عرفت أسواق الخضر والفواكه خلال اليوم الأول من رمضان إقبالا منقطع النظير رغم الارتفاع الكبير في الأسعار، وتنامي دعوات فدرالية المستهلكين لمقاطعة المواد الغذائية المرتفعة الثمن، بيد أنّ جمهور الصائمين لم يبالوا بشيء في سبيل الوفاء بموجبات المائدة الرمضانية التي لا تزال تستنزف الجيوب خاصة وأن الكثيرين لا يستطيعون رؤية “عروس الموائد” شبه فارغة. ”السلام” جالت ببعض الأسواق ووقفت عند الأسعار التي قيل سابقا أنها عرفت استقرارا، إلاّ أنّ الأمور تبقى تتفاوت من سوق إلى آخر، فسوقي عين النعجة وباش جراح لم يختلف المشهد بهما عما هو عليه كل سنة، فبمجرد أن تدّب الحركة في الشوارع حتى تمتلئ الأسواق ويزداد التوافد عليها تدريجيا، وأحيانا لا يفرغ السوق إلا قبيل ساعات الإفطار رغم ارتفاع درجات الحرارة التي تزيد من العطش. رمضان بداية المعاناة مع الجزارين القصابات أول ما يقصده بعض المواطنين من أجل اقتناء اللحوم الحمراء أو البيضاء التي لا تزال أسعارها حديث الشارع، وحسب بعض المواطنين فإنهم مضطرون إلى شراء بعض اللحم أو حتى أطراف من الدجاج خاصة أن أغلب الأطباق التقليدية تحتاج إلى أحدهما.وحسب ما أفادت بها مواطنة التقينا بها بسوق عين النعجة فإن معاناتها مع الجزارين تزيد في شهر رمضان، عن هذا تقول: “أضطر إلى شراء كميات من اللحم المفروم بشكل يكاد يكون يوميا، وهذا ما يجعلني أدخل في مشادات مع بعض الجزارين بخصوص النوعية والكمية”. محلات بيع اللحوم المجمدة ورغم ما يقال بشأنها في كل مرة، إلاّ أنّ الواقع أثبت أنّ العديد من المواطنين يقبلون عليها، حيث استقرت أسعار اللحم في 450 دينار للكيلوغرام من لحم البڤري، كما يفضّل كثير من المواطنين شراء اللحم المفروم من هذه المحلات، والسبب الذي قدمه هؤلاء أنّ الكميات التي يحصلون عليها من اللحم المجمّد تفوق بكثير الكميات المقترحة من اللحم الطازج. هذا وأكّد أغلب من تحدثنا إليهم أنهم مجبرون على مسايرة الأمور واقتناء مختلف المواد الغذائية مهما بلغ ثمنها، والمتجوّل في الأسواق يلاحظ زيادة الطلب على كل شيئ حتى وإن كانت هناك شكوى من الأسعار، في الصدد يعلق أحد المواطنين: “واش يدير الميّت في يد غسالو” فنحن مجبرون على الدفع دون نقاش. إلى ذلك، أخذ التسوق منحى تصاعديا في العديد من الأسواق والمحلات، خاصة أن رمضان تزامن مع صرف رواتب الكثير من العمال حيث ازداد الإقبال على كثير من المواد الغذائية على غرار العينة، الزبيب، الفريك، قارورات زيت المائدة والطماطم المعلبة، إضافة إلى بعض المواد الأخرى على غرار علب التونة، المايوناز، الحليب ومشتقاته. وكان أغلب المواطنين قد أكدوا على وفرة كل المواد الاستهلاكية التي يزداد الطلب عليها في هذا الشهر، إلا أن الأسعار لا تزال محلّ جدل كبير. قفزة للخضروات والفواكه في انتظار القادم عرفت أسعار الخضر والفواكه ارتفاعا نسبيا، فأسعار البطاطا في بعض الأسواق فاقت 45 دينارا بعدما كانت لا تتجاوز 40 دينارا، أما سعر الجزر فوصل في اليوم الأول إلى 80 دينارا، تماما مثل الفلفل الحلو ب90 دينارا، في حين وصلت السلطة إلى مائة دينار، بينما بدت أسعار الطماطم، الكوسا والبصل مستقرة بين 30 و40 دينارا. الفواكه الموسمية عرفت هي الأخرى بعض الزيادات، فالبطيخ ارتفع من 25 دينارا للكيلوغرام إلى 40 دينارا، الموز ارتفع من 100 دينار إلى 150 دينار، الخوخ انتقل من 120 دينار إلى 150 دينار، والشأن نفسه بالنسبة للعنب، أما التمر فاستقر في حدود 450 دينار للكيلوغرام الواحد، وحتى أسعار “الحشائش” و«البقدونس” زادت بخمسة دنانير في بعض الأسواق على غرار سوقي ميسوني وعلي ملاح. هذا ويتوقع البعض أن تعرف هذه الأسعار انخفاضا مع مرور أيام رمضان، إلاّ أنّ البعض الآخر ليس متفائلا بهذا، ويبدي تشاؤما مع تحوّل الشهر الفضيل لدى قطاع من التجار إلى فرصة موسمية لتحقيق أرباح إضافية. المقاطعة مستحيلة التنفيذ! بخصوص الدعوة التي سبق لفدرالية المستهلكين توجيهها عبر بعض وسائل الإعلام إلى المواطنين، من أجل الامتناع عن اقتناء كل المواد التي تعرف ارتفاعا كبيرا في الأسعار وعلى رأسها اللحوم وذلك بهدف ضبط استقرار الأسعار، فقد اختلفت ردود أفعال المواطنين بشأنها، فمنهم من يقول إنه لم يسمع بهذه الدعوة من قبل، ومنهم من يراها أمرا مستحيلا خاصة أنّ أغلب المواطنين لا يستطيعون الصبر على بعض الأطباق التي تحتاج إلى عدّة لوازم حتى تكون في كامل لذّتها وحلّتها، وهي حاجة أصحاب النفوس التي تضعف كثيرا في الأسواق لتصبّ في صالح التجار. حضور قوي للزلابية وقلب اللوز تعتبر الزلابية وقلب اللوز من بين الحلويات الواسعة الاستهلاك خلال شهر رمضان، والتي تشهد اختلافا طفيفا في الأسعار من بائع لآخر، وهي من بين المنتوجات التي تتزامن بكثرة وتشهد انتشارا كبيرا مع قدوم الشهر الفضيل، وهو ما لاحظناه بكثرة في الأسواق في الأيام القليلة الماضية وكان الإقبال عليها معتبرا.