دعت لجنة الخارجية في البرلمان البريطاني الحكومة البريطانية إلى فتح حوار مع حركة المقاومة الإسلامية حماس، معتبرةً أن سياسة مقاطعة الحركة لا تحقِّق نجاحًا. الحسين بريقلي وقال التقرير الذي أصدرته اللجنة أول أمس، والذي يأتي بعد ثلاث سنوات من حصار غزة:''ليست هناك مؤشراتٌ على أن سياسة عدم التحاور مع حماس التي تتبعها الرباعية الدولية تحقق أهدافها، وسيكون من الصعب إجراء عملية سلام موثوق بها دون التعاون من جانب حماس، معلنة تمسكها بتوصية أصدرتها قبل عامين بهذا الشأن. وعبَّرت اللجنة عن قلقها من عجز ''الرباعية'' عن تقديم حوافز أكبر لحماس، مطالبةً بريطانيا بأن تفتح حوارا مع الحركة لتشجيعها - بحسب قولها - على تحقيق مبادئ اللجنة ''الرباعية''. يشار في هذا الصدد إلى أن بعض الدول الأوروبية، أجرت اتصالات مع قياديين في حركة حماس، كان آخرها لقاء جمع وفدًا من الحركة بقيادة الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي للحركة بمسؤولين سياسيين سويسريين، إضافةً إلى سلسلة اللقاءات المتواصلة بين الحركة وروسيا. جدير بالذكر أن الحكومة البريطانية غيَّرت من سياستها في شهر مارس الماضي، عندما أعلنت أنها منفتحة على الحوار مع الجناح السياسي لحزب الله اللبناني، ولكنها ما تزال معارضة للحديث مع حماس. من جهة ثانية وصف عزام الأحمد رئيس كتلة حركة ''فتح'' البرلمانية الوضع القائم في حركته بأنه أسوأُ من الانشقاق، وأن الوضع العام خطيرٌ ومليءٌ بالتسيُّب، مشددًا على أن الحركة تحتاج إلى عملية إنقاذ عام ومراجعة شاملة لبرنامجها السياسي، ودعا الأحمد في تصريحات صحفية لجريدة ''الرأي'' الأردنية، نُشِرَت أمس الأحد، إلى تجديد القيادة في صفوف الحركة للمحافظة على البرنامج الوطني، مؤكدًا أن برنامج النظام الداخلي ل''فتح'' وبرنامجها السياسي بحاجة إلى مراجعة شاملة، وعملية إصلاح متواصلة لاستمرار البرنامج الوطني المقرَّر في مؤتمر 1989م في الجزائر، والذي يستهدف الوصول إلى إقامة الدولة الوطنية الفلسطينية المستقلة. وفيما يتعلق بالمؤتمر السادس للحركة والذي تقرر انعقاده في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية؛ أعلن الأحمد أن المؤتمر يواجه سلسلةً من التحديات والعقبات، تتمثل في اعتماد الأعضاء الجدد، ووصول أعضاء الأقاليم الخارجية، التي وصفها ''بالأكثر نضجا''، علما بأن المجلس الثوري للحركة قرر أنه لا مؤتمر دون حضور جميع أعضاء الحركة، بمن فيهم قيادات الخارج، كما أن دولة الاحتلال إلى هذه اللحظة لم تعط السلطة أيَّ ضمانات أو موافقة على دخول أعضاء الحركة بالخارج، وفي سياق متصل أعرب الأحمد عن عدم تفاؤله بالمفاوضات مع الصهاينة، مقرا بأن اتفاق أوسلو ''كان بمثابة طعم الصياد لنا ليصطادنا''؛ على حدِّ قوله. من ناحية أخرى اتهمت حركة التحرير الوطني فتح أمس السبت حركة المقاومة الاسلامية حماس بممارسة ''الابتزاز''، والسعي إلى عرقلة و''تخريب'' عقد مؤتمرها العام السادس المقرر في الرابع من أوت المقبل في بيت لحم بالضفة الغربية، وقال حسين الشيخ وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية وأمين سر حركة فتح في الضفة الغربية ''إن حماس بإعلانها عن منع أعضاء فتح من السفر إلى بيت لحم تؤكد على سياساتها وقناعاتها بعدم الإيمان بالآخر ومحاربة التعددية السياسية''. وكان الزهار قد ربط السماح لأعضاء فتح بالخروج من غزة للمشاركة في المؤتمر بإطلاق سراح معتقلي حماس في سجون السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية• ورفض الشيخ أي ربط بين ملف المعتقلين وسفر أعضاء فتح، قائلا إن الربط بين الملفين يؤكد أن حماس غير معنية بنجاح مؤتمر فتح السادس بل وتسعى إلى تخريبه لمنع الحركة من الاستنهاض وترتيب وضعها الداخلي.