أولئك هم الذين ينبغي الاعتداد بهم والأخذ بنصائحهم وتوجيهاتهم من أجل أن يسير هذا الوجود إلى الأحسن والأجمل! ذلك ما قلته في نفسي بصورة قاطعة وأنا أتابع على صفحات الإنترنت برامج عن المعجزة القرآنية وعن الأمور التي ما زالت غامضة على أفهامنا. علماء مسلمون يتحكمون في أحدث المكتشفات العلمية، في النظرية النسبية بفرعيها الخاص والعام، في علم الأجنة، في سرعة الضوء، في الارتحال - ولو نظريا- صوب الأجرام السماوية، في العودة، - ولو نظريا أيضا- إلى ما حدث قبل آلاف السنين وفي غيرها من الأمور العلمية التي تدوخنا لأننا لا نعرفها ولا نعاشرها في قراءاتنا ولا في الأفلام التي نتفرج عليها، ولا في الأحاديث التي نتبادلها فيما بيننا. وذلك كله يعني أن التفسير القرآني عبارة عن تفاسير متعددة، بمعنى أن النظر في القرآن الكريم يمكن أن يتحقق عبر زوايا مختلفة، من بينها، التفسير اللغوي البياني، والتفسير الروحي أو التصوفي على حد ما فعله محي الدين بن عربي، ثم التفسير العلمي الذي يثبت صحة كل ما ورد في القرآن الكريم. الخروج من الظلمات التي نتخبط فيها منذ قرون وقرون لا يمكن أن يتحقق إلا بالاستناد إلى تلك التفاسير العلمية التي نقرأها بين الحين والآخر على صفحات الإنترنت وبعض المجلات الجادة والكتب الرصينة. وذلك لا يعني أبدا أنه ينبغي أن نضرب صفحا عن الجهود التي بذلها أهل الفقه والتصوف وغيرهم عبر خمسة عشر قرنا من الزمان، بل ينبغي أن نضيف إليها تلك المحاولات التي يقدمها بعض العلماء المسلمين بين الحين والآخر، في مختلف مشارق الأرض ومغاربها. تفرجت على صفحات الإنترنت على برامج فيها العجب العجاب عن المعجزة القرآنية والجانب العلمي فيها. وقرأت مقالات وبحوثا عدة عن الضوء، وعن النظرية النسبية، وعن علم الأجنة، فوجدت فيها أمورا جديدة قد لا تبلغها قدراتي على الفهم، ولكنها تقنعني، وتبعثني على الطمأنينة وعلى الإيمان بأمة الإسلام والمسلمين. وأنا أعزو الجاهلية الجديدة التي نعيشها إلى أهل الحكم في البلاد العربية الإسلامية، أولئك الذين يتشبثون بالجلوس على الكراسي بصورة غير مشروعة، وهو الأمر الذي يعيدنا إلى الوراء، أو هو يدفعنا على الجمود ويحول بيننا وبين كل ما هو جديد، ويفتح أبوابنا دون الاستعمار الأوربي والطامعين فينا من كل صوب وحدب. أولئك العلماء هم الذين ينبغي أن نشرع لهم أبوابنا لأنهم يغيرون نظرتنا إلى واقعنا وإلى المستقبل الذي ينتظرنا جميعا. ولذلك، فأنا أرى أن يكون الإنترنت في متناول جميع أبناء الأمة العربية الإسلامية حتى يكون في مقدورهم أن ينتشلوا أنفسهم من الظلمات ومن الوهدات التي تردينا فيها بسبب جاهلية أهل الحكم منذ سقوط الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس. والزمن كشاف، مثلما يقال.