وصلت نسبة الأمطار الأخيرة المتساقطة على ولاية سيدي بلعباس خلال 48 ساعة إلى 100 مم، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن حوالي 18 ألف عائلة، وهو الوضع الذي دفع بالأعوان التقنيين لمديرية سونلغاز بالولاية إلى التدخل لإعادة التيار الكهربائي للعديد من السكنات، في حين بقيت 3200 وحدة سكنية دون كهرباء إلى غاية الخميس الفارط، خاصة في منطقة تسالة والسهالة التي أحصت بها 1980 عائلة دون كهرباء، بالإضافة إلى 1500 عائلة بقيت بدون إنارة في منطقة مكدرة وقرية أولاد علي، أما قرية الطوايطة التابعة لبلدية سيدي لحسن فقد سجلت بها انقطاع في الكهرباء لأكثر من 200 عائلة. ومن جهتها، تكبدت مصالح »سونلغاز« خسائر جسيمة بعد أن غمرت مياه الأمطار مراكز توزيع الكهرباء، ناهيك عن المولدات والعدادات الكهربائية المتواجدة بالعمارات، وكذا إتلاف كيلومترات من الكابلات التي تعمل المصالح الوصية على إعادة إصلاحها. ومن جهة أخرى، تسببت الأمطار الطوفانية التي تساقطت على الولاية خلال الأيام الماضية في غمر العديد من المؤسسات التربوية بالمياه، حيث لم يتمكن 17 ألف تلميذ من الالتحاق بمقاعد الدراسة خاصة بجنوب الولائي لسيدي بلعباس، منهم 9 آلاف تلميذ بالنسبة للطور الإبتدائي، و5 آلاف تلميذ في الطور المتوسط، و3 آلاف تلميذ آخر في الطور الثانوي، في حين تحول آخرون بمقر الولاية إلى عمال للنظافة، حيث أوكلت لهم مهمة تنظيف الأقسام والساحة بعد تسرب المياه إليها وغاب آخرون بعد أن انقطعت الطرقات واستحال عليهم السير بها. وفي هذا الصدد نصبت مديرية التربية خلية أزمة لمتابعة الأوضاع في المؤسسات التربوية التي غمرتها الأمطار المتساقطة. كما عاشت العديد من العائلات حالة استنفار قصوى بعد أن كادت أن تجرفها المياه، حيث أدى انهيار جدار المستشفى القديم وانهيار جزئي لأسقف مباني وتصدع جدرانها بمدينة »تنيرة« إلى مبيت 8 عائلات في الشارع، ونفس الوضع عاشته 17 عائلة تسكن بمزرعة »الطاهر موسطاش« بمخرج مدينة سيدي بلعباس، حيث مازالت المياه تغمر مبانيها بالرغم من تدخل عناصر الحماية المدنية لإنقاذ 8 أشخاص وإبعاد خطر الموت عنهم. أما بدائرة سفيزف، فقد اعتصم 200 شخص أمام مقر الدائرة للمطالبة بترحيلهم بعد انهيار سكناتهم الهشة جزئيا، من جهتها تعيش العائلات القاطنة بقرية تاقوراية على بعد 18 كلم عن مقر بلدية بئر الحمام جنوب ولاية سيدي بلعباس أوضاعا مزرية نتيجة العزلة التي فرضتها عليها الأمطار الأخيرة، خاصة بعد ارتفاع منسوب مياه الوادي الذي تم إنجازه منذ ثلاث سنوات وبالتالي تعذر عليها العبور إلى مقر البلدية من أجل اقتناء متطلباتها. وما زاد الطين بلة هو انقطاع التيار الكهربائي عنهم طيلة 48 ساعة، كما لم يلتحق تلاميذ المتوسطة بمقاعد الدراسة بسبب إنهيار الجسر الرابط بين تاقوراية وبئر الحمام، ومن جهتهم عاش قاطنو حي العربي بن مهيدي، »قمبيطة« سابقا، بوسط المدينة سيدي بلعباس نفس الأوضاع بسبب اهتراء المسالك وغياب الإنارة العمومية ، وكذا تسرب المياه داخل سكناتهم.