المنتخب الوطني أمام بوركينافاسو بتفاؤل كبير . جيل فغولي،تايدر وسليماني لتكرار انجاز جيل مطمور،بلحاج وزياني وسيحاول جيل فغولي،سوداني،تايدر،سيلماني،سوداني والبقية تكرار الانجاز الذي حققه الجيل السابق بقيادة مطمور،بلحاج وزياني يوم الثلاثاء ويعلق عليهم الشعب الجزائري آمالا كبيرة في اللقاء المقبل لكي يعوضوا إقصاءهم من الدور الأول في كأس إفريقيا الأخيرة التي جرت في جنوب إفريقيا وأن يخرجوا الشعب الى الشارع خاصة أن كل الجزائريين اشتاقوا للاحتفالات ويؤمنون بمقولة أن الجزائريين لا ينهزمون في نوفمبر.