كشف المدير العام بوزارة الأوقاف ورئيس شبكة إذاعة القرآن بقطاع غزة محمد جمال أبو الهنود عن اعتراض علماء الأزهر لنشر صور أو ما يعرف بمنمنمات تشخص الرسول محمد التي احتواها كتاب خالد بن تونس شيخ الطريقة العلوية حول »التصوف الإرث مشترك«، حيث أكد أبو الهنود أن الأعضاء المكلفين بدارسة كتاب بن تونس أبدت موافقتها على المجهود المبذول لا سيما ما تعلق منه بجمع وثائق تاريخية وشتات من التراث الجزائري غير أنهم توقفوا عند الصور ورفضها عدد كبير منهم، وسيبلغ الرد رسميا على صاحب الكتاب في القريب العاجل. مبعوثنا إلى مستغانم: عزيز طواهر اعتبر محمد جمال أبو الهنود في تصريح ل »صوت الأحرار« مشاركته في المؤتمر الدولي للاحتفال بالذكرى المئوية للطريقة العلوية بمثابة الأمنية الكبيرة التي تحققت على أساس أن هذه الرغبة الخارقة للقدوم إلى الجزائر وبالتحديد إلى مدينة مستغانم التي كانت مهدا للطريقة العلوية وقال إن هذا الحلم قد لازمني منذ نعومة أظافري وأنا صغير بفلسطين وعشت محبا للشيخ احمد العلوي، فكانت أرواحنا تهفوا إلى مستغانم وإلى مقام العلوي، فكيف لا وهو الشيخ العارف والعالم والولي الصالح. واستطرد رئيس شبكة إذاعة القرآن بقطاع غزة حديثه عن الشيخ العلوي مؤسس هذه الطريقة، موضحا كيف كان الرجل يعمل وفق منهج صوفي ومشيرا إلى فكره الذي أنشأ من خلاله أجيالا قوامها العلم والحب. أما فيما يتعلق بالانتقادات التي وجهت إلى شيخ الطريقة العلوية الحالي خالد بن تونس بشأن كتابه حول »التصوف..الإرث المشترك«، فقد أكد المتحدث أن الكتاب حمل في طياته صورا يتداولها الناس وهي مفرقة في كل البلدان العربية والإسلامية، فالشيخ ما كانت من صناعته هذه الصور وكل ما فعله هو أنه جمع الشتات المتفرق في كتاب واحد ولعل أن كل ما في الأمر هو وجود نسختين أو ثلاث نسخ من هذه المنمنمات في كتابه وللعلماء أرائهم في هذا الشأن باعتبار أننا نجد عدد كبير من علماء الدين يرفضون رسم أو تشخيص الأنبياء والرسل. وبالمقابل تأسف أبو الهنود للهجمة التي وصفها بالشرسة على شيخ الطريقة العلوية وردد قائلا »إن طريقة النقد والهجوم ما كان لها أن تكون بهذه الصورة فالشيخ خالد لا يعتبر نفسه فقيها أو عالما وإنما هو من الدعاة فكم من شخص اعتنق الإسلام على يدهن غنهم يعدون بالمئات«، ومن هذا المنطلق أشار إلى جهود الشيخ بن تونس المبذولة في هذا المجال والتي تبقى في رأيه مميزة بالنظر إلى كل ما قام به هذا الرجل. وفي سياق متصل لم يتردد محمد جمال الذي يعتبر عضوا في جمعية العلماء الأزهر المكلفة بدراسة كتاب بن تونس في التأكيد أن هذا الأخير قد التمس رأي الأزهر والتزم بتطبيقه مهما كان واختار بذلك أن يضع الكتاب بين أيدي خيرة العلماء . وما حدث حسب المدير العام بوزارة الأوقاف هو أن العلماء تفاجئوا للنقد الواسع الذي وجهته المؤسسات الإعلامية والإسلامية بالجزائر، ليوجه نداء صريحا إلى كل المسؤولين بالضرورة التريث والسعي إلى إسداء النصيحة بالتي هي أحسن دون التشهير بالأمور لأن النصيحة أمام الجماعة كما ردد فضيحة، وفي حال رفض صاحب الكتاب الالتزام بما هو معمول به فمن حق السلطات الجزائرية أن تفعل ما بدا لها بالطرق المشروعة وأنا اعلم جيدا الشيخ بن تونس لن يتردد لحظة في قبول النصيحة مهما كانت. وعن مضمون كتاب التصوف الذي آثار حفيظة علماء السنة أوضح جمال أب الهنود أن بن تونس قد جمع في كتابه هذا وثائق تاريخية وشتات صور من التراث الجزائري وغيره في العالم العربي والإسلامي، ولحد الساعة أكد أن علماء الأزهر وبالرغم من أنهم أبدوا موافقتهم على هذا الجزء من الكتاب إلا أنهم اعترضوا وبقوة الصور أو المنمنمات الخاصة بالرسول محمد، وختم حديثه بالقول »نحن بصدد الرد عليه«. يشار إلى أن ممثل عن جامع الأزهر كان قد غادر المؤتمر بعد مرور قرابة أربعة أيام من انطلاق فعاليات الاحتفالات الخاصة بالذكرى المئوية للطريقة العلوية فيما تبقى الأسباب مجهولة لحد الآن.