كشفت تقارير إعلامية، أن العلاقات بين أكبر حزبين داخل الحكومة المغربية ازدادت توترا، بعد أن تمسك حزب الاستقلال بضرورة إجراء تعديل وزاري، في حين قال عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية إن حزبه لن يخضع للابتزاز والضغط ولن يخشى شيئا، وعلى من يريد أن يفسد الأجواء داخل الحكومة أن يتحمل مسئولياته. واختار كل من ابن كيران وحميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، اجتماعين منفصلين في الرباط للحديث عن الأزمة داخل الحكومة الائتلافية التي يقودها العدالة والتنمية ويشارك فيها ثلاثة أحزاب أخرى، حيث قال ابن كيران في اجتماع أمام أعضاء المجالس البلدية لحزبه إنه إذا قدر للمناورات أن تبعد الحزب من رئاسة الحكومة فإنه لن يكترث لذلك، لكنه بالمقابل سيواصل عمله في إجراء إصلاحات تحتاجها البلاد، ولا يمكن التراجع عنها، وأضاف أن الحكومات السابقة لم تجرؤ على الاقتراب من هذه الإصلاحات، وشدد ابن كيران على القول إنه يحظى بثقة الملك والشعب، لكن إذا طلب منه الملك أن يغادر منصبه فسيفعل ذلك، وسيبقى سياسيا مع الملك سواء كان في الحكومة أو المعارضة. وفي غضون ذلك، قال شباط في وقت سابق خلال لقاء مع نقابيين موالين لحزبه في الرباط من موظفي وزارة المالية، إن تعديل الحكومة أمر حتمي، وأضاف أن التعديل آت ولا ريب في ذلك، وأشار شباط إلى أن حزبه سيطالب بأن يتولى وحده وزارة المالية، الموزعة حاليا بين حزبي العدالة والتنمية والاستقلال. يذكر أن حزب الاستقلال يتولى ست حقائب وزارية بالمغرب، هي المالية والاقتصاد والتعليم والجاليات المغربية والطاقة والمعادن والصناعة التقليدية، إضافة إلى وزير في وزارة الخارجية. وكان الحزب دعا في مذكرة رسمية إلى تعديل الحكومة، وأفادت مصادر حزبية في الرباط بأنه أمهل ابن كيران ثلاثة أشهر لإجراء هذا التعديل، وأشارت المصادر ذاتها إلى أن حزب الاستقلال لا يرغب في الانتقال إلى المعارضة لكنه يلوح بهذه الولاية للضغط على حزب العدالة والتنمية. جدير بالذكر، أن المئات من المغربيين شاركوا في مسيرة احتجاجية دعت إليها حركة »20 فبراير« المعارضة أول أمس، في العاصمة المغربية الرباط، للمطالبة بإصلاحات وتحقيق العدالة الاجتماعية، تضمنت أيضًا الدعوة إلى التظاهر في 20 فيفري المقبل. ورفع المحتجون شعارات ضد الحكومة وحزب العدالة والتنمية الإسلامي، الذي يقود التحالف الحاكم في البلاد، وانتقد محمد المسير، عضو تنسيقية حركة »20 فبراير« في الرباط، في تصريح صحافي على هامش المسيرة، الأوضاع الحالية في المغرب، معتبرًا أن كل المؤشرات تفيد بأن حالة المغرب تزداد كارثية من بؤس، وحرمان، وبطالة، بحد قوله. وتابع أن الحكومة لم تلتزم بوعودها، كما أن شيئا لم تغير في البلاد منذ 20 فيفري ,2011 تاريخ بداية احتجاجات الحركة، كما اتهم المسير كذلك الحكومة المغربية بقمع واعتقال مناضلي الحركة، وتحريك متابعات قضائية في حقهم.