التقى دليل بوبكر عميد مسجد باريس، الأربعاء الماضي، الوزير الأول الفرنسي جون مارك أيرولت، بفندق »ماتينيون«، حيث تطرق الطرفان إلى وضعية الإسلام بفرنسا ومدى تمثيله المؤسساتي بهذا البلد اللائكي، وخلال اللقاء الذي تميز بدرجة عالية من التفاهم وفق ما أفاد به البيان الصادر عن مسجد باريس، فقد دارت المحادثات حول تعليم وتكوين الأئمة والقساوسة على حد سواء وتوظيفهم بفرنسا في قطاع السجون. استنادا لما ورد في بيان مسجد باريس، فإن الوزير الأول الفرنسي، استفسر حول مصير الإصلاحات التي مست المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، وكذا إعادة بعث مؤسسة مؤلفات الإسلام، كما تم التطرق إلى الاحتفالات المقبلة الخاصة ببداية الحرب العالمية الأولى، والتي يعمل مسجد باريس على تحضيرها على قدم وساق، لا سيما بعد أن تقرر بناء نصب تذكاري بساحة المسجد تخليدا للجنود المسلمين الذين ماتوا دفاعا على فرنسا خلال تلك الحرب الكبيرة. ويتزامن لقاء دليل بوبكر مع الوزير الأول، مع الأحداث التي عرفتها فرنسا في الفترة الأخيرة، بعدما أصدر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إعلانا رسميا ضد معاداة السامية، بما دفع المسلمون بفرنسا لمطالبة الرئيس الفرنسي بإصدار إعلان رسمي ضد كراهية الإسلام، مع العلم أن عميد مسجد باريس يهتم كثيرا بتقريب وجهات النظر بين مختلف الطوائف الدينية وانه يقوم بمبادرات عديدة لمحاولة حقن الدماء وتجاوز مراحل الكراهية بين مختلف العقائد خاصة عندما يكون هناك توترات مماثلة بفرنسا. وقد سبق للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن أصدر إعلانا رسميا ضد معاداة السامية، كما أنه تحدث خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيمين نتانياهو إلى فرنسا، عن الضرب بقوة على المعادين للسامية، و قال إن فرنسا ستتخذ كل ما هو ضروري لضمان أمن اليهود والشعب الفرنسي جميعا نظرا لأن أمنهم يصب في المصلحة الوطنية لجميع الفرنسيين. كلام هولاند هذا جعل مسلمي فرنسا يطالبون بإصدار إعلان رسمي ضد كراهية الإسلام على غرار الإعلان الذي أصدره ضد مناهضة السامية، وفي هذا الإطار قال عبد الله زكري، عضو المجلس الفرنسي للدين الإسلامي، بعد اجتماعه بالوزير الأول الفرنسي، إنه »بالنظر إلى تنامي ممارسات كراهية الإسلام والعنصرية ضد المسلمين، فإننا نرغب في أن يصدر إعلان رسمي من رئيس الجمهورية يجعل المسلمين أيضا منخرطين في هذه القضية الوطنية«.