حثّ وزير التربية مسؤولي المؤسسات والهياكل التربوية على إحداث الأدراج للأدوات المدرسية بأقسام الدراسة في المؤسسات التربوية، ودعا في نفس الوقت أولياء التلاميذ إلى مرافقة أبنائهم في تحضير محافظهم للتخفيف من ثقلها بجمعهم فقط الكتب والكراريس التي يحتاجونها يوميا حسب جدول التوقيت المدرسي، واستبعاد ما لا يحتاجونه بمنازلهم، أو بالأدراج في حال توفّرها بأقسام الدراسة، وألحّ أيضا على الاستمرار في تعميم استعمال الإعلام الآلي، الذي يرى في أنه المخرج المؤدي نحو العصرنة والحداثة المأمولة للمنظومة التربوية. عاد من جديد وزير التربية للحديث عن مسألة ثقل المحافظ المدرسية، وقال أنه من الضروري والواجب استحداث الأدراج بالأقسام، والمؤسسات التربوية مستمرة في هذا الأمر، وكان الوزير أعطى تعليمات مباشرة لمسؤولي المؤسسات التربوية بالسعي لتحقيق هذه الغاية، كما أنه كان أكد أن كل المؤسسات التربوية التي تُبنى وتُشيد يجب أن يُراعى فيها الحرص على هذا الجانب، ومن أجل الإسهام في التخفيف من ثقل المحافظ المدرسية على التلاميذ، لاسيما منهم تلاميذ المرحلة الابتدائية دعا الأولياء إلى مرافقة أبنائهم في تحضير محافظهم وترتيبها وفق ما يحتاجونه يوميا، حتى يسهموا بعض الشيء في التخفيف من المحافظ. ووفق ما هو معلوم، فإن هذه المسألة كانت ومازالت مطروحة، رغم أن اللجنة الوطنية الخاصة بإعداد البرامج الدراسية والمناهج كانت خففت من حدتها، حين قامت بالمراجعة والتقييم، وأقرت بعض التخفيف فيها. وفي واقع الحال، فإن ثقل المحفظة له أسبابه، ومن بينها أن وزارة التربية، بذلت جهودا ضخمة ومعتبرة، ولا ينكرها إلا جاحد، حين أنتجت لكل مادة من المواد المدرّسة في أطوار التعليم الثلاثة كتابها الخاص بها، ووفرة الكتب كلها لدى كل تلميذ هو الذي طرح إشكال ثقل المحفظة، الذي طال الحديث عنه. وطالما أن الأمر كذلك، فإن الحلّين اللذين طرحهما وزير التربية: حلّ استحداث الأدراج بأقسام الدراسة، وحلّ مساعدة الأولياء لأبنائهم في ترتيب محافظهم، وأخذ ما يحتاجونه يوميا وترك ما لا يحتاجونه، هما الأصوب والأنفع للتلاميذ من أن يزداد الضغط على مسؤولي القطاع بالوزارة، ويلجأون من جديد إلى إقرار تخفيف جديد غير محمود للبرامج والمقررات الدراسية، وفي ذلك مبالغة كبيرة في التخفيف. من قبلُ، في سنوات الستينات والسبعينات والثمانينات، لم يكن في متناول التلميذ من الكتب المدرسية إلا قليلها، ومن الكراريس أيضا، فالاعتماد كان شبه كُلي على المُدرّس، وفي أغلب الحالات كان للتلميذ كتاب القراءة والرياضيات وقواعد اللغة، وكتاب الفرنسية، وحتى هذه الكتب القليلة يتصرف التلميذ يوميا في أخذ بعضها وترك البعض الآخر بالمنزل، لأن حملها جميعا بمحفظته يتسبب له في تعب حمل إضافي بالمحفظة. بناء على هذا يرى المختصون الذين تقرّبت منهم »صوت الأحرار« أن الإشكالية حدد معالمها وزير التربية وخبراؤه ويجب حلّها وفق ما يراه هو وهؤلاء الخبراء. الأمر الثاني الهام الذي ركز عليه وزير التربية في آخر لقاء له مع المسؤولين المعنيين بالكتاب المدرسي، مسألة تعميم استعمال الإعلام الآلي، والعمل به في كافة المؤسسات والهياكل التربوية، والتعامل به مع الوزارة ومع المحيط العام، وبمن فيهم الأولياء وكافة مكونات الأسرة التربوية، وحسب ما هو مُؤشّر عليه منذ مدة، فإن الوزارة تسعى إلى إنجاز هذه المهمة وفق آجال محددة، وهي ترى مثلما يرى المختصون في علوم التربية أن هذا التعميم المأمول هو أمر ضروري وواجب من أجل ربح الوقت في التواصل التربوي والإداري، وتسهيل المهام، وتكثيف الفائدة للجميع.