كشفت الدكتورة سواق، مسؤولة في مصلحة الطب الشرعي وحفظ الجثث بالمستشفى الجامعي لوهران، عن ارتفاع عدد الرضع غير الشرعيين المستقبلين من طرف المصلحة مقارنة بالسنوات الفارطة، حيث كانت تستقبل 4 حالات في ظرف ثلاثة أشهر قالت الدكتورة سواق إن مصلحة الطب الشرعي بمستشفى وهران تستقبل حاليا جثث 6 أطفال غير شرعيين شهريا، بعد قتلهم بالاستعانة بأكياس بلاستيكية، مشيرة إلى أن العديد من الأمهات يصلن إلى مصلحة الولادة بالمستشفى في حالة صحية متدهورة لوضعهن الرّضع في ظروف غير ملائمة يرافقها عادة نزيف دموي خطير، مؤكدة أن العديد منهن يهربن بعد امتثالهن للشفاء. وأضافت ذات المتحدثة أنه بعد جلب الضحية إلى مصلحة حفظ الجثث يطلب جهاز الأمن أخذ عينات للرضع لإجراء تحاليل على الحمض النووي الخاص به، في محاولة للتعرف على والديه. وأشارت الدكتورة إلى أن جثث هؤلاء الرضع يتم العثور عليها عادة بالقرب من المزابل العشوائية المتوزعة في الشوارع، أو أسفل سلالم العمارات. من جهتها، أفادت مصادر مطلعة ل”الفجر” أن مراكز الطفولة المسعفة شهدت السنة الماضية استقبال 28 طفلا حديث الولادة، وتم التكفل بهم في ظرف زمني قصير هذا بالنسبة للأطفال الذين يتم استقبالهم. وأضافت ذات المصادر أن الرضع الذين يتم رميهم يفوق عددهم بكثير الرقم المعلن عنه، في حين وصل عدد الأمهات العازبات بالولاية حسب عدد من الحركات الجمعوية إلى أكثر من 300 أم عازبة تترددن على مكاتب الجمعيات للحصول على مساعدة. وتقول رئيسة جمعية نور الخيرية إن العديد من الأمهات العازيات اخترن طريق الانحراف سبيلا لهن خاصة أن الكثير منهن تم لفظهن من قبل عائلاتهن ولم يجدن