اتفق وزراء الصحة العرب على منع كبار السن فوق 65 سنة والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 سنة والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة كأمراض السكر والقلب والكبد والكلى وغيرها من أداء مناسك الحج والعمرة هذا العام بسبب المخاوف من تفشي مرض انفلونزا الخنازير. قرّر الوزراء المشاركون في الاجتماع الطارئ لمنظمة الصحة العالمية لدول إقليم شرق المتوسط الذي عقد الأربعاء المنقضي في القاهرة اعتماد وتنفيذ تدابير الصحة العمومية التي أوصت الحلقة الاستشارية الدولية التي عقدت في العاصمة السعودية جدة في نهاية جوان الماضي بإتباعها في الحج والعمرة على أن تقوم السعودية بتحويلها إلى اشتراطات للحج والعمرة هذا العام. كما أوصى المشاركون بتقوية ودعم نظم الترصد والمواجهة على الصعيد الوبائي للتبكير باكتشاف ما يطرأ من تغيرات في الفيروس ورصد اتجاهات المرض، وخرج الوزراء العرب كذلك بتوصية لوضع إستراتيجية وطنية للتطعيم ضد المرض بما في ذلك توزيع اللقاحات مع مراعاة ظروف كل دولة والعمل على تقوية قدرات السلطات التنظيمية الوطنية على تسجيل وترخيص اللقاحات وترصدها بعد تسويقها. واتفق وزراء الصحة العرب على وجوب النظر في أنواع التدابير غير الدوائية المتاحة بالإضافة إلى إعطاء الأولوية لاستعمالها بناء على تطور الجائحة والمرحلة التي بلغتها، كما أكدوا ضرورة وضع إستراتيجية للإبلاغ عن المخاطر باعتبارها جزء من خطة المواجهة الوطنية وضمان اشتمال الإستراتجية على إبلاغ رسائل منتظمة إلى عموم الناس ومهنيي الرعاية الصحية تتسم بالقوة والاتساق وسهولة الفهم وإمكانية التطبيق. وقال إبراهيم الكرداني المتحدث باسم الصحة العالمية إن القرار يجب أن تقره حكومات وزراء الصحة بما في ذلك الحكومة السعودية رغم أن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية حسين الجزائري قال إنه من المرجح أن يجري الموافقه عليه، وأوضح الكرداني أن بعض الفئات ستستبعد من الحج، الأشخاص فوق 65 عاما والأشخاص الذين يقل عمرهم عن 12 عاما والمصابين بأمراض مزمنة. وفي سياق متصل نفى معالي وزير الصحة السعودي الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب أن تكون المملكة قد مارست ضغوطا أو تدخلت بأي شكل من الأشكال لتخرج التوصيات الخاصة بالاجتماع الطارئ لوزراء صحة دول إقليم شرق المتوسط الذي عقد بالقاهرة خالية من أي إشارة لتأجيل موسمي الحج والعمرة لهذا العام. وأورد الدكتور الربيعة في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقد عقب ختام الاجتماع أن المملكة عندما عقدت ورشة العمل الدولية في مدينة جدة مؤخرا دعت 50 خبيرا وعالما من أكبر المنظمات الدولية المعنية بعلوم الفيروسات ومكافحة العدوى ولم يكن في هذه الورشة أي تدخل لا سياسي ولا اقتصادي ولا ديني وكان الهدف منها أخذ رؤية علمية فيما يتعلق بالتجمعات الكبيرة ومنها الحج والعمرة وغيرها من التجمعات. كما أكد المتحدث أن التوصيات ال 15 التي خرجت من ورشة العمل لم يكن لدى المملكة العربية السعودية أي توجه بالتدخل في أي قرار علمي جاء بالتوصيات وأن قرارات وتوصيات وزراء الصحة اليوم كانت أيضا مبنية على أسس علمية، لافتا إلى أنه من المعروف أن المملكة تصرف الكثير على الحج وأن تكاليف الحج والعمرة وخدماتهما ترهق الاقتصاد السعودي كما أن زيادة الأحداث تزيد من إرهاق الاقتصاد السعودي وبالتالي فإن المملكة لا تهدف إلى تحقيق ربح اقتصادي من وراءهما. وحول اشتراطات الحج والعمرة التي تم اتخاذها في الاجتماع وعما إذا كانت ستطبق أيضا على العمالة القائمة على خدمة الحجاج أوضح الربيعة أن كل الخدمات العسكرية والأمنية والعمالة القائمة لخدمة الحج والحجيج ستطبق عليهم اشتراطات الحجاج بما في ذلك اللقاحات اللازمة وتوفر الأدوية اللازمة لتغطية وسلامة وأمن العمالة التي تعمل من أجل سلامة ورعاية الحجاج.