طالبت المملكة المغربية، السفير السوري المعتمد لديها، نبيه إسماعيل، بمغادرة المملكة باعتباره شخصا غير مرغوب فيه، حسب ما جاء في بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية أمس، فيما أفادت وكالة الأنباء السورية »سانا«، بأنّ وزارة الخارجية السورية تعتبر سفير المملكة المغربية محمد الأخصاصي، المعتمد في دمشق شخصاً غير مرغوب به عملاً بمبدأ المعاملة بالمثل. وأكّدت الرباط، أنّ الوضع في سوريا لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه، وأبرز البلاغ أن المملكة المغربية، تجدّد دعوتها للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته كاملة للوقف الفوري لكافة »أعمال العنف والقتل« وحماية المدنيين السوريين، وتتطلع إلى تحرك فاعل وحازم من أجل تحقيق انتقال سياسي نحو وضع ديمقراطي يضمن وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الإقليمية، ويحقّق تطلعات الشعب السوري نحو الكرامة والحرية والتنمية . أكّد سفير سوريا في بغداد، المنشق، نواف الشيخ فارس، أن الرئيس السوري بشار الأسد هو الشخص الوحيد الذي يقوم باتخاذ القرارات في دمشق، وأن من حوله ينفذون أوامره فقط. وأضاف أن »النظام السوري والقاعدة مرتبطان ارتباطا وثيقا، وأن يد الأسد ملوثة بدماء السوريين والعراقيين الذين قتلوا في العراق على يد القاعدة«، وأعلن تأييده لتدخل عسكري يطيح بالنظام الحالي. وحول أسباب انشقاقه واختياره هذا التوقيت لإعلان ذلك، قال فارس، إن ما حصل في سوريا خلال العام ونصف الماضي من »قتل وتدمير وتشريد«، دفعه لاتخاذ قراره، موضحا أنه لم يكن يقدر على البقاء صامتا أمام كل ما يجري، وقرّر إنهاء علاقته كليا مع النظام السوري. كما تطرّق فارس، إلى ما أسماه »علاقة تجمع نظام الأسد بتنظيم القاعدة«، وأردف قائلا إن النظام السوري مسؤول بصورة مباشرة عن مقتل آلاف العراقيين وقوات التحالف، بعد أن قدّم الكثير من التسهيلات عبر تدريب مقاتلي القاعدة وتوفير مخبأ آمن لهم، مضيفا أن الاستخبارات السورية شجّعت الشباب المتحمس في سوريا من أجل الذهاب إلى العراق للجهاد مع القاعدة. بينما لم يخف نواف، وقوفه إلى جانب أيّ تدخل عسكري خارجي لإسقاط نظام الأسد، وأكّد أن معاناة الشعب السوري كبيرة جدا وهم يريدون إنهاءها بأي شكل، وأنّه مع التدّخل العسكري في سوريا، معتبرا بأنّ طبيعة النظام تحتّم ضرورة إسقاطه بالقوة. على صعيد آخر، أكّد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يتخلى عن منصبه بسبب تمتعه بدعم شعبي كبير، وهو التصريح الذي تزامن مع مباحثات أجراها أمس رفقة مبعوث السلام الأممي العربي إلى سوريا، كوفي عنان بموسكو. وقال لافروف في مؤتمر صحفي، إن مطالبة موسكو بإقناع الأسد بالتنحي عن منصبه أمر غير واقعي، لأنه لن يقبل بالرحيل، وليس لأن موسكو تحميه بل لأنّ قسما كبيرا من الشعب السوري معه، وحذّر لافروف، من أنّ موقف بعض الدول الغربية قد يتسبب في اندلاع حرب أهلية في سوريا، لإصرار تلك الدول على إصدار مجلس الأمن الدولي عقوبات ضد النظام السوري، واعتبر التهديد بفرضها ينطوي على قدر من الابتزاز، مشيراً إلى أن بلاده لن تسمح بتمرير قرار في مجلس الأمن لا يعتمد على اتفاقية جنيف، وشدّد لافروف على ثبات موسكو على موقفها في مساندة خطة السلام كسبيل وحيد لإنهاء العنف، ورفضها في المقابل استعمال القوة في سوريا تحت مظلة الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة.