المتجول يوميا في الأسواق والأحياء الشعبية، لا يستطيع أن يغض الطرف عن رؤية بعض المشاهد التي اعتدنا على رؤيتها خلال كل شهر من الصيام، من ازدحام منقطع النظير للمواطنين الذين يتهافتون منذ الصباح على الأسواق، ما ينجر عنها إسراف وتبذير، كما تعرف حركة المرور ازدحاما واختناقا تجعل أصحاب السيارات والمارة على أعصابهم ما يزيد في حدة الشجارات وحدوث مسلسلات العنف مباشرة قبل سويعات من الإفطار. أصبح عاديا، أن تقفز الأسعار خلال شهر رمضان من كل سنة، غير أن الأمر لا يثني الجزائريين عن التبضع ولو اضطروا إلى الاقتراض من أجل تغطية مصاريف الشهر. فمن خلال جولتنا التي قادت »صوت الأحرار« إلى بعض الأسواق بالعاصمة على غرار سوق باب الوادي، بوزريعة والأبيار، حيث استغل المواطنون الفرصة للتعبير عن استيائهم بخصوص ارتفاع أسعار الفواكه واللحوم البيضاء والحمراء. المطالبة بتدخل السلطات لضبط الأسعار أول شيء لفت انتباهنا هو سعر البطاطا الذي قفز إلى 50 دينارا بعدما كان لا يتجاوز ثمنها 35 دينارا، في حين استقر سعر الطماطم عند 25 دج الطماطم، كما تضاعف سعر الجزر من 30 إلى 60 دينار، أما بالنسبة للحوم البيضاء فقد وصل سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج إلى 380دينار، دون الحديث عن ثمن اللحوم الحمراء الذي يفوق سعرها 1000دج، وذلك حسب النوعية. هذا الأمر أدى إلى استياء المواطنين وتذمرهم، وفي هذا السياق قالت إحدى السيدات»لماذا لا يقوم المعنيون بالأمر بجولات تفتيشية للأسواق من أجل مراقبة الأسعار، خاصة ونحن على أبواب العيد والدخول المدرسي، فكيف سيواجه المواطن البسيط ارتفاع الأسعار، خاصة فيما يخص والفواكه وضروريات العيشة؟«. وعلى هذا الأساس يطالب المواطنون بتدخل السلطات المعنية من أجل وضع حد لفوضى الأسواق وضبط الأسعار والتحكم فيها، خاصة مع اقتراب موعد العيد والدخول الاجتماعي الجديد، حيث يتوجب على الأسر دفع التكاليف المدرسية المتعلقة بشراء الكتب خاصة والملابس من جهة، فتجد العائلات نفسها محاصرة أمام المطالب الكثيرة والأسعار المرتفعة. شكوى في النهار وإسراف بعد أذان الإفطار تصاحب رمضان بعض السلوكيات التي لا تتفق مع الحكمة من مشروعية هذه الفريضة ، ونقصد بذلك الإسراف والتبذير وهي عادة يتفق الجميع على أنها مذمومة ولكن لم يتوصلوا الى التخلص منها، حيث يظن بعض الناس أن الصيام هو الامتناع عن الآكل والشرب و كأنه »عادة عليهم« فتصوم بطونهم وتفطر عقولهم، لذا استجوبت »صوت الأحرار« بعض المواطنين لمعرفة نظرتهم لظاهرة الإسراف و التبذير خصوصا في شهر رمضان، أين تتداخل الضروريات بكماليات، فالناس تتسابق على الأسواق و المحلات لشراء مستلزماتهم لحد يفوق حاجتها وهذا من أجل ملأ المائدة الفطورالسحور بكل ما لذ وطاب لينتهي المطاف بها في سلة المهملات. أكدت »سامية.ح«، أن رمضان من أكثر المواسم التي تشهد إسرافا في المأكولات والمشروبات وهذا ما يتنافى مع مقاصد الشهر الكريم، مؤكدة أنها ليست ضد من يفرح في رمضان لكن ضد أن نغفل عن الهدف من عبادة الصيام لا نسرف في إشباع جوعنا بطريقة المشينة ، كما أن الإسراف في رمضان جعل البعض يقترض الأموال ويلقي على كثفيه أعباء ثقيلة هو في غنى عنها «. من جهتها، قالت رقية، أنه مع حلول شهر رمضان نلاحظ أن هناك تدافعا وتسابقا مع الأسف الشديد من قبل الكثير من الأسر وذلك لشراء ما يسمي بحاجيات واحتياجات الشهر الكريم في الحقيقة لقد تحول هذا الشهر أو الاستعداد له الى موسم للتبذير والإسراف، مضيفا أن زوجها يرفض بعد يوما من الصيام أن يأكل نوعا واحد من الطعام ، فلابد من التنوع في الأطباق المختلفة وهذا شرطا أساسيا ،بالإضافة إلى أنه يشتري من الخضر والفواكه ضعف ما نحتاج إليه، بل أكثر بكثير. واشتكت السيدة ليلى بدورها من زوجها الذي يضاعف من شراءه للخبز في رمضان ،لتجد أمامها وقت الإفطار ثماني خبزات من كل الأنواع »بريوش ،سكوبيدو، مطلوع.....« بالإضافة إلى الكم الهائل من الحلويات الرمضانية من زلابية وقلب اللوز إلى غير ذلك.