غياب حركة المرور والأسعار تحلق في السماء كما كان متوقعا لم تعرف أسعار الخصر والفواكه واللحوم ومختلف المواد الاستهلاكية انخفاضا في الأسعار، في أول أيام رمضان، ومع ذلك تم تسجيل اللهفة والإقبال المتزايد للمواطنين على مختلف المحلات، وهي عادة لا طالما لازمت الجزائري في جميع المواسم، ولكن أهم ما استقطبنا خلال تقربنا من بعض المواطنين سلوك مشترك بين الشكوى من ارتفاع الأسعار والتهابها وعدم التواني عن اقتنائها. »صوت الأحرار« إرتأت أن تنقل بعض الصور من أول يوم من شهر الصيام.
طوابير على ....والو أول الصور »العجيبة« التي رصدناها هي تلك التي نقلها إلينا زملاؤنا من منطقة الحراش، حيث أكد لنا هؤلاء أن ما جلب انتباههم أمس وأول أمس، هو تلك الطوابير الطويلة العريضة أمام محلات بيع اللحوم الحمراء والبيضاء، وفي الطوابير تجد الناس تشتكي ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية، وطبعا اللحوم.. لكن الغريب في الأمر أن طول تلك الطوابير ينتهي عادة عند طاولات عرض )كونتوار( فارغ تماما من كل أنواع اللحوم.. اللحم هنا في كل قصابات منظقة الحراش تراوح بين 1200 إلى 1350 دينان بالنسبة للحم الخروف، وبين 1000 و 1400 دينار بالنسبة للحم البقر.
“الحشيش ” ... من الممنوعات إذا كان »الحشيش« في لغة مصالح الأمن المختلفة ولغة أهل القانون من الممنوعات، فهو يطلق على المخدرات، سيما الكيف المعالج، فأصبح »الحشيش والمعدنوس« في الطاولات أمس وأول أمس من »الممنوعات«. كيف ذلك؟ الناس تتهافت على هذه النبتة التي، حقيقة، تضيف نكهة خاصة على »شربة« رمضان، لكن أن يقف المرء ساعة أو أقل بقليل ليفوز ب»ربطة حشيش«، فذاك أمر غير مقبول.. مع العلم أن بائعة هذا »الحشيش« أوصلوا سعر الربطة الواحدة إلى أكثر من 30 دينار، ومن لم يعجبه الأمر فما عليه إلا ..
قلب اللوز والزلابية على.. التاسعة صباحا من بين الصور التي أردنا نقلها، هي تلك نقلتها إلينا زميلة عندما شاهدت رجلا في العقد الخامس من العمر تقريبا، وهو يحمل قبل حلول الساعة العاشرة صباحا علبة »قلب اللوز«، والظاهر أن صاحبنا أنهى كل »واجباته« الرمضانية قبل الأوان ليتفرغ للمحليات. وهو نفض الأمر بالنسبة لسيدة راحت تسرع لاقتناء ما أمكنها من »الزلابية« قبل أن يستيقظ »المواطنون« ويشكلوا الطوابير المعروفة أمام مجلات بيع الزلابية ككل شهر رمضان. اقتربت »صوت الأحرار« من بعض المواطنين، حيث أكدت لنا سيدة تقطن ببلدية بوزريعة، أنها لم تقتنى المواد الغذائية ،لأنها كانت تعتقد أن أول رمضان سيكون اليوم، فما كان منها إلا أن تنهض باكرا من أجل أن تقتنى المواد الغذائية واللحوم البيضاء والحمراء، مضيفة أن طمع التجار ليس السبب الوحيد لذلك بل راجع إلى الثقافة الاستهلاكية لدى الجزائريين، الذين يفضلون اقتناء كل يشتهونه مهما كان الثمن. من جهتها أكدت »سهيلة.ع«، أنها اكتفت بالضروريات وبكميات قليلة حتى لا تقع في التبذير والمبالغة في إعداد مائدة رمضان، حيث قصدت سوق باب الوادي على الساعة العاشرة صباحا من أجل اقتناء ما تحتاجه الآ أنها اصطدمت بالغلاء في المواد الأساسية، حيث بلغ سعر40 دج للكيلوغرام الواحد والطماطم 40 دج، ومع ذلك لم تجد حل سوى اقتناء هذه اللوازم. من جهتها عرفت مختلف الجهات الغربية، على غرار بلدية عين البنيان وبينام، اكتظاظا كبيرا على محلات بيع اللحوم البيضاء والحمراء وكذا طوابير بيع الحشيش والمعدنوس.. تقول عنها دوجة »الأسعار نار رغم توفر كل الخيرات خاصة على مستوى اللحوم، رغم هذا الارتفاع إلا أنه لم يحد من لهفة المواطن«. من جهتها فسرت وهيبة، هدوء الحركة بشوارع العاصمة، خاصة وأن العديد من المواطنين لم يستعدوا لرمضان هذا اليوم، كما شهدت الأسواق أمس حركة كبيرة نظرا لأنه يوم عطلة فاغتنم العديد الفرصة لقضاء حاجياتهم.. زيادة على ذلك كان الإقبال على لحم المجمد كبيرا فاق الإقبال على شراء الطازج.