العمال في قمة الغضب والكارثة كادت تحدث في عنابة تطورت الأحداث أمس في مركب ارسيلور ميتال بشكل سريع فبعد أن اجتمع أول أمس الناطق الرسمي باسم العمال كشيشي داود بوالي ولاية عنابة محمد منيب صنديد واجتمع أيضا بالجهات الأمنية ومنحه الوالي تطمينات وتنقل أعضاء المجلس النقابي وكشيشي صبيحة أمس إلى مقر الولاية من أجل الحصول على وصل الاستلام حسب ما ينص عليه القانون 90/14 وكما وعدتهم المصالح الولائية أول امس حيث التقوا مدير الإدارة المحلية لكنهم أكدوا لهم أن منحهم وصل الاستلام يتطلب المزيد من الوقت وهو ما أثار غضب ممثلي نقابة أرسيلور ميتال والعمال. العمال كانوا ينتظرون الخبر أمام مقر النقابة وتجمع العمال على 10 صباحا أمام مقر النقابة حيث التقى أكثر من 4000 عامل في انتظار عودة كشيشي وأعضاء النقابة من مقر الولاية حيث كان من المفروض أن يجروا جمعية عامة أمام مقر النقابة،وقد وصلتهم أخبار وهم أمام مقر النقابة أنه يوجد بعض التلاعبات التي تحدث في الكواليس وبعد أن علموا أن كشيشي لم يتسلم وصل الاستلام توجهوا جميعا سيرا على الأقدام نحو البوابة الرئيسية. نفذوا تهديدهم وخرجوا في مسيرة حاشدة وسلمية نحو مقر الولاية ووصل كشيشي داود إلى المؤسسة وأعلم العمال بما حدث في الولاية حيث هددوا الأسبوع الماضي بتنظيم مسيرة سلمية من المركب إلى مقر الولاية،وقرر العمال الخروج إلى الشارع وتنظيم مسيرة حاشدة انطلقت على العاشرة والنصف صباحا وسار العمال بأعداد كبيرة في الطريق الوطني متجهين نحو وسط المدينة. لم يبالوا بالأمطار وساروا تحت أهازيج «كشيشي PRESIDENT« و»نقابة حرة» ورغم أن خروج العمال من المركب صادفه تهاطل الأمطار في بلدية سيدي عمار فأنهم لم يبالوا بها وظهر العمال بوعي كبير حيث أحسوا أن مناصب عملهم في خطر وأن مافيا الفساد تعمل كل ما في وسعها من أجل اختراق المركب ونهب أموال الاستثمار وتريد بشتى الطرق تكسير النقابة التي اختارها العمال،وسار العمال في الطريق الوطني تحت أهازيج «كشيشي PRESIDENT« و»نقابة حرة». سكان عدل انبهروا بالمسيرة وأصحاب السيارات شجعوهم بالمنبهات وقد انبهر سكان بلدية سيدي عمار وأصحاب سكنات عدل بالمسيرة التي نظمها عمال أرسيلور ميتال حيث خرج السكان بدافع الفضول من أجل متابعة المسيرة وصورها العديد منهم باستخدام هواتفهم النقالة،كما مرت العديد من السيارات والحافلات والشاحنات عبر الطريق المؤدي الى مدخل بلدية سيدي عمار وشجعوا عمال ارسيلور باستخدام منبهات مركباتهم. استنفار أمني كبير والدرك الوطني يوقف المسيرة أمام «السيفوس» وواصل العمال مسيرتهم في الوقت الذي فيه من الطريق الآخر عدد كبير من مركبات الدرك الوطني بعد الاستنفار الأمني الكبير الذي عاشته بلدية سيدي عمار صبيحة أمس وهو ما لاحظته «آخر ساعة» منذ الثامنة صباحا حيث تم توفير تعزيزات أمنية مشددة لتفادي حدوث أي انزلاقات،ونظم الدرك الوطني طوقا أمنيا أغلقوا به كامل الطريق المؤدي الى وسط المدينة أمام «السيفوس» حيث أوقفوا المسيرة التي ينظمها أكثر من 4000 عامل من مؤسسة أرسيلور ميتال. العمال صرخوا «مسيرة سلمية «و «وان تو ثري فيفا لالجيري» عند رؤيتهم للطوق الأمني ومباشرة بعد وصول العمال للطوق الأمني الذي كونه عناصر الدرك الوطني الذين كانوا يحملون العصي والتجهيزات الأمنية لمكافحة الشغب قام العمال برفع ايديهم في السماء وصرخوا «مسيرة سلمية» لكي لا يستخدم عناصر الدرك الوطني العنف من أجل ردعهم كما رددوا كرجل واحد «وان تو ثري فيفا لالجيري» وأكدوا أنهم نظموا هذه المسيرة لكي يطالبوا بحقوقهم ولكي تتدخل السلطات من أجل ردع المافيا التي بذلت مجهودات كبيرة من أجل ضرب استقرار المركب وصب العمال جم غضبهم على منادي وحمارنية وسيدي السعيد. أكدوا للدرك الوطني أن المركب عاش غليان كبيرا منذ 3 أشهر ولا أحد تدخل وقد أكد العمال للدرك الوطني أن المركب عاش غليان كبيرا منذ 3 أشهر من أجل التصرفات التي يقوم بها الاتحاد الولائي وحمارنية الذي لم يهضم القرار الذي اتخذه عملاق الحديد بالانسحاب من الاتحاد العام للعمال الجزائريين وأكدوا للدرك أنه كان من المفروض أن تتدخل السلطات من