لم تفاجئ حركة النهضة، لا مناضليها و لا الشعب الجزائري بقرار مقاطعة الانتخابات الرئاسية، فهكذا قرار كان منتظرا بل انه اقترب من الترسيم بمجرد ما أعلن عبد الرزاق مقري ، رئيس حركة مجتمع السلم، مقاطعة حمس ، موعد 17 افريل المقبل. وباعتبار ان الاسلاميين، قد وخزوا من ابرة السلطة في تشريعيات ماي 2012، فان مخاوفهم حاليا تتعلق بمدى عجزهم عن اقناع ناخبيهم بمقاطعة الانتخابات الرئاسية، خاصة بالنسبة لحركة مجتمع السلك التي يئس منخرطوها من تقلبات القيادة بين المشاركة تارة والمقاطعة تارة اخرى. ولهذا السبب طالب مقري السلطة برفع يدها على الكتلة الناخبة وتزويد الاحزاب بالقوائم الانتخابية لقياس حجم تأثيرها على الارض لكن السلطة ترفض دوما ذلك وبالتالي بثت الشك في نفوس قادة الاحزاب الاسلامية وهي الاحزاب التي فتحت عداد المقاطعة هذه المرة، لكن هناك اشكالية بالنسبة لحمس، فهي مطبوعة بمشاركتها في السلطة من خلال التحالف الرئاسي و الوزراء قبل ان تنسحب، لكنها اعطت انطباعا عن نفسها بانها «منافقة» وتشد العصا من وسطها دوما وبالتالي لا يمكنها هذه المرة التحكم في قواعدها واجبارهم على رفض التصويت اي ان القواعد فهموا ان حركتهم تتحكم فيهم بالتيليكوموند وهو ما يرفضونه.وباعتبار ان النهضة شريك حمس في تكتل الجزائر الخضراء، فان منطوق مجلس شورى حمس، بمقاطعة الانتخابات يكون قد تعمم على التكتل الأخضر ككل وليس فقط حركة الراحل نحناح، حتى وان كانت حركة النهضة مستقلة بقرارها، لكن ترسيمها لقرار المقاطعة، جعلها تنصهر في بوتقة الحمسيين، في انتظار موقف الشريك الثالث في التكتل، وهي حركة الاصلاح الوطني التي يقودها جهيد يونسي. وهم الثلاثة الذين ذاقوا الأمرين في الانتخابات التشريعية لماي 2012 ، بسبب النكسة التي لحقت بهم . لكن الظاهر ان جهيد يونسي الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني ليس كمحمد دويبي الامين العام لحركة النهضة، ذلك لعاملين أساسيين، يتعلق الأول بان جهيد يونسي قد ذاق طعم الترشح للانتخابات الرئاسية وحصل على المليار الذي تدعم به الدولة المترشحين، وهو من الفرسان الذين ترشحوا الى جانب الرئيس بوتفليقة عام 2009، اما العامل الثاني فيتعلق بالاشارات التي قدمها جهيد يونسي على مر اللقاءات التي كان يعقدها مع الصحافة على انه ممكن جدا ان يترشح لثاني مرة، فهل سيهضم قراره، عبد الرزاق مقري ، المقاطع او محمد دويبي؟.ويرتقب التحاق جاب الله بالركب المقاطع ، لتكتمل حلقة الاسلاميين المعارضين، ، وهي الاحزاب التي ارادت فتح شهية معارضة السلطة في الميدان من خلال ادارة الظهر لصناديق الاقتراع، بعيدا عن رسائل تريد السلطة ارسالها الى الشعب تفيد بان الوعاء الانتخابي للمقاطعين لا يكفي للتأثير في مسار الانتخابات بمعنى ان دائرة العزوف لن تكون كبيرة مثلما يريد المقاطعون.