قرّر وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رشيد حراوبية، رفع تقرير إلى مصالح سفارة جمهورية الصين بالجزائر بشأن »تجاوزات« شركة صينية لجأت إلى »الابتزاز« في إنجاز إقامة جامعية بالقطب الجامعي الجديد بمدينة القليعة، ما تسبّب في تأخر تسليم المشروع في آجاله، في وقت التزم فيه بتسليم هذا القطب كليا شهر أكتوبر المقبل بمجرّد تجهيز مرافقه لاستقبال 11 ألف طالب في أربعة مداس عليا. تفقّد حراوبية في بداية زيارته الميدانية أمس إلى تيبازة، المركز الجامعي الجديد الذي تدعمّت به هذه الولاية، حيث اطلع رفقة الوالي والمسؤولين المحليين على مدى تقدّم الأشغال التي بلغت وفق المعطيات المبيّنة 99 بالمائة، وبقيت فقط تهيئة الطريق داخل المركز، حيث مُنحت للمقاول مهلة إلى غاية الأسبوع المقبل من أجل إنهاء هذه المهمة، على أن تُستكمل الأشغال بشكل فعلي شهر ديسمبر المقبل بإنجاز السور الخارجي. وسيعرف هذا المركز التحاق الطلبة ابتداء من 30 سبتمبر الحالي، في حين أكدت إداراته أن مزاولة الدروس ستكون ابتداء من السابع من شهر أكتوبر الداخل، وبحسب ما ذكرته مديرة المركز، حريتي جنوحات فضيلة، فإنه تقرّر هذه السنة الاقتصار على فتح ستة تخصصات في معهدين اثنين في انتظار توسيعها على بقية التخصصات المبرمجة، ويتعلق الأمر بمعهد العلوم الإنسانية والاجتماعية الذي يضم تخصص التربية والصحة النفسية، مع تنمية الموارد البشرية وكذا الآثار القديمة التي تتناسب مع خصوصيات المنطقة. كما سيتم فتح ثلاث تخصصات أخرى في معهد العلوم الاقتصادية، في حين سيتكفل بعملية تأطير 1100 طالب جديد منهم 830 مسجلين في العلوم الاقتصادية والتجارية والتسيير، 34 أستاذا، منهم 6 بدرجة بروفيسور. واللافت هو إنجاز 50 سكنا بمحاذاة المركز ستخصص للأساتذة المؤطّرين وبعض أفراد الطاقم الإداري، وقد اطلع عليها حراوبية وأظهر رضاه على نوعية الإنجاز. وكانت المحطة الثالثة التي استوقفت وزير التعليم العالي الإقامة الجامعية 2000 سرير التي تبعد بعشرات الأمتار عن المركز المذكور، حيث حرص خلال التعليمات التي قدّمها لشركة الإنجاز على ضرورة احترام المقاييس المعمول بها في السلامة خاصة ما اتصل منها بربط الغاز. وبحضور ممثل عن »سونلغاز« أُعطيت تعليمات لاستكمال الربط خلال أسبوع بعد أن رفض الوالي مهلة أسبوعين التي تحدّث عنها مسؤول بهذه الشركة، وكلّف رشيد حراوبية مدير الديوان الوطني للخدمات الجامعية بالقيام بزيارة ميدانية اليوم للفصل في هذه المسائل حتى تكون الإقامة جاهزة قبل 30 سبتمبر الجاري. وغادر الوزير والوفد المرافق له مدينة تيبازة على وقع انطباع إيجابي بما تمّ إنجازه، ملحّا على تدوين الملاحظات المسجلة للأخذ بها، وكانت وجهته مدينة القليعة أين توقف مطوّلا على سير أشغال إنجاز القطب الجامعي الجديد الذي يضم أربعة مدارس عليا، وهي المدرسة العليا للمناجمنت بسعة 2000 مقعد بيداغوجي التي سجلت الأشغال بها تقدّما وصل 99 بالمائة في انتظار تجهيز المرافق الملحقة، والمعهد الوطني للتجارة الذي يضمّ 3000 مقعد بيداغوجي بلغت فيه الأشغال عتبة 96 بالمائة. وزيادة على هذين المرفقين هناك المعهد الوطني للتخطيط والإحصاء بطاقة 3000 مقعد، أوشكت الأشغال به على الانتهاء كونها تجاوزت عتبة 97 بالمائة، في حين تأخرت أشغال تسليم المدرسة العليا للتجارة كونها توقفت عند 70 بالمائة وهي التي تتحضر لاستقبال 3000 طالب من النخبة، وقد سجل وزير القطاع ملاحظة مفادها عدم التسرّع مع الحرص على إتقان العمل من أجل استقبال الطلبة »في أسحن الظروف«. وأوضح حراوبية في تصريحات للصحفيين بأن هذه المدارس ستكون جاهزة لاستقبال أولى الدفعات من طلبة الأقسام التحضيرية، معلنا استلامها عما قريب بمجرّد الانتهاء من تجهيزها، واعترف بأنه راض على ما تحقق في القليعة من خلال إنشاء قطب امتياز في تخصصات المالية والتسيير والتجارة »حتى تستفيد بلادنا من إطارات ذات كفاءة«، مشيرا إلى أن هذه المدارس هي الأولى التي تشيّد في الجزائر منذ الاستقلال. وكانت النقطة السوداء التي انتهت عليها زيارة وزير التعليم العالي إلى قطب الامتياز بالقليعة الملاحظات التي سجّلها في حق شركة صينية أوكلت لها مهام إنجاز إقامة جامعية ملحقة بهذا القطب، ولم يتوان في اتهام مسؤوليها ب »محاولة الابتزاز« بسبب التأخير الحاصل في الأشغال وإرغام العمال على التوقف عن العمل لعدة أشهر بحجة عدم استلام تسبيق مالي من مصالح الولاية، ووصل الأمر إلى حدّ هدّد فيه حراوبية بتقديم شكوى لدى مصالح السفارة الصينية بالجزائر وتدوين احتجاج رسمي في اجتماع للجنة العليا المشتركة بين البلدين. وأمام هذه الشركة مهلة إلى غاية 15 أكتوبر الجاري لاستكمال الأشغال، وفي حال لم تنته سيتم اتخاذ إجراءات عقابية في حقها وفق ما صرّح به والي تيبازة الذي قال إن الصينيين تلقوا أموالهم، وحسب ما أردف به رشيد حراوبية فإن المتعامل الصيني لجأ إلى مبررات غير موضوعية لتعطيل المشروع، ليشدّد على أنه »يوجد الآن أمام الأمر الواقع وعليه تحمّل كامل مسؤولياته..«.