ينطلق اليوم، المخيم الوطني الصيفي السادس للأحداث بمشاركة أكثر من 30 حدثاً نزيلاً بمختلف مؤسسات إعادة التربية على المستوى الوطني، تحت شعار"الكشّاف أخ الحدث وصديق للجميع، معاً نحو الاندماج"، وذلك في إطار الاتفاقية المبرمة بين القيادة العامة للكشافة الإسلامية والإدارة العامة للسجون عام2007. ينظم المخيم الذي سيدوم الى غاية ال 28 جويلية من قبل الكشافة الإسلامية وبالتنسيق مع المديرية العامة لإدارة السجون وولاية تلمسان التي ستحتضن هذا المخيم من خلال بلدية "هنين" الساحلية، وكذا مؤسسة "نجمة للاتصالات" التي ستتكفل بتقديم لوازم مختلفة منها محافظ، ألعاب، مآزر وآلات تصوير، بينما ستتكفل إدارة السجون بنقل وإطعام الأحداث الذين سيتم إيواؤهم بالثانوية الجديدة للبلدية المذكورة. ويندرج هذا النشاط -حسب المنسق الوطني للمخيم السيد عبد الغني عميار في تصريح ل »المساء«- في إطار تنفيذ البرنامج السنوي 2009 للكشافة وتجسيد التعاون والشراكة بينها وبين إدارة السجون ومساهمة المجتمع المدني في إعادة الإدماج الاجتماعي للمساجين، الذي أكد عليه قانون تنظيم السجون وانفتاح هذه الأخيرة على الحركة الجمعوية والعالم الخارجي، لدعم حقوق النزلاء وتوسيع فرص إدماجهم عن طريق إحداث آليات مختلفة وجعل السجون أكثر تفتحا بهدف تقليص الحواجز الموجودة بين المؤسسات العقابية والمجتمع. وفي إطار السماح للجمعيات بزيارة المساجين تقدم الكشافة خدمات ومنفعة للأحداث في هذه الفترة من خلال تقريبهم منها لمعرفة أهم احتياجاتهم ومساعدتهم على تلبيتها والمساهمة في إخراجهم من الإحباط والأزمات النفسية المحتملة. وفي السياق ذاته، سيشهد المخيم تنظيم برنامج على الطريقة الكشفية يتمثل في تقسيم الأحداث الى مجموعات صغيرة وتنفيذ البرنامج الكشفي اليومي المتمثل في تجمعات كشفية صباحية، زيارة مختلف شواطئ ولاية تلمسان والأماكن الأثرية والتاريخية، بالإضافة الى أعمال تدخل ضمن المنفعة العامة، على غرار تنظيف الشواطئ وزيارة المرضى في المستشفيات والتحسيس حول أخطار السباحة ودورات رياضية وسهرات على الطريقة الكشفية. ومن مزايا المخيم أن السجين الحدث يكون حرا لأن الاختيار يكون على أساس حسن السلوك، كما يتمتع برحلته بدون أي عقدة، لأنه يتخلص من بدلته الخاصة وهذا ما يساعد على اندماجه في المجتمع من خلال هذه التجربة الفريدة من نوعها على المستوى العربي والإفريقي. ويرافق الأحداث خلال تخييمهم طبيب عام وآخر نفساني وممرض وعنصر من الحماية المدنية من أجل التكفل أفضل بهذه الشريحة التي أظهرت المخيمات السابقة تغير سلوكها من السلبي الى الايجابي بعد احتكاكها بالشباب والمصطافين، علماً أنه قد سبق تنظيم خمس مخيمات صيفية للمحبوسين الأحداث في كل من سيدي فرج، وهران، سكيكدة، مستغانم وبجاية، كما ينتظر أن تعقد السنة المقبلة ورشة دولية حول إدماج المساجين.