أعرب أمين محافظة حزب جبهة التحرير الوطني بالشراقة، اعمر بوعيسي، عن ارتياحه لسير عملية إيداع ملفات الترشح على مستوى قسمات المحافظة، وقال بوعيسي في هذا الحوار الذي جمعه ب »صوت الأحرار« أنه رفقة المشرفين على العملية ملتزمون بما ورد في تعليمة الأمين العام عبد العزيز بلخادم، مؤكدا حرصه على »تسليم المشعل مضيئا« للشباب، كما شرح أمين المحافظة إستراتيجيته خلال الحملة الانتخابية للمحليات المزمع إجراؤها في 29 نوفمبر القادم، حيث ألح على الاعتماد على الخطاب الواقعي والابتعاد عن الوعود الزائفة. يراهن حزب جبهة التحرير الوطني على تكريس الفوز المحقق في تشريعيات ماي الفارط، كأمين محافظة الشراقة ما هي الإستراتيجية التي سطرتموها للمحافظة على هذا المكسب في المحليات القادمة ؟ الإستراتيجية التي وضعها حزب جبهة التحرير الوطني في حملته الانتخابية للمحليات المزمع تنظيمها في 29 نوفمبر القادم تبقى هي نفسها الإستراتيجية الوطنية المعتمدة خلال التشريعيات الفارطة، ولكن بما أن الانتخابات المحلية تخص كل بلدية نحن كأمانة محافظة الأفلان بالشراقة سعينا واجتهدنا في وضع خطة عمل نعتمدها خلال لقائنا بالمواطنين في حملتنا الانتخابية، حيث قمنا بوضع تقييم لمنتخبينا في العهدة الانتخابية التي تشرف على الانتهاء وعددنا الايجابيات التي تم تحقيقها خلال هذه الفترة خاصة فيما يتعلق بالوعود التي قدمها منتخبو حزب جبهة التحرير الوطني في برنامجهم الانتخابي، وسنعمل على عرض منجزاتنا أمام المواطنين بالاعتماد على مختلف وسائل الاتصال المتمثلة في وسائل الإعلام واللقاءات الجوارية والاجتماعات الدورية، وأحيطكم علما أنني وجهت تعليمات إلى رؤساء القسمات في هذا الصدد، فأنا أحثهم باستمرار على استغلال شبكات التواصل الاجتماعي الكثيرة الاستعمال من طرف الشباب. وكذلك قمنا بتعداد السلبيات وأخطاء التسيير التي تسبب فيها رؤساء البلديات غير المنتمين لحزب جبهة التحرير الوطني حتى نحسس الرأي العام بذلك، على أن نقوم بالمقابل بتقديم الحلول الكفيلة بحل تلك المشاكل وندرجها كعناصر في برنامجنا الانتخابي للمحليات المقبلة. ومن بين الخطوات التي تم وضعها كذلك الاتصال المباشر بالمواطنين »بابا بباب« في كل البلديات التابعة لمحافظة الشراقة، كما سنعمل كذلك على تشكيل خلايا نسوية، وخلايا أخرى خاصة بالشباب حيث يتم فصل كل فئة عن الأخرى حسب طبيعة العمل المخول لكل واحدة من الفئات حتى يسهل التنسيق بين الجميع. وقد عكفنا على إحصاء المشاكل التي يعاني منها كل حي في البلديات التابعة لمحافظتنا حتى يتسنى لنا وضع حلول لها بما يستجيب لاحتياجات وتطلعات المواطنين، وسنحافظ على المبدأ الذي كرسناه في كل الحملات الانتخابية وهو أننا لا نعد المواطنين إلا بالشيء الذي نرى أنفسنا قادرين على تحقيقه خلال العهدة الانتخابية القادمة. ولبلوغ ذلك سنعمل على اختيار رجال ونساء أكفاء وأهل ثقة ونضال ويعون جيدا مشاكل المجتمع الذي يعيشون فيه ويعرفون متطلبات واحتياجات المواطنين، هذا المبدأ ساعد منتخبينا على تحقيق كل الالتزامات التي تعهدوا بها في العهدة الانتخابية الفارطة. أصدر الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم تعليمة تتعلق بشروط ومعايير الترشح، هل سهل عليكم تطبيق هذه التعليمة ؟ التعليمة التي أصدرها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم بخصوص كيفية ومعايير الترشح جاءت شاملة وكاملة وجامعة لكل الجوانب ولم تترك لا صغيرة ولا كبيرة تتصل بعملية الترشح للانتخابات المحلية، وبصفتي أمين محافظة اجتمعت بأمناء القسمات المنضوية تحت لواء محافظة الشراقة وأبلغتهم بمحتوى التعليمة التي تضم مجموعة من الإجراءات. وقد ساعدتنا الإجراءات التي احتوتها التعليمة على وضع جدول يكون الاختيار فيه لمن هم أهل لتولي مسؤوليات في الدولة ومن يتصف بمواصفات تؤهله للترشح من بينها الأقدمية والكفاءة والثقة، وقد أضفنا مقياسا آخر وهو تقييم المنتخبين وجس نبض شعبيتهم وسط المواطنين فإذا كان لهم صدى أمام الشعب سنعتمدهم لعهدة أخرى ونجدد فيهم الثقة نظير الجهد الذي بذلوه، وإذا لم يكن لمنتخبينا في العهدة التي خلت صدى عند المواطنين سيتم الاستغناء عنهم. وهنا أشير إلى البند المتعلق بعنصر الشباب في التعليمة حيث فرضت تخصيص 40 بالمائة من قوائم الترشيحات للشباب الذي يبلغ اقل من 40 سنة و50 بالمائة لأكثر من 40 سنة، وستعطي هذه التعليمة الفرصة للمناضلين الأكفاء والمنضبطين الذين كان لهم التزام مع الحزب، حيث تلزم التعليمة على اتصاف المناضل المترشح بالانضباط والنزاهة والكفاءة، ونعمل كمحافظين على العمل بكل المواصفات التي جاءت بها التعليمة، وزيادة على ذلك سنقوم بإجراء استشارة واسعة مع مختلف الأطراف المعنية بذلك، وهذا كي يتماشى النهج المتبع في الاختيار مع توجيهات القيادة، مع ما يتمناه المواطنون وينتظرونه من حزب جبهة التحرير الوطني. وتجدر الإشارة إلى أن التعليمة أعطت لأول مرة المسؤولية للقاعدة النضالية في اختيار من يمثلها، وتلك مطالب القاعدة النضالية من محافظين وأمناء قسمات حيث كانوا دائما يطالبون بإعطاء حرية الاختيار، واليوم القيادة السياسية للحزب وهي مشكورة استجابت لهذا المطلب، وأتمنى أن يكون المناضلون في مستوى الثقة الممنوحة لهم من طرف القيادة وان يكونوا قادرين على تنويرنا وإعطائنا مناضلين تتوفر فيهم كل المواصفات اللازمة للترشح حتى ننال ثقة الشعب. تم الانطلاق في عملية إيداع ملفات الترشح من طرف المناضلين على مستوى القسمات، كيف تتم العملية وهل هناك إقبال واسع لعنصري الشباب والمرأة ؟ انطلقنا في العملية عبر قسمات محافظة الشراقة يوم 11 من الشهر الجاري مباشرة بعد الانتهاء من أشغال الجامعة الصيفية لحزب جبهة التحرير الوطني المنظمة في تيبازة، وقد طلبنا من أمناء القسمات فتح الأبواب أمام المترشحين لإيداع طلباتهم وفتح كل قنوات الاتصال لإبلاغ كل المناضلين بانطلاق العملية مع استغلال كل وسائل الاتصال من صحافة مكتوبة وسمعية بصرية، فضلا على تفعيل الخلايا الموجودة على مستوى الأحياء مع ترك الحرية في إيجاد حلول أخرى تساعد على التبليغ والاتصال بالمناضلين وهذا حتى يكون الجميع على علم تام بفتح باب الترشيحات. وفيما يخص إقبال الشباب فلعلمكم توجد على مستوى المكتب السياسي أمانة مكلفة بالشباب والطلبة تتفرع عنها خلايا تابعة لمحافظات الحزب على مستوى الولايات وقسماته بالبلديات وهي بدورها تتصل بالشباب، لأننا في فترة من الفترات كانت للشباب حظوظ قليلة في تبوؤ مناصب المسؤولية وهو ما أصبح اعتقادا لدى البعض خاصة فئة الشباب، وأصبح هذا يشكل هاجسا وتخوفا عند الكثير من الشباب الذي مازال ينظر على أن حزب جبهة التحرير الوطني نفسه الذي كان في الماضي، واليوم حان الوقت لتجاوز هذا الأمر وإعطاء الفرصة للشباب وتسليمهم المشعل مضيئا وليس منطفئا، ذلك الشباب الواعي الذي له ثقافة ومؤهلات وقادر على تحمل المسؤولية، وقد تركناهم يهيكلون بعضهم وينظمون وضعهم. تمكن الحزب من تكريس مشاركة المرأة في المجالس المنتخبة في الانتخابات التشريعية الفارطة، هل ستتمكنون من تحقيق ذلك في المحليات ؟ بالنسبة للمرأة لدينا خلايا على مستوى المحافظة، فالنساء المناضلات في الأفلان في اتصال دائم ولقاء مستمر ودائما هناك توجيهات للعمل على استقطاب أكبر عدد من المناضلات وخاصة من العناصر المثقفة من الطالبات الجامعيات فنحن في حزب جبهة التحرير الوطني لدينا المهندسات والمحاميات والطبيبات. والتعليمة الواردة إلينا تحثنا على فتح الأبواب أمام المرأة للترشح ولقد أخذنا بعين الاعتبار هذا الجانب بأن نحافظ على المكسب الذي حققناه في الانتخابات التشريعية، ونحن كحزب عتيد قبل هذا القانون كنا السباقين إلى تقديم رئيس بلدية امرأة ببلدية اسطاوالي في العهدة الانتخابية بين 1984 و 1989، ونحن كحزب لدينا تقاليد تدعونا إلى تشجيع المرأة ودعمها في مسارها النضالي والسياسي وليس لدينا أي عقدة في هذا الجانب، وهناك دائما إقبال من طرف هذا العنصر الأساسي الذي يشكل أكثر من نصف المجتمع. تعلمون أن الانتخابات المحلية ستكون أكثر تنافسية مقارنة بالانتخابات التشريعية الفارطة، هل أنتم على تواصل دائم مع منظمات المجتمع المدني الذي يعتبر فاعلا أساسيا في إنجاح المحليات وترجيح الكفة لصالح الأفلان ؟ الأمر لم يقتصر على التواصل فقط وإنما تعدى ذلك إلى أننا طلبنا من المنظمات والجمعيات الناشطة محليا في مختلف الميادين الرياضية والثقافية والاجتماعية أن تتفق فيما بينها وتختار عناصر تراها أهلا لتمثيلها وتتقدم بها إلى محافظة الأفلان ونحن بدورنا قمنا بإدراجها ضمن قوائمنا للانتخابات المحلية. وقد طلبنا من الأمين العام للحزب وضع الاستثناء في عدد من الحالات بالنسبة لشروط الأقدمية خاصة فيما يتعلق بعنصري الشباب والمرأة تشجيعا لهما على الانخراط والترشح وكذا الجمعيات غير المتحزبة ويكون لها ميل تجاه أطروحات وأفكار حزب جبهة التحرير الوطني. بعد الإعلان عن قوائم المترشحين في تشريعيات العاشر ماي ظهرت احتجاجات من طرف بعض المناضلين، ألا تتخوفون من تكرار السيناريو من طرف الذين لا ترد أسماؤهم ضمن المترشحين للاستحقاقات المحلية ؟ المناضل عنده التزام مع أفكار ومبادئ الحزب، فالمناضل عندما ينخرط في الحزب ليس من اجل التواجد ضمن قائمة الترشيحات، فنحن طيلة مسارنا النضالي لم نطالب يوما بإدراجنا في القوائم، فالمنخرط في صفوف الحزب له التزام ببرنامجه الانتخابي وقوانينه الأساسية، والمقتنع بمبادئ الحزب يرى نفسه حيث يوجد حزبه، فإذا كان زميلي في البرلمان فأنا هناك وإذا كان زميلي في البلدية أو البلدية فأنا موجود هناك، هذه هي التقاليد الحزبية التي ورثناها من نضالنا في جبهة التحرير الوطني وليس الخروج إلى الشارع والاحتجاج بسبب غياب اسم من الأسماء عن قوائم الترشيحات. ولتفادي أي نوع من أنواع الاحتجاج وإرضاء لجميع المناضلين سأعمل زيادة على اقتدائي بما ورد في تعليمة الأمين العام على إجراء استشارة واسعة مع مختلف المعنيين بعملية الترشح من المناضلين الذين سأحملهم المسؤولية فيما اختاروه.