قال القيادي في حركة حماس، محمود الزهار إن حركته لن تستجيب للضغوط عليها بشأن سفر أعضاء فتح بقطاع غزة إلى بيت لحم بالضفة الغربية للمشاركة في مؤتمرها السادس، دون الاستجابة لمطالبها، فيما استبعد قيادي من فتح انعقاد المؤتمر دون حضور ممثلي الحركة بالقطاع. وشدد الزهار على أنه »إذا أرادت (حركة التحرير الوطني الفلسطيني) فتح حرية الحركة لأعضائها من قطاع غزة فلا يجب أن يبقى معتقل واحد من (حركة المقاومة الإسلامية) حماس في سجون الأجهزة الأمنية. ليكن هذا واضحا لهم وللجميع«. ومن جهة أخرى استبعد الزهار إجراء أي انتخابات رئاسية وتشريعية »في ظل تواصل الاعتقالات السياسية التي تنفذها الأجهزة الأمنية الفلسطينية« بحق عناصر حركته في الضفة الغربية. وكانت مصادر فلسطينية عديدة أكدت أن السلطة أجرت اتصالات مكثفة مع دول كل من سوريا ومصر وتركيا وروسيا وأطراف أخرى للضغط على حماس لتمكين أعضاء فتح بغزة من المشاركة في المؤتمر. وذكر مصدر فلسطيني أن السلطة طلبت وساطة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو والمبعوث الروسي لعملية السلام ألكسندر سلطانوف بصفة شخصية، لإقناع حماس بالتراجع عن قرارها. كما نسبت وكالة الأنباء الأوروبية إلى القيادي في فتح بالقطاع، إبراهيم أبو النجا قوله إن هناك اتصالات جارية حاليا مع »أكثر من جهة للضغط على حركة حماس« في هذا الصدد. وتطالب حماس - مقابل السماح بسفر أعضاء فتح- بإفراج السلطة عن كافة معتقليها في سجون الأجهزة الأمنية بالضفة الغربية. وحسب مصدر فلسطيني لم يكشف النقاب عن اسمه، فإن السلطة أبدت استعدادها للإفراج عن مائتي معتقل ممن لم تثبت إدانتهم بأي اتهامات خطيرة كدفعة أولى، في اللحظة التي تسمح فيها حماس بسفر أعضاء فتح باتجاه بيت لحم. غير أنه قال »حتى الآن ليست هناك أي استجابة من قبل حماس، لكن الجهود ما زالت متواصلة«. وفي السياق نفسه نقلت مصادر في القطاع إن جهودا بذلها قياديون في فتح لإطلاق سراح معتقلي حماس في الضفة الغربية، باءت بالفشل. وذكر مصدر فلسطيني مطلع أن تلك الجهود اصطدمت برفض رئيس حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية سلام فياض الاستجابة لمذكرة أرسلتها كتلة فتح البرلمانية حول الملف. وكان نفس المصدر أكد سابقا تقدم رئيس كتلة فتح البرلمانية في المجلس التشريعي الفلسطيني عزام الأحمد بمذكرة لفياض يطالبه فيها بالإفراج عن معتقلي حماس كي لا تعيق الحركة التي تسيطر على قطاع غزة خروج قيادات فتح للمؤتمر. وفي هذه الأثناء، شدد نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح على وجوب عقد المؤتمر بحضور أعضاء المؤتمر من قطاع غزة وعدم قبول منطق عقد المؤتمر بمن حضر. وقال شعث في تصريحات صحفية إن اللجنة المركزية لحركة فتح ستتخذ القرار النهائي في اجتماع لها نهاية الشهر الجاري في ضوء الاتصالات التي تجريها أطراف دولية عديدة مع حركة حماس بشأن حضور أعضاء فتح بغزة للمؤتمر. وأعرب شعث عن تأييده للإفراج عن معتقلي حماس في الضفة الغربية لتمكين أعضاء فتحاويي غزة من حضور المؤتمر. وكانت مصادر مسؤولة في فتح قد أكدت عقد مؤتمرها السادس في موعده 4 أوت المقبل بمدينة بيت لحم بالضفة الغربية، وشددت المصادر على إبقاء ذلك الموعد حتى لو منعت حماس أعضاء المؤتمر الذين يزيد عددهم عن أربعمائة من السفر إلى بيت لحم، وقالت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها إن »المؤتمر أصبح أمرا واقعا ولا يمكن إلغاؤه إلا إذا وقعت ظروف فوق طاقة البشر«. وفي موضوع آخر، اعتقل الجيش الإسرائيلي خمسة فلسطينيين خلال حملة دهم فجر يوم أمس في الضفة الغربية. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن قوات من الجيش اعتقلت خمسة مطلوبين وأحالتهم إلى الجهات الأمنية للتحقيق.