الطفلة صفية نظرت، الاحد، محكمة الأحوال الشخصية بمجلس قضاء وهران في قضيّة النسب المتعلّقة بالطفلة صفية المثار بشأنها الجدل حول أبوّتها من قبل جزائري أو فرنسي. * * الوالد الفرنسي المزعوم احتال على العدالة بوهران وادّعى أنّه اعتنق الإسلام * * إذ حضر دفاع الطرفين ليتّم الإجابة على الطلبات بتاريخ 19 من الشهر الجاري، فيما فجّرت عائلتها الوهرانية جانبا من الحقائق حول قصّة صفيّة من بينها أنّ زواج الأمّ من شاربوك كان أبيضا وأنّ الفرنسي الذي يعدّ من الأقدام السوداء احتال على العدالة وادّعى اعتناقه للإسلام. * بعدما تمّ تأجيلها الشهر الماضي، تقدّم أمس، كلّ من دفاعي الأب الجزائري للطفلة صفية محمد يوسفي، والأب الفرنسي المزعوم جاك شربوك بالطلبات لدى محكمة الأحوال الشخصية دون حضورهما شخصيا، حيث سيتّم الإجابة عليها بتاريخ 19 أفريل الجاري، ويتمسّك جاك شربوك حسب دفاع الأب الجزائري الأستاذ برباج رابح بكون صفية ابنته على أساس أنّها ولدت بالتراب الفرنسي وبوجود عقد رسمي، ذاكرا أنّه اعتنق الإسلام وأنّ اسمه فاروق جاك شربوك، لكنّ وحسب وثائق رسمية حصلت الشروق على نسخة منها فإنّ ذلك إدّعاء لا أساس له من الصحّة، حيث تفيد وثيقة صادرة عن وزارة الشؤون الدينية أنّ المدعو جاك شربوك غير مسجّل في قائمة معتنقي الإسلام، وبذلك تعدّ هذه الورقة خاسرة للفرنسي الذي يعدّ من الأقدام السوداء والذي ترفض عائلة الطفلة المقيمة بوهران منحها له، كما أنّ جاك شربوك يرفض في ذات الوقت إجراء تحليل "الأ دي آن". * وعن ادّعاءات الوالد المزعوم، تفيد تصريحات عائلتها بوهران، أنّ هناك غموضا في القضيّة يعود إلى احتيال الوالد الفرنسي المزعوم على العدالة الجزائرية، حيث أكّد خالها بلحسين عبد الكريم، أنّ جميع الاستدعاءات التي تلقّوها من الجهات القضائية بوهران، ورد بها اسم جاك فاروق شاربوك، في حين أنّ وثيقة رسمية من وزارة الشؤون الدينية تجزم بأنّ المدعو جاك ليونس فيكتور شاربوك، لم يعتنق الإسلام. * أما عقد الزواج الذي أبرمه إمام مسجد بأرزيو، فقد صرّح خال صفية، أنّه تقدّم بورقة غير رسمية مكتوبة بخطّ اليد، ورد فيها أنّ اسم شاربوك تحوّل إلى فاروق وأنّه اعتنق الإسلام، مدليا بحقائق خطيرة مفادها أنّ الإمام نفسه الذي عقد قران الفرنسي على أمّ صفيّة التي لقيت حتفها فيما بعد في حادث مرور، نسبت له تهمة سرقة أغطية وأفرشة المسجد وأحيل تبعا لذلك على العدالة ليتّم توقيفه من هذه الوظيفة. * وسبق وأن أكّد مفتون في الدين أنّه لا يجوز عقد قران حامل على شخص آخر دون تبرئة الرحم، حيث أكّدت الجدّة بن نكروف صافية أنّ ابنتها كانت حاملا في شهرها السادس، قبل زواجها من شربوك الذي وعدها بمساعدتها على تسوية وضعيتها في فرنسا للحصول على بطاقة الإقامة، وأكّدت العائلة أنّ العقد المبرم بينهما كان زواجا أبيضا مقابل مبلغ من المال طلبه جاك شربوك مع الإشارة إلى أنّه لم يلد من زوجته الأولى بعد أكثر من 20 سنة من المعاشرة الزوجية، وبعد ولادة الطفلة صفية بفرنسا في 10 ديسمبر من سنة 2001، تنازعت أمّها خديجة فراح مع شاربوك ورجعت إلى الجزائر، ليطالب الفرنسي باستعادة الطفلة تحت ضغوطات وصلت إلى التهديد بسلاح ناري متمثّل في "محشوشة"، ضبطت من قبل مصالح الدرك الوطني بأرزيو، لنعود للتذكير بأنّ هذه القضيّة شغلت الرأي العام كثيرا بعدما تحوّلت إلى قضيّة دولة وتدخّل فيها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في انتظار ما ستسفر عنه العدالة للحسم في القضيّة. * *