دق مختصون ناقوس الخطر لانتشار ظاهرة الأطفال الغير شرعيين والأمهات العازبات في الجزائر، حيث دعا هؤلاء السلطات العليا إلى وضع سياسة وطنية للتقليل من الظاهرة، مؤكدين أن عوامل انتشارها تعود إلى شبكات الدعارة، التفكك الأسري، وضعف الوازع الديني في المجتمع، ناهيك عن غياب التربية الجنسية داخل الأسرة، مطالبين في ذات السياق إلى إدراج هذه الأخيرة في البرامج التعليمية. أرجع باحثون جامعيون ومختصون في علم النفس والإجتماع في ملتقى وطني حول الطفولة المسعفة أسبابها وعلاجها نظمته جامعة والأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقصر الثقافة مالك حداد بقسنطينة، انتشار ظاهرة الأطفال الغير شرعيين في الجزائر إلى عوامل كثيرة منها وجود خلل في مفهوم العلاقات بين الجنسين في العمل والدراسة،Åوتأثير الثقافة الغربية الواردة إلى المجتمع عن طريف الهوائيات والتي تبث برامج تشجع على ربط العلاقات بين الجنسين، كذلك غياب الرقابة الأبوية داخل الأسرة، معتبرين ما اصطلح به على هؤلاء ب ) اللقطاء، أبناء الحرام، أبناء الدولة( وغيرها من الأسماء والصفات التي يطلقها المجتمع وحتى النخبة منهم على الأطفال الغير شرعيين يساعد في انهيار نفسية الطفل، بحيث قد يجد صعوبة في الاندماج في المجتمع وقد يصبح ناقما عليه، وهذا ما يؤدي به إلى ولوج عالم الإنحراف. وركز بعض المتدخلين على وضع الأطفال الغير شرعيين داخل مركز إيواء الطفولة المسعفة و غياب أدني شروط الحماية والنظافة، مثلما هو الشأن بالنسبة لمركز وادي سوف، وهو ما أكدت عليه الدكتورة نبيلة بن يوسف من جامعة مولود معمري ولاية تيزي وزو التي قدمت قراءة تحليلية في إحصائيات مراكز الطفولة المسعفة منذ الإستقلال إلى سنة ,2012 حيث كشفت الحالة المزرية التي يعيشها أطفال هذه المراكز، بسبب الاكتظاظ، وحسب المتحدثة فإن نسبة 45 و 75 بالمائة من الذين يسيرون هذه المراكز هم أخصائيين في علم النفس والإجتماع ومربيات متربصات، وأن هذه المراكز تسير بميزانية محدودة لا تستجيب لحاجيات الطفل، ففيما كانت ميزانية الطفل الواحد في 1997 تقدر بحوالي 40 دينار، وصلت في سنة 2000 إلى 552 دينار، ومازالت إلى غاية اليوم، بالإضافة إلى قدم الأجهزة. كما كشفت المحاضرة تعامل بعض العقليات المتحجرة مع هذه الشريحة، وكمثال فقد رفض أهل وادي سوف أن ينجز في مدينتهم مركزا لإيواء الأطفال الغير شرعيين، وأن بعض الحالات ما تزال موجودة بمستشفى الجامعة طفل عمره أكثر من 07 أشهر( وطفل آخر مسعف من ذوي الاحتياجات الخاصة عمره 07 سنوات يقيم بمستشفى المغير بنفس الولا ية، مضيفة أن أعيان المدينة دخلواÅفي صراع مع السلطات عندما علموا بمشروع فتح مركز في مارس ,2013 على أساس أن هؤلاء الأطفال جيء بهم من ولايات أخرى، أو أن نساء لجأن لوضع حملهن في الولاية، وعن مركز الأبيار كشفت المحاضرة أنهذا الأخير تكفل ب: 250 طفل في ,2011 و 2270 آخر في ,2012 أمام من جانب النظافة وصفتها المتحدثة بالمنعدمة تماما، مشيرة إلى حادثة تعرض 07 أطفال رضعلعضات الجرذان وتوفوا بسبب ذلك. ومن جهتها كشفت الدكتور سليمة قاسي من جامعة أم البواقي في محاضرة لها حول: » ظاهرة الأمهات العازبات كخلفية في تفشي الطفولة المسعفة في المجتمع الجزائري«، أن 5000 أم عازبة تم إحصائها في ,2006 و45 ألف حالة من الأطفال الغير شرعيين تسجل سنويا في الجزائر، كما تم التكفل ب 24 ألف حالة من مجموع 29 ألف حالة ولدوا في العشرية السوداء، و 33 ألف أم عازبة من طرف الدولة،Åهذه الأرقام تقول الدكتورة سليمة قاسي تجعلنا ندق ناقوس الخطر ونحذر من تفاقم الظاهرة.