تعرف بعض مناطق الجزائر العاصمة منذ حلول شهر رمضان نقصا ملحوظا في مادة حليب الأكياس، حيث تنفد كميات الحليب في الكثير من المحلات خلال الساعات الأولى من النهار بينما لا تشكو فيه أحياء أخرى من هذا النقص، حيث تتوفر بها المادة بكميات زائدة. يحدث هذا في الوقت الذي يؤكد فيه الديوان الوطني المهني للحليب أن الحليب متوفر بكميات كافية، حيث يتم تزويد كل الملبنات بالكميات التي تسمح لها بتوفير هذه المادة في السوق وتغطية حاجيات المواطنين، وهي التي توزع يوميا ما يزيد عن 4 ملايين و 150 ألف لتر من الحليب عبر الوطن . وأرجع عدد من أصحاب المحلات التجارية تحرت »صوت الأحرار« معهم أسباب نقص هذه المادة، التي يزيد الطلب عليها في رمضان، في أحياء وأماكن دون أخرى، إلى التذبذب في التوزيع من جهة وعزوف أصحاب بعض محلات المواد الغذائية عن جلب أكياس الحليب بحجة أنهم لا يملكون الوسائل الكافية لحفظها من جهة أخرى، خاصة وأنها مادة سريعة التلف . فإذا كانت بعض الأحياء لا تعرف تذبذبا في توزيع أكياس الحليب ولا ندرته، مثلما هو الحال بالمدنية والمرادية وسيدي أمحمد وبلوزداد والقبة وجسر قسنطينة وغيرها، أكد مواطنون من أحياء باب الواد وباب الزوار والمحمدية وبراقي والكاليتوس أكد وجود تذبذب في التزويد بأكياس الحليب، ويقول أصحاب محلات تجارية بالأحياء السالفة الذكر أن حصصهم من صناديق الحليب لا تصل حيث لا تصلهم في وقتها، وعند وصول الشاحنات تتشكل طوابير طويلة عادة ما تكون مرفوقة بشجارات وملاسنات . كما حمل أصحاب المحلات التذبذب في بعض أحياء العاصمة إلى موزعي هذه المادة الذين يتعمدون تكثيفها في جهات معينة على حساب جهات أخرى ما يخلق الخلل. وتساءل آخرون عن سبب التذبذب في التزود بهذه المادة الضرورية والذي يحصل في كل مرة رغم أنها مادة مدعمة من طرف الدولة مطالبين هذه الأخيرة بإيجاد حل نهائي لمشكلة تتكرر كل رمضان. من جهته أكد المدير العام لديوان الحليب »أونيل« في تصريح صحفي أنه لا يوجد نقص ولا ندرة في مادة الحليب، حيث يقوم الديوان بتزويد الملبنات ال120 عبر الوطن، 15 منها عمومية، بمسحوق الحليب المستورد من طرف الدولة تسمح بإنتاج وتوزيع 1.5 مليار لتر حليب سنويا، موضحا أن الكمية المتوفرة من المسحوق على مستوى مخزون الديوان يكفي شهر رمضان وما بعده. وحدد المتحدث موقع الخلل على مستوى شاحنات التوزيع والتجار، مرجعا التذبذب إلى سوء التوزيع وعدم التنظيم بالرغم من أن الملبنات تربطها عقود مع الموزعين أصحاب الشاحنات. ويؤكد المدير العام لديوان الحليب أن مصالح هذا الأخير تقوم بمعاينة ميدانية قصد رصد الأحياء والمناطق التي تشكو من النقص قصد التدخل ورفع حصص الملبنات المزودة لهذه الأحياء من المسحوق للقضاء على المشكل نهائيا، مشيرا من جهة أخرى إلى بعض الممارسات التي اعتاد عليها بعض التجار، حيث يحولون جزءا من حليب الأكياس التي يستلمونها لبيعها لتجار بعض مشتقات الحليب من أجبان ولبن ورائب بأسعار تحقق لهم ربحا إضافيا.