دعا رئيس الحكومة الصحراوي عبد القادر طالب عمر، أمس، المغرب باستيعاب درس مقاومة الشعب الصحراوي، وقال إن العقود الطويلة للكفاح أعطت الدليل الساطع على إرادة الصحراويين في استرجاع حقوقه المغتصبة، مطالبا برلمانات العالم وخاصة البرلمانات الأوربية أن تحذو حذو برلمان السويد الذي اعترف بالجمهورية الصحراوية. أكد طالب عمر في كلمته التي ألقاها أمام المشاركين في ندوة الجزائر الدولية الثالثة بفندق دار الضياف بالعاصمة، التي جاءت تحت عنوان» حق الشعوب في المقاومة، حالة الشعب الصحراوي«، أن دوافع النظام المغربي لاحتلال الصحراء الغربية لم تكن ناتجة عن حقوق تاريخية أو سياسية كما يدعي، بلا اعتبرها سياسة توسعية قائمة على الطمع في الثروات الصحراوية، مستدلا بالنهب المستمر لتلك الثروات، مطالبا المجتمع الدولي منع عقد أي اتفاقيات تتم بالأراضي الصحراوية المحتلة ومقاطعة المنتجات المستغلة منها حتى لا يكون ذلك تشجيعا له على إطالة أمد احتلاله للمنطقة. وحمّل القيادي الصحراوي النظام المغربي تعطيل بناء المغرب العربي والتعاون بين شعوبه على أساس المشروعية الدولية وحقوق الإنسان، كما اتهمه بتشجيع الجريمة المنظمة باعتباره بلدا منتجا ومصدرا للمخدرات التي تمول عصابات التهريب والتنظيمات الإرهابية التي تهدد بدورها استقرار وأمن المنطقة. وعلى هذا الأساس، أدان طالب عمر ما أسماه » السلوك المنحرف للنظام المغربي، كما ندد بكل نظاهر الإرهاب والجريمة المنظمة في منطقة الساحل، مبديا تأييده لوحدة وسلامة الأراضي المالية والتزام قيادته للقيام بواجبها في هذا الإطار انطلاقا ما يقره المجتمع الدولي والاتحاد الإفريقي. وعن مسار التفاوض مع المغرب، فقد علق القيادي الصحراوي قائلا» النظام المغربي يريد إجراء املاءات وفرض حلول أحادية الجانب، تتعمد تجاهل طبيعة المشكل، كقضية تصفية استعمار يتم حله على أساس تقرير المصير من خلال استفتاء حر وديمقراطي«، وأضاف أن الاستفتاء كان ولا يزال مبرر وجود بعثة المينورسو» بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية«، مذكرا أن القضية الصحراوية مسجلة لدى اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار. وفي هذا السياق، عاد طالب عمر إلى الحديث عن الزيارة الأخيرة للمبعوث الأممي كريستوفر روس إلى المنطقة نهاية أكتوبر وبداية نوفمبر وتقريره الذي رفعه إلى مجلس الأمن الذي حذر فيه من خطورة استمرار الأوضاع الحالية وحالة الجمود التي قد ينجر عنها انفجارا مجددا، مقدرا جهود روس للتوصل إلى حل يمكن من تقرير مصير الشعب الصحراوي. واستنكر رئيس الحكومة الصحراوي المماطلات والعراقيل التي لازال النظام المغربي ينتهجها، وطالب المجتمع الدولي بممارسة الضغوط على المغرب الذي وصفه ب »البلد المتمرد«، ودعا فرنسا التي اعتبرها الدولة الرئيسية المدافعة عن النظام المغربي وسياسته تحت قيادتها الجديدة برئاسة فرانسوا هولاند لاتخاذ مواقف تحترم المشروعية الدولية وتستجيب لحقوق الإنسان ولا تتناقض مع ما تدعو إليه في أماكن أخرى من العالم، مطالبا اسبانيا إلى تبني مواقف واضحة وصريحة لفرض تطبيق قرارات الأممالمتحدة من اجل تقرير مصير الشعب الصحراوي انسجاما مع مسؤولياتها التاريخية في هذا النزاع لكون القانون الدولي لازال يعتبرها القوة المديرة للإقليم في حين يعتبر المغرب مجرد قوة احتلال. إلى ذلك، تميزت ندوة الجزائر الدولية الثالثة بحضور 300 مشارك من بينهم حوالي 120 أجنبي، إضافة إلى 40 ناشطا صحراويا مناضلا في مجال حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة. وجمعت هذه الندوة التي تختتم اليوم، فائزين بجائزة نوبل للسلام، شخصيات دولية ووطنية والسلك الدبلوماسي، فضلا عن برلمانيين جزائريين وأجانب وكذلك أساتذة جامعيين، قانونيين وممثلي منظمات غير حكومية وممثلي أحزاب أجنبية ووطنية. وسجلت الندوة حضورا عربيا لافتا من خلال مشاركة، تونس، موريتانيا، فلسطين، سوريا، لبنان، العراق، مصر واليمن، إلى جانب 69 منتخبا فرنسيا.