أجل ايقاف حمارنية وجماعته بسبب محاولتهم زرع الفتنة في المؤسسة واستفزاز العمال وأضافوا انهم لم يحدوا أي حل لإيصال صوتهم سوى الخروج إلى الشارع. كشيشي وبالعمري يهدئان العمال ويؤكدان أن مشاكلهم ليس مع الأمن وتدخل كشيشي وبالعمري خير الدين وعموري وعادل جمال وبقية أعضاء النقابة من أجل تهدئة العمال الذين كانوا يصرون على اكمال المسيرة والتوجه إلى مقر الولاية وأكد كشيشي وبالعمري للعمال أنهم لا يملكون أي مشكل مع الجهات الأمنية أو مع الدرك الوطني وأن مسيرتهم سلمية ولا يريدون حدوث أي عنف وأكدوا لهم أن مطالبهم واضحة. الدرك يؤكد لكشيشي أنهم سيوصلون الرسالة والعمال يقتنعون بالعودة إلى المركب وتحدث قائد كتيبة الدرك الوطني لبلدية سيدي عمار مع كشيشي وأكد له أنهم يعملون دائما على ايصال رسالتهم للسلطات المعنية وطلب منه إقناع العمال بالعودة إلى المركب،فاقتنع كشيشي بكلامه وطلب من العمال العودة الى المركب بعد أن أوصل الآلاف من العمال رسالتهم وردوا على من روج إشاعة نهاية الأسبوع الماضي بان العمال لن يقوموا بالخروج الى الشارع حيث كان رد عمال مؤسسة أرسيلور ميتال قويا وصريحا،كما أكدت عناصر الدرك الوطني لكشيشي أنه يوجد العديد من الأطراف التي ستحاول الاستثمار في المسيرة من أجل القيام بأعمال شغب وهو ما لا يخدم الصالح العام. كشيشي نظم جمعية عامة بالمركب في منتصف النهار ويمهل السلطات 24 ساعة وعاد العمال الى مركب الحجار حيث نظم كشيشي جمعية عامة حضرها غالبية العمال الذين أكدوا لكشيشي أنهم يقدمون له الدعم المطلق وأنهم يرفضون رفضا تاما تدخل المتقاعدين وأصحاب المصالح الشخصية في المركب من أجل نهب الملايير ومن أجل التمتع بأموال العمال الذين سئموا من المافيا ومن الأغنياء الجدد الذين ملؤوا جيوبهم بأموال مركب الحجار. الوالي مطالب بإيجاد الحلول لامتصاص غضب العمال وتفادي الكارثة وأصبحت الآن الكرة في مرمى والي ولاية عنابة صنديد الذي يجب أن يجد الحلول من أجل امتصاص غضب عمال أرسيلور ميتال الذين أكدوا في العديد من المناسبات أنهم يضعون ثقة كبيرة في النقابة الحالية التي نجحت في تحقيق مطالبهم وأصروا على قرار الانسحاب من «UGTA«،ويبقى على الوالي أن يتفادى حدوث كارثة في وسط مدينة عنابة خاصة أنه تولى منصبه الجديد مؤخرا ولو وصل أمس عمال أرسيلور ميتال إلى مقر الولاية لتطورت الأمور إلى ما لا تحمد عقباه،وهو السيناريو الذي لا يتمناه أي طرف،كما أن الحلول واضحة للعام والخاص وهي احترام مطالب العمال وعدم هضم حقوقهم مع العمل انه يوجد العديد من الإطارات الذين كانوا حاضرين في المسيرة والتي نظمها عمال أكبر مؤسسة للحديد والصلب ولم ينظمها شبان منحرفون أو متهورون. كشيشي:»سننتظر الرد وفي حالة عدم وجود إجابة سننظم اعتصاما غدا أمام مقر الولاية» كشف داود كشيشي ل «آخر ساعة» مباشرة بعد نهاية الجمعية العامة قائلا:»لقد أكدنا للجميع أن كل ما نقوله نقوم به،وقد نفذنا تهديداتنا،سننتظر ردهم غدا (يقصد اليوم) وفي حالة عدم وجود أي رد ايجابي سننظم اعتصاما غدا الثلاثاء بداية من الثامنة والنصف صباحا أمام مقر الولاية حيث سيتنقل العمال مباشرة الى مقر الولاية بملابس عملهم من أجل الاعتصام هناك» «مسيرتنا كانت مجرد إنذار وكان بإمكاننا الوصول إلى مقر الولاية» وتابع كشيشي كلامه فقال:»المسيرة التي نظمناها من البوابة الرئيسية كانت مجرد إنذار وأكدنا أنه بإمكاننا القيام بمسيرة،وأؤكد أنه كان بإمكاننا الوصول إلى مقر الولاية لكن فضلنا التريث وعدم التسبب في حدوث أي أحداث عنف،لان هدفنا ليس هذا تماما ونحن عمال بمركب معروف في الجزائر بأكملها وليس في عنابة فقط،وأتمنى أن تكون رسالة العمال وصوتهم قد وصل.» «وعدونا بمنحنا وصل الاستلام لكن..» أما عن سبب تغير المعطيات بعد أن كان من المفروض أن تسير الأمور بطريقة أحسن بعد اجتماعه أول أمس بالوالي فقال كشيشي:»لقد طلبوا منا القدوم إلى مقر الولاية في الصباح الباكر من أجل تسلم وصل الاستلام (يقصد صبيحة أمس)لكن عند وصولنا تفاجأنا عندما قالوا لنا أنه يجب أن ننتظر بعض الوقت لكي نتسلمه رغم أنهم وعودنا قبل 24 ساعة بمنحنا هذا الوصل.»