شهدت سنة 2009 واقعة اهتز لها الرأي العام الجزائري بعد أن أصدرت المحكمة العليا قرارا نهائيا يقضي بتسليم الطفلة الصغيرة صفية إلى والدها المزعوم وهو أحد الأقدام السوداء شربوك، وذلك يوم 2 جويلية الفارط، بعد أن انتزعت عنوة من حضن جدتها بوهران وفارقت أسرتها الجزائرية. القصة بدأت عام 2001 حين تعرفت فراح المتوفية برجلٍ فرنسيٍ من الأقدام السود يدعى جاك شربوك، كانت حاملاً لحظتها من زوجها الجزائري، فراح التقت بشربوك الذي استغل ظروفها وساعدها على السفر إلى فرنسا أين اقترح عليها زواج أبض لتسوية الإقامة هناك وبمجرد إنجابها لصفية قامت أخته بتسجيلها في الحالة المدنية على أساسا أنها ابنته، فراح رفضت ذلك ولكن بعد وفاتها بقي شربوك يطالب بصفية من منطلق أنها ابنته وأنه الوالد الحقيقي. وعليه فقد شكلت قضية صفية المسلمة التي قام شربوك بتنصيرها بإحدى الكنائس الفرنسية حلقة أساسية في العلاقات الجزائرية الفرنسية لا سيما بعد أن طلب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر من الرئيس بوتفليقة أن يتدخل ليسوي القضية بطريقة ودية. إن الغريب في الأمر هو أن العدالة الجزائرية لم تأخذ بعين الاعتبار تحاليل الحمض النووي التي أجراها محمد والد صفية الحقيقي والتي كانت مطابقة لتلك التي تحملها ابنته، وإضافة إلى ذلك لم تجبر شربوك على إجراء هذه التحاليل رغم إلحاح دفاع عائلة صفية التي فارقت والدتها فراح الحياة في سنة 2005 اثر حادث مرور وكانت توصي بأن صفية ابنة محمد وليست ابنة شربوك. وبعد عراك طويل وعريض في المحاكم استطاع شربوك أن يتجاوز كل الحدود ويأخذ صفية إلى فرنسا، عائلتها تفتقدها كثيرا ولا يعلمون كيف هي الآن، ولم يبق أمامهم إلا أمل وحيد قائم على رفع دعوى قضائية على مستوى المحاكم الدولية والأوربية في محاولة قد تكون يائسة من اجل استرجاع صفية. ------------------------------------------------------------------------ موازاة مع هذه الحادثة ألقت مصالح الأمن الفرنسية القبض على الشاب مامي نهاية شهر جويلية من عام 2009، وبعد محاكمته أصدرت محكمة »بوبينيه« قرب باريس حكما يقضي بالسجن 5 سنوات ضده بتهمة محاولة إجهاض شريكيته السابقة بالقوة. كان الجميع يعتقد أن سفر الشاب مامي إلى فرنسا وقرار تسليمه نفسه إلى السلطات الأمنية الفرنسية جاء في إطار صفقة سياسية بين البلدين الهدف منها تسوية الملف بطريقة ودية وغلقه إلى الأبد، لكن الجميع تفاجأ بقرار المحكمة التي أدانت مامي بخمس سنوات سجن. الشاب مامي البلاغ من العمر 42 سنة اعترف بمسؤوليته وقال إنه يشعر بالندم وطلب الصفح، كما رفض أن يقضي عقوبة السجن في الجزائر وفضل طلب تخفيض العقوبة، وقد أدين بارتكاب أفعال عنيفة في العام 2005 ضد مصورة صحافية تدعى كاميل وتبلغ 43 عاما، حيث أكدت كاميل أنها جلبت بالقوة في أوت من نفس السنة إلى فيلا في العاصمة الجزائرية بعدما أبلغت المغني الجزائري بحملها، وأنه تم تخديرها واحتجازها هناك، حيث حاولت امرأتان ورجل إجهاضها، لكن الصحافية الفرنسية لم تفقد جنينها وأنجبت في وقت لاحق طفلة تبلغ اليوم ثلاثة أعوام.