شدد وزير التربية عبد اللطيف بابا أحمد على ضرورة التكفل التام بمشكل الاكتظاظ الذي وصفه ب»الظرفي«، داعيا الولاة إلى دعم القطاع عبر الإسراع في تسليم مشاريع انجاز المنشآت التربوية لا سيما الثانويات كحل للمشكل الذي أصبح يؤرق التلاميذ. دعا وزير التربية الولاة إلى دعم المنشآت التربوية، وذلك بهدف تقليص العجز على مستوى هذه المؤسسات، مؤكدا أنه قد شرع في اتصالات مع الولاة لتحسيسهم بضرورة دعم وزارة التربية في الإسراع في تسليم المشاريع المتأخرة في القطاع، حيث عرف قطاع التربية الوطنية تأخرا في انجاز 413 ثانوية من قبل شركات الإنجاز عبر 35 ولاية بالرغم من أن بعض المشاريع انطلقت فيها الأشغال منذ سنة 2004 وهو ما تسبب في الاكتظاظ في السنة الأولى ثانوي. ويتعلق الأمر لا سيما بولاية الجزائر التي كان من المنتظر أن تستلم 29 ثانوية، وهران 24 ثانوية، أما سطيف 23 ثانوية وكل من تيزي وزو، تلمسان، بسكرة، أم البواقي والشلف التي كان من المتوقع أن تستلم كل واحدة منها 17 ثانوية مع الدخول المدرسي. من جهة أخرى، حمل الوزير عبد اللطيف بابا أحمد، مديري التربية والمؤسسات التربية على حد سواء مسؤولية حدوث أي خلل في التأطير الإداري والبيداغوجي مستقبلا، بعد أن كشفت تقارير الندوات الجهوية عن تأخر كبير في توزيع الكتب المدرسية، وقال بأنه لن يقبل بأي مشكل من هذا النوع، ما يفسر قرار مصالحه إيفاد لجنتي تفتيش ومراقبة تخصان التسيير الإداري والمالي من جهة، والبيداغوجي من جهة أخرى. كما اعترف وزير التربية عبد اللطيف بابا أحمد بمعاناة تلاميذ المدارس، خاصة في الطور الابتدائي، بخصوص وزن المحفظة المدرسية، حيث أعلن بأنه في مرحلة أولى يتم التفكير في تعميم تجهيز الأقسام بأدراج للتلاميذ، وهو حل تم تداوله قبل مجيء الوزير الجديد، غير أنه لم يطبق لحد الآن، وكشف الوزير عن مشروع يتم التفكير فيه حاليا على مستوى الوصاية لتقليص عدد المواد في كل طور، أو تخفيف وزن المقرر المدرسي، غير أن ذلك بتطلب مزيدا من الوقت، حيث سيتم الاستعانة بخبراء ومختصين لتجسيد هذا المقترح. وأضاف الوزير أن القطاع سجل نقصا في التأطير في مادة الرياضيات بسبب تراجع عدد حاملي الشهادات الجامعية في هذا الاختصاص، موضحا أن الشعب العلمية حاليا مهجورة، بدليل أن نسبة الناجحين في بكالوريا الرياضيات لا تتجاوز 3 بالمائة من مجموع الناجحين في هذه الشهادة سنويا مضيفا أن هذه الظاهرة عالمية وليست حكرا على الجزائر الأمر الذي انعكس سلبا على التأطير فيما بعد في المؤسسات التربوية، وعليه دعا بابا أحمد إلى تكثيف الجهود لحث التلاميذ على التوجه نحو الشعب العلمية لا سيما الرياضيات لتجاوز العجز في التأطير مستقبلا. وفي هذا الشأن برز على ضوء مسابقة توظيف أزيد من 16 ألف أستاذ بمناسبة الدخول المدرسي مشكل التأطير في مادة الرياضيات والفيزياء وفي اللغات الأجنبية في بعض الولايات، مما استدعى مدراء التربية بالمطالبة بالترخيص بجلب أساتذة من ولايات أخرى.