حمل رئيس نقابة الوكالات السياحية والأسفار بشير جريبي الجهات الوصية عن الترويج للسياحة التجوالية مسؤولية تراجع عدد السياح في بالصحراء الجزائرية إلى أقل من 10 بالمائة، في نفس الوقت اعتبر كاتب الدولة المكلف بالسياحة لدى وزير السياحة والصناعة التقليدية محمد أمين حاج سعيد أنه لا يمكن إضفاء الوجهة السياحية لأي منطقة دون توفير هياكل الفندقة ووكالات سياحية. تراجع لأول مرة عدد السياح القاصدين الصحراء الجزائرية إلى 90 بالمائة، بسبب نقص الترويج إلى السياحة التجوالية التي لم يتعود عليها الجزائريون بعد، كما لوحظ تراجع آخر في الحجوزات في الوكالات السياحية ب 40 بالمائة لقضاء احتفالات رأس السنة الميلادية خارج التراب الوطني. وحسب جريبي فإن الأسباب تعود إلى غلاء المعيشة والتكاليف في مختلف البلدان المستقبلة وكذا التضييق الحاصل في منح التأشيرات من طرف مختلف الدول الأوروبية، على غرار عدم تمتع الجزائريين بثقافة السياحة التجوالية وعدم تعودهم عليها رغم أن الخطوط الجوية الجزائرية قامت بتخفيض التذكرة من بداية سبتمبر إلى نهاية شهر أفريل بمعدل 50 بالمائة، لكن الطلب كان قليل. من جهتها سجلت مديرية السياحة بولاية تمنراست تراجعا كبيرا في عدد السياح مقارنة بالسنوات الماضية، ما أثر بالسلب على نشاط الوكالات السياحية الناشطة، منها نحو 97 وكالة كلها مهددة بالغلق، وهو ما أدى بالإقبال على السياحة الصحراوية في تراجع مستمر، كما أن عدد السياح الوافدين إلى تمنراست لم يتعد 643 سائح منذ بداية السنة، مقابل 1807 سائح زاروا المنطقة العام الماضي. وذكر كاتب الدولة المكلف بالسياحة لدى وزير السياحة والصناعة التقليدية بأن إستراتيجية الدولة في مجال السياحة ترتكز على 5 محاور أساسية، وهي الترويج والتكوين والاستثمار والتمويل فضلا عن السلسلة السياحية المتمثلة في الطرق والنقل والطاقة والمياه والبيئة وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، حيث دعا حاج سعيد المتعاملين إلى ضرورة التحلي باحترافية أكثر وإلى ضرورة تنسيق جهود جميع شركاء القطاع لتطوير السياحة من خلال تعزيز المكانة السياحية كمنطقة جذب سياحي ووجهة سياحية بامتياز. وتسعى وزارة السياحة منذ سنة ,2005 إلى تطبيق برنامج تنموي يأخذ بالسياحة الصحراوية كمورد أساسي للاقتصاد الوطني، ولاسيما التنمية المحلية لمنطقة الجنوب التي تزخر بثروة سياحية هائلة، إلا أن عراقيل على رأسها بيروقراطية التسيير ومشاكل العقار، إضافة إلى مخاطر النشاط الإرهابي الذي يستهدف اختطاف السياح بالصحراء، عرقل تطوير النشاط السياحي الصحراوي والاستفادة من عائداته.