أكد إبراهيم بولحية أمين محافظة حزب جبهة التحرير الوطني بباتنة أن نجاح الأفلان في الانتخابات المحلية المقبلة مرتبط بالقوائم التي سيقدمها للمواطنين وفتح أبواب الترشح أمام الشباب والكفاءات، مشددا في الحوار الذي أجرته معه »صوت الأحرار« على ضرورة احترام المواطن وكسب ثقتهم، محذرا من محاولة غلق الباب في وجه الراغبين في الترشح لكل الفئات، داعيا إلى تغليب مصلحة الحزب على المصالح الشخصية والترفع عن الأنانيات من أجل تكريس الفوز الذي حققه الأفلان في تشريعيات العاشر ماي الفارط. يسعى حزب جبهة التحرير الوطني إلى الفوز في الانتخابات المحلية المقبلة وتكريس ما حققه في تشريعات العاشر ماي، ما هي الاستراتيجية التي سيعتمدها الحزب لتأكيد ريادته؟ المفروض أن كل مناضلي ومحبي حزب جبهة التحرير الوطني والمؤمنين برسالته أن يتأملوا في الفوز الذي حققه الحزب وفي تكريس الفوز، أي أن حزب جبهة التحرير الوطني والذي هو حزب كل الشعب الجزائري بكل مكوناته، هذا الشعب الذي أعطى للحزب هذا الفوز وهذه الأغلبية المريحة دليل قاطع على المعدن الأصيل للشعب الجزائري وتمسكه بقيمه وثوابته وتاريخه. المأمول من المناضلين في الأفلان أن يتعالوا عن أنانياتهم وعن ذاتيتهم وعن أطماعهم وعن صراعاتهم وخلافاتهم إذا كان لديهم احترام لهذا الشعب ويؤمنون فعلا بأنهم جزء منه، ولهذا يجب التأكيد على أن الإستراتيجية التي يتعين انتهاجها في الانتخابات المحلية المقبلة وذلك من طرف مسؤولي الهياكل والأعضاء القياديين في الحزب هو احترام المواطن الجزائري وفتح الباب أمام الكفاءات، القدرات والإطارات التي يزخر بها الحزب وألا نتقوقع وراء مكاتبنا ونلقي اللوم على الآخرين. وأعتقد أن الانتخابات المحلية هي امتحان لنا جميعا كمناضلين في حزب جبهة التحرير الوطني، ويجب أن يبقى المناضل لصيقا بتطلعات وانشغالات وهموم المواطن الجزائري الذي يعاني الكثير من المشاكل، كما يتعين تقديم قوائم تنال رضا المواطن بالأساس تفتح الباب أمام الشباب، المرأة وأمام الكفاءات والإطارات التي تستطيع أن تقدم إضافة إيجابية للحزب وللمواطن. أما أن يبقى الصراع بين مجموعات داخل هياكل الحزب همها الوحيد هو الوصول إلى المهام الانتخابية لتحقيق مآرب ذاتية وشخصية أو نفعية، فأيا كانت الاستراتيجية التي ستوضع ستفشل وسيفشل الحزب. وأغتنم الفرصة كأمين محافظة أن أتوجه إلى كل مسؤولي القسمات والهياكل أن يترفعوا فوق أنانياتهم وأؤكد لهم أن الوقت ليس مناسبا لتصفية الحسابات أو الطعن في بعضنا البعض أو محاولة احتكار الحقيقة وتخوين الآخرين، فحزب جبهة التحرير الوطني يتسع لجميع أبنائه ولا يمكن أن ينجح إلا بأبنائه، ونحن باستطاعتنا كحزب أن نحقق ونكرس الفوز ونواصل ريادة الساحة السياسية الوطنية إذا صدقت نيتنا واحترمنا شعبنا وفتحنا الأبواب للكفاءات والشباب وهذه هي الاستراتيجية التي تمكننا من الفوز وتكريسه في المحليات القادمة. أصدر الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم التعليمة رقم 9 التي تضبط معايير الترشح للاستحقاقات القادمة، هل شرعتم في تطبيقها على مستوى محافظتكم؟ كأمين محافظة، تسلمت هذه التعليمة وأشرفت على اجتماع مكتب المحافظة ثم مع أعضاء المكتب الموسع إلى أعضاء البرلمان، ثم أمناء القسمات ال61، حيث وزعت هذه التعليمة على الجميع حتى لا أحتكر المعلومات لوحدي أو أتجاهل هؤلاء الأخوة أمناء القسمات أو أعضاء المحافظة شركاء كاملي الحقوق في تسيير شؤون المحافظة ويهمهم انتصار حزب جبهة التحرير الوطني وتكريس الفوز المحقق في تشريعيات 10 ماي 2012، وبالتالي تم الشروع في تنفيذ التعليمة رقم 9 بحذافيرها وكما جاءت من طرف الأخ الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم، وطلبت من جميع أمناء القسمات أن يفتحوا أبواب الترشيح على مصراعيها لكل الراغبين في الترشح بما فيهم المواطنين ثم يقوموا بدراسة هذه الملفات وتطبيق المعايير التي وردت في التعليمة ووضع سلم للتنقيط لكل الملفات. كما حذرت كل مسؤول يحاول أن يغلق الباب في وجه الراغبين لكل الفئات، حيث سأفتح مكتبا على مستوى المحافظة لتلقي الترشيحات في حال رفضها على مستوى القسمات، وبكل صدق التعليمة جاءت بمكانيزمات وتدابير في غاية البساطة وتخفف الضغوط على أمين المحافظة وأعضاء المكتب السياسي وتركت الكثير من السلطات للقسمات لأنهم أدرى بشؤون بلدياتهم من غيرهم وأدرى بمن يمثل ومن لا يمثل. أودع المناضلون ملفاتا لترشح على مستوى القسمات، كيف تمت العملية، وهل هناك إقبال لفئتي المرأة والشباب؟ فعلا تم فتح باب الترشيحات على مستوى القسمات ال61 المكونة للمحافظة وتشكيل لجان القسمات لدراسة الملفات وترتيبها وتقديم القوائم لمكتب المحافظة الموسع طبقا للتعليمة، وكأمين محافظة التقيت بمجموعات كبيرة من الجمعيات الشبانية وشباب المحافظة وحثثتهم على ضرورة الترشح ووضع ملفاتهم على مستوى القسمات، كما أنه سبق لي وأن نصبت الكثير من خلايا الشباب على مستوى القسمات لتجاوز العقبات والعراقيل التي قد تعرقل سياسة الحزب في هذا المجال وتشجيع الشباب على الانخراط وتولي المسؤوليات داخل الحزب، حيث شددت على مسؤولي الهياكل بأن القوائم يجب أن تكون مناصفة بين الشباب وبقية الفئات وهذا تنفيذا لالتزام الأمين العام أمام الشباب خاصة في لقاء برج بوعريريج، وهناك إقبال فعلي على هذه العملية من طرف المرأة والشباب. يعتبر الأفلان أول حزب كرس مشاركة المرأة في المجالس المنتخبة في التشريعيات الأخيرة، هل سيتمكن من تحقيق ذلك في المحليات؟ لا أؤمن إطلاقا بالتفرقة بين المرأة والرجل، فكلنا مواطنون في هذا البلد وكلانا مناضل في الأفلان ولا فرق بين المرأة والرجل في هذا الميدان، وعلمتني الحياة أن ما قدمته الكثير من نساء الجزائر ربما يفوق في بعض المجالات ما قدمه الرجل، لذا ليس لدي أي عقدة في هذا الجانب، وهذه هي سياسة الأمين العام للحزب والقيادة السياسية ونعمل على تجسيدها وتكريسها، وأقول بكل صراحة بأن ولاية باتنة هي من المحافظات الرائدة في تمثيل المرأة وتزخر بالكثير من الكفاءات النسوية في شتى الميادين والمجالات وأبواب المحافظة كانت مفتوحة للجميع في الانتخابات التشريعية السابقة وقدمت أكثر من 30 امرأة ملفات ترشيحهن وفيهن الأستاذات الجامعيات، الطبيبات، المحاميات والمهندسات وكل التخصصات التي تحتاجها الحياة السياسية، الاجتماعية والاقتصادية. وهنا يجب أن أوجه نداء لكافة المناضلات بأن يبادرن بتقديم ملفاتهن وعلى مسؤولي القسمات العمل على تحقيق سياسة حزب جبهة التحرير الوطني بخصوص مشاركة المرأة في الحياة السياسية. الانتخابات المحلية ستكون أكثر شراسة وتنافسية بين الأحزاب، هل أنتم على تواصل دائم مع الجمعيات والمجتمع المدني باعتبارها مفتاح النجاح في المحليات؟. إن مناضلي ومناضلات حزب جبهة التحرير الوطني في مقدمة صفوف هذه الجمعيات والمنظمات، وكنت دائما أشجع المناضلات والمناضلين على الانخراط في هذه الجمعيات والمنظمات لإيماني بأن المجتمع المدني يلعب دورا أساسيا في التكفل بانشغالات ومتطلبات المواطن وعلى المناضل أن يكون لصيقا بهذه الانشغالات. وعليه أؤكد بأن حزب جبهة التحرير الوطني وخاصة على مستوى محافظة باتنة أبوابه مفتوحة للجميع وخاصة المجتمع المدني ولكل من يريد أن يقدم عمله لفائدة هذه الولاية ومواطنيها، لأننا كلنا أبناء هذه الولاية على قدم المساواة تهمنا جميعا ويجب التكفل بانشغالات مواطنيها ومحاربة الظواهر السلبية والفساد وتطوير الولاية. وعلى مناضلي محافظة باتنة التفتح على كل فئات الشعب والعمل على تكريس قيم ومبادئ الشعب وأن يعملوا للتمكين للحزب، لأنني أعتقد بأن المناضل المؤمن بقيم ومبادئ وبرنامج الحزب يدرك بأنه سيكون موجودا حيثما يكون حزب جبهة التحرير الوطني موجودا وأن فوز الأفلان هو فوز للمناضل والمناضلة وتكريس وتجسيد رسالة الشهداء والمجاهدين الذين بقوا على العهد ثابتون ولم يغيروا ولم يبدلوا رغم كل شيء. كيف ستتم عملية جمع الترشيحات ودراستها على مستوى محافظة باتنة، وما هي أهم المعايير التي ستعتمدون عليها؟ جمع الترشيحات والملفات على مستوى المحافظة في باتنة أو أي محافظة جاءت كيفيتها محددة وموضحة في تعليمة الأمين العام بكل دقة، الترشيحات على مستوى البلديات التي تقل عن 100 ألف ساكن منوطة بهياكل القسمات وهم المسؤولون عن دراسة وجمع واختيار وترتيب هذه القوائم، ودور المحافظة وأعضاء مكتب المحافظة في هذه البلديات هو التوجيه والإشراف والمتابعة لضمان تمثيل أوسع لكل مكونات المجتمع داخل هذه البلديات، تمثيل المرأة، الشباب، العروش، الكفاءات والإطارات وتصحيح أي خطأ أو تجاوز أو تجاهل قد تقع فيه مكاتب القسمات، وذلك لضمان نجاح حزب جبهة التحرير الوطني في هذه البلديات. وبالنسبة للبلديات التي يفوق سكانها 100 ألف ساكن وقائمة المجلس الشعبي الولائي فالترشحات وجمع الملفات تتم على مستوى القسمات مع إبداء تقييمها ورأيها في المترشحين، ويتولى مكتب المحافظة الموسع إلى أعضاء البرلمان بغرفتيه دراسة وترتيب القوائم في هذه الفئة من البلديات مع اقتراح اسمين للرتبة الأولى واسمين للرتبة الثانية والمكتب السياسي هو الذي سيفصل في هذه الفئة من البلديات، واعتقد بأن هذه الطريقة جاءت استجابة لطلبات القاعدة التي كانت دائما تطالب بإعادة الاعتبار إلي القاعدة النضالية وهذا حتى نضمن التنوع ومراعاة الواقع الديمغرافي والمجتمعي والسياسي داخل هذه القوائم الكبيرة في الحزب حتى تتمكن القيادة السياسية من مراعاة بعض الاختلالات التي قد تحدث على مستوى هذه المحافظات والاستجابة إلى انشغالات الإطارات والكفاءات في هذا الحزب. عرف الحزب بعد التشريعيات الأخيرة غضب بعض المناضلين، ما تعليقكم؟ في هذا الموضوع بالذات دائما أستعين شخصيا كمناضل في الحزب بمقولة تركها المناضل محمد شريف مساعدية والذي قال بأنه في كل استحقاق يمر عليه الحزب يترك بعض الريش، وبكل صراحة الأفلان بحجم الجزائر في اتساعه، تجذره وكبره كما أنه خزان حقيقي للإطارات ولكل الأطياف في المجتمع الجزائري فالصراع داخل الأفلان ليس وليد الأحداث الأخيرة أو نتيجة تسيير القيادة السياسية الحالية، حتى نكون موضوعيين في التقييم لأنه في عهد الحزب الواحد كان هناك غضب وتمرد وبعض الانفلات، فالترشيحات عادة ما تثير الكثير من الأنانيات والطموح والأطماع والتنافس بين المناضلين داخل الأفلان، ولذا لست من أولئك الذين يضخمون هذه الظاهرة واعتقد أن علاجها هو الترفع فوق هذه الأنانيات والتجرد من الذاتية وتغليب مصلحة الحزب فوق مصالحهم الشخصية. فعلا، بعد التشريعيات ظهرت ظاهرة الغضب، وللأسف مست أعضاء قياديين في الحزب كنا نعتقد بأنهم أكبر من مثل هذه التصرفات بالنظر إلى تاريخهم والمسؤوليات التي تقلدوها بفضل الحزب وبفضل المناضلين المخلصين والأوفياء لرسالة الحزب والذين بقوا مناضلين بسطاء ولم يناولوا من هذه المسؤوليات أي منصب ورغم ذلك بقوا ثابتين، وعليه فإنني أقول مع احترامي لكل المناضلين الذين عبروا عن غضبهم بأن الفيصل في مثل هذه الحالات هو الهياكل الرسمية للحزب والتعبير عن آرائهم داخل هذه الهياكل حفاظا على سمعة الحزب ومكانته ودرءا لكل من يحاول أن يمس هذا الحزب من قريب أو بعيد خاصة من أولئك المتربصين به، وإيماني القاطع بأن الأفلان أكبر منا جميعا ورسالته وبرنامجه وإنجازاته وتاريخه فوقنا جميعا، فلا أحد منا يملك الحقيقة كاملة ولسنا ملائكة معصومين، فكلن أخطأنا لكن الرجوع إلى جادة الصوب والحفاظ على هذا الحزب الذي عنوانه هو تاريخ الجزائر وشهداء الجزائر، ويجب أن يكون حاضنا لشباب الجزائر ومستقبلها، ولن يأتي ذلك إلا بجمع الشمل ورص الصفوف والتسامي فوق الأنانيات والذاتية، فالحزب في حاجة إلى جميع أبنائه وبناته، وكما يقال »المسؤولية أعوام والنضال دوام«.