أكد نصر الدين موهوب الناطق الرسمي باسم الطريقة العلوية بالجزائر أن شيخ الطريقة خالد بن تونس قد التمس آراء وحكمة علماء الأزهر الذين وضع بين أيدهم كتابه المعنون ب »التصوف..الإرث المشترك« وان سيلتزم بأي قرار صادر عن هيئة العلماء المكلفة بدراسة هذا المؤلف، كما أوضح المتحدث أن الطريقة العلوية لا تتعارض في أي حال من الأحوال مع المذاهب السنية ولا تضرب مقدسات الدين الإسلامي الحنيف. اعتبر نصر الدين موهوب في تصريح ل »صوت الأحرار« أن المؤتمر الذي نظم بمناسبة الذكرى المئوية للطريقة العلوية قد نجح بكل المقاييس، حيث التقى فيه أكثر من 5 آلاف مشارك وحضر فيه أكثر من 100 محاضر من القارات الخمس، بالإضافة إلى مشاركة علماء وفقهاء من جامع الزيتونة والأزهر، جاؤوا كلهم من أجل فتح نقاش جاد لما نعانيه اليوم من أزمات والبحث عن الحلول الممكنة التي تفيدنا نحن كمسلمين وتنفع أبنائنا والأجيال القادمة. وفي رده عن السؤال المتعلق بميزة الطريقة العلوية، لم يتردد موهوب في التأكيد بأن هذه الطريقة طريقة سنية العقيدة، مالكية المذهب، تستمد تعاليمها من القرآن الكريم والسنة وتحاول الحفاظ على أصالة وميراث الإسلام ولكنها في الوقت ذاته تتطلع إلى المستقبل. وفي هذا السياق قال الناطق الرسمي باسم الطريقة العلوية بالجزائر »نحن لم نأت بدين جديد ولكننا نتكلم عن نظرة جديدة للإسلام تتلاءم مع ما نحن عليه، إننا ندعو إلى تبني واعتماد وسائل جديدة في العمل لكن دون تغيير ثوابت الأمة وربما كل ما نريده هو فتح باب الاجتهاد كما فعل الأولون في كل عصر، أما المسلمات الدينية التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية لا نقاش فيها«. وعن كتاب الشيخ بن تونس »التصوف.. الإرث المشترك «، فقد أكد موهوب أن مريدي الطريقة العلوية لا يريدون الدخول في أي نقاش بيزنطي، لأن هذا المؤلف تضمن شهادات كثيرة، بالإضافة إلى إحصاء أكثر من 800 وثيقة وردت فيه، من صور حقيقية، رسومات، منمنمات فهو تأريخ لروحانيات الدين من أدم عليه السلام إلى تاريخنا المعاصر، بما في ذلك نشأة المدارس الفقهية والتصور الموجود في المغرب العربي، ثم دور الزوايا في العالم العربي وفي الجزائر خاصة فيما يخص دورها الريادي في محاربة الاستعمار والمحافظة عل الهوية الإسلامية العربية، نشأة الطريقة العلوية، فسلفتها وغيرها. ويرى الناطق الرسمي باسم الطريقة أن بن تونس لم يرسم المنمنمات، لأنها موجودة في كل المتاحف وإلى حد الآن هي موجودة كذلك في بيوت الجزائريين، كانت تباع في الأسواق، إن ذاكرتنا قصيرة »يقول موهوب« في السبعينات فقط لم يكن الإشكال مطروحا. النجمة السداسية طرحت كذلك إشكالا وننسى أنها طبعت من الكتاب الأصلي الصادر رسميا حول الأمير عبد القادر، فهي موجودة في أغلب المساجد الإسلامية هي موروثنا الإسلامي وإذا كانا سنتنازل عن كل شيء ينتمي إلى اليهود، فالأمر خطير، لأن هذه النجمة هي لنا قبل أن تكون لغيرنا. وفي وسط كل هذه المعطيات جدد موهوب أن بن تونس الذي وضع كتابه بين أيدي علماء الأزهر سيحترم أي قرار صادر عنهم واكتفى بالقول »سيكون لنا موقف في الوقت المناسب«. وفي الختام أشار إلى مكانة الطريقة الصوفية التي أصبحت تضم الآلاف عبر كل دول العالم، بحكم أنها تتطلع إلى بناء مشروع مجتمع، لأن الصوفي كما قال هو ابن وقته ونحن نعمل لصالح الإسلام، شعارنا »الله، الوطن، الأمة«.