أكد الطيب بلعيز وزير العدل حافظ الأختام أن العدالة الجزائرية قد فصلت نهائيا في قضية الطفلة صفية التي تسلمها الفرنسي المدعو "شربوك" بداية الشهر الجاري بعد معركة طويلة مع عائلتها التي نفت نسب الطفلة إلى هذا الرجل الذي يدعي أبوتها منذ وفاة والدتها فراح سنة 2005، واكتفى بلعيز بالقول إننا نرفض السمسرة بالأطفال. تصريحات الطيب بلعيز جاءت خلال إشرافه أمس على مراسيم حفل تكريم النزلاء المتحصلين على شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا بمؤسسة إعادة التأهيل بالحراش، حيث أوضح أن قضية صفية التي أثارت الرأي العام الجزائري والفرنسي صدر فيها حكما قضائيا صار نهائيا وكل ما في الأمر هو أننا نفذنا حكم أصبح نهائيا واستطرد قائلا نرفض أن تكون هناك سمسرة بالأطفال، فالقضية كانت على مستوى المحكمة الابتدائية التي فصلت فيها لصالح الأب الفرنسي شربوك وأيد مجلس قضاء وهران بدوره الحكم الصادر، لتنتقل إلى المحكمة العليا التي أصدرت حكما نهائيا يقضي بتسليم الطفلة لوالدها. وعن الأسباب التي جعلت شربوك يتهرب من إجراء تحاليل الحمض النووي لإثبات أبوته للطفلة صفية في وقت لم تجبره العدالة الجزائرية على ذلك بالرغم من إلحاح هيئة الدفاع على هذا المطلب، فضل وزير العدل عدم الرد واكتفى بالحديث عن الحكم النهائي الذي نفذته الجزائر والذي ترتب عنه تسليم الطفلة إلى شربوك وأخذها بالقوة من منزل جدتها بتدخل شرطة الأنتربول ومن ثم ترحيلها إلى فرنسا. ويشار إلى أن الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم كانت قد وعدت بإخراج القضية إلى المحاكم الدولية والطعن من اجل استرجاع صفية التي قالت إنها سلمت لرجل مسيحي لا يمت بصلة إلى الإسلام، وقالت إنه ليس والدها لان الأب الحقيقي وهو جزائري مسلم أجرى تحاليل الحمض النووي التي أثبتت نسب صفية إليه. وكانت المعركة القضائية التي شنها شربوك لسلب صفية بدأت مباشرة بعد وفاة والدتها المرحومة فراح في حادث مرور، حيث ادعى هذا الفرنسي المنتمي إلى الأقدام السوداء أبوته لصفية بعدما قام بمنحها لقبه العائلي بفرنسا مستغلا ببذلك ظروف الأم التي كانت بالمستشفى ولم تكن على دراية بما يحدث. عائلة صفية بدورها سعت جاهدة على مستوى القضاء الجزائري لتنقذ الطفلة الصغيرة من هذا الرجل ولكن دون جدوى بعد أن تدخل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي شخصيا لتسوية القضية وإنصاف شربوك الذي لعب دور الضحية واستطاع تجنيد حتى الصحافة الفرنسية التي صورته على أساس انه فرنسي مقيم بالجزائر فقد ابنته دون وجه حق. وأمام هذه المعطيات تبقى قضية صفية رهينة المحاكم الدولية بعد أن تأكد أن العدالة الجزائرية قد فصلت نهائيا في الملف وتم تنفيذ الحكم الصادر عنها وتسليم صفية إلى المدعو شربوك.