الجزائر - تمادى الاحتلال الاسرائيلي في تطبيق مخططاته ومشاريعه الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة باعلانه اليوم الاربعاء عن بناء 500 وحدة سكنية جديدة بين مدينتي رام الله ونابلس في الضفة الغربية منتهكا حقوق الشعب الفلسطيني أمام تعالي تحذيرات المجتمع الدولي بوقف الحملة الغير المشروعة. وكشفت وسائل الاعلام عن مصادر اسرائيلية مسؤولة بالشؤون المدنية القول إن حكومة الاحتلال ستجتمع اليوم لإعطاء الضوء الأخضر لبناء 500 مسكن بين مدينتي رام الله ونابلس في الضفة الغربية. وقال مسؤول اسرائيلي أن المرحلة الاولى من هذا المشروع صودق عليها منذ 6 أشهر من طرف وزارة الدفاع الاسرائيلية. وفي السياق ذاته أقدمت قوات الاحتلال بتهديم بئرا لجمع المياه في قرية فحمة جنوب جنين وفق ما اكده مسؤول فلسطيني محلي لوكالة الأنباء الفلسطينية. وعلى صعيد آخر أكد تقرير أعدته وحدة البحث والتوثيق بمركز القدسالمحتلة للحقوق الاجتماعية و الاقتصادية أن شهر جانفي الماضي سجل ازديادا ملحوظا في حجم البناء الاستيطاني في المدينة تخلله الإعلان عن مزيد من مخططات ومشاريع الاستيطان الجديدة. كما رصد التقرير جملة من انتهاكات حقوق الإنسان في القدس والخطط والمشاريع الاستيطانية فيها ومنها مخطط لإقامة 300 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنات القدس ومصادرة 1161 دونما من أراضي شمال غرب القدس لتعديل مسار الجدار العنصري والتخطيط لاقامة حي استيطاني جديد للمتدينين اليهود في القدسالمحتلة. وفي ظل استمرار الانتهاكات التي تمارسها السلطات الاسرائيلية طالبت وحدة البحث و التوثيق بمركز القدس اسرائيل بالتوقف عن استهداف المؤسسات المقدسية ووقف العمل بسياسة منع الاحتفالات الاجتماعية والمداهمات لتلك المؤسسات والتراجع عن قراراتها بإغلاق المؤسسات المقدسية. كما طالب التقرير اسرائيل بوضع حد لانتهاكاتها للقوانين الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني الخاضع للاحتلال في السكن وفي الحياة والتجمع والتوقف عن مصادرة الأراضي والاستيلاء على الممتلكات الفلسطينية المقدسية ووضع حد لانتهاكاتها للحريات الدينية والتعديات على دور العبادة. وكان قد أعلن في وقت سابق اليوم وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية محمود الهباش إن أكثر من 160 اعتداء مارسته قوات الاحتلال على المقدسات ودور العبادة ومقابر المسلمين. وتطرق الهباش في تقرير الوزارة السنوي حول الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة على المقدسات الإسلامية على جملة من الانتهاكات التي شملت الخطط التهويدية لمدينة القدس ومحيطها الى مصادرة أملاك الوقف الإسلامي والمسيحي لصالح مشاريع التوسع والاستيطان والتهويد للاعتداءات المتكررة على مسجد الاقصى وقبة الصخرة و التي أيضا تتزامن مع رفع وتيرة الاستيطان . ومن جانبها حذرت صحيفة "الدستور" الأردنية بالموازاة مع تحذيرات الرئيس الفلسطيني محمود عباس من تهويد القدس. وطالب عباس في تصريح له نشرته اليوم صحيفة "المصري اليوم" العرب والمسلمين إنقاذ المدينة من الضياع لكنه أشار الى أنه ليس لديه القدرة على مجرد التفكير في "الكفاح المسلح" وليس لديه بديل غير التعامل مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. وكان قد ندد أحمد قريع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون القدس في تصريح له بتوالي المخططات الإسرائيلية التهويدية للبلدة القديمة ومحيطها عقب مصادقة ما يسمى باللجنة اللوائية للتخطيط والبناء لتنفيذ الإسرائيلية على أراضي مساحتها 5420 مترا مربعا في حي وادي حلوة في سلوان الملاصق للمسجد الأقصى من جهة الجنوب . وذلك بعد ساعات قليلة من طلب مجلس الجامعة العربية من الحكومة الإسرائيلية وقف الاستيطان وتحديدا بالقدس وقبول حدود 1967 أساسا لحل الدولتين. وكان أيضا قد أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان الرسائل التي سيوجهها الفلسطينيين الى الحكومة الاسرائيلية تتضمن مطالبة اسرائيل بمبدأ حل الدولتين مع تعديل طفيف بالقيمة والمثل ووقف اشكال الاستيطان والغاء كافة القرارات الاسرائيلية الصادرة بعد عام 2000 خاصة قرار تفعيل الادارة المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية". واعتبر المجلس الثوري لحركة التحرير الفلسطينية "فتح" أن اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط لا تلتزم بالمبادرات والخطط التي وضعتها إزاء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. مشيرة الى أن اللجنة الرباعية "لم تمارس أي شكل من أشكال الضغوط على الطرف الإسرائيلي المعطل لأي فرصة لاستئناف المفاوضات ودفع عملية السلام". وذكر المجلس الثوري في بيانه أن الجانب الإسرائيلي أصر خلال تلك المحادثات على رفض وقف الاستيطان ومبدأ الاعتراف بحدود عام 1967 كمرجعية للمفاوضات. وعلى صعيد متصل أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي أن منظمة التحرير لن تعود للقاءات الاستكشافية مع الجانب الإسرائيلي دون الوقف الشامل للاستيطان والاعتراف بحدود عام 1967 مشيرة إلى أن المنظمة ستتوجه الى الأممالمتحدة وهيئاتها المختلفة لطلب العضوية ومحاسبة إسرائيل. وعقد مفاوضون فلسطينيون وإسرائيليون ست جولات من اللقاءات "الاستكشافية" في عمان ما بين ال 3 و ال 26 ينايرالماضي برعاية من اللجنة الرباعية الدولية لكن دون تحقيق نتائج من شأنها أن تساعد على استئناف المفاوضات المباشرة. وكانت آخر محادثات مباشرة بين الفلسطينيين والاسرائليين قد توقفت في الثاني من أكتوبر 2010 بعد أربعة أسابيع فقط من إطلاقها برعاية أمريكية بسبب الخلاف على البناء الاستيطاني.