قامت أوّل أمس، مصالح أمن الجزائر العاصمة، باسترجاع الطفلة "صفيّة" لتسليمها لجاك شربوك الفرنسي الذي يدّعي أنّه والدها الحقيقي، وتصارع على حضانتها مع عائلتها الجزائرية، ليذيع صيت هذه القضيّة التي وصلت إلى تدخّل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ومراسلته لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. بعد سنوات من إخفائها من قبل عائلتها المقيمة بحيّ قمبيطة الشعبي بوهران، ورفض كلّ من جدّتها وخالها عبد اللّه بلحسين، تسليمها لمصالح الأمن والامتثال لقرار العدالة الجزائرية القاضي بإرجاعها لوالدها الفرنسي جاك شربوك بعد عدّة جولات في القضاء، قامت مصالح أمن العاصمة، أوّل أمس، بالتنقّل إلى وهران واسترجاع الطفلة صفية لتسليمها لوالدها الفرنسي حسب ما فصل فيه من قبل العدالة، حسب ما أفادت به مصادر مطّلعة، وقد خلّف ذلك استنكارا كبيرا لدى عائلتها الجزائرية التي لا تزال تصرّ على أنّها ليست ابنته حيث حصلت هذه القضيّة على صدى واسع وتناولتها مختلف وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية تبعا لحساسية النزاع خصوصا وأنّ والدها الجزائري مسلم أكّد أنّ زوجته كانت على ذمّته حين تزوّجت الفرنسي جاك شربوك، أمّا هذا الأخير فهو مسيحي مقيم بفرنسا، مع العلم أنّ الطفلة صفية ولدت بفرنسا، وظهر النزاع حول النسب والأحقيّة في حضانة الطفلة بعد وفاة الأمّ خديجة فراح في حادث مرور نهاية سنة 2005، وكانت البنت لدى جدّتها بوهران، التي رفضت تسليمها للفرنسي ليلجأ هذا الأخير للعدالة وتصعيد القضيّة إلى مستويات عليا، حيث تدخّل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وراسل بوتفليقة بشأنها، ليكون قرار العدالة الجزائرية حاسما لصالحه، مع الإشارة إلى أنّ عائلة صفية الجزائرية طالبت مدّعي أبوّتها الفرنسي بإجراء تحليل "الأدي أن" إلاّ أنّه رفض مثلما أكّدت على ذلك محامية العائلة الأستاذة فاطمة بن براهم. ويجدر بالذكر أنّ هذه القضيّة شغلت الرأي العام منذ تناول وسائل الإعلام لها وخلّفت استعطافا كبيرا مع عائلتها الجزائرية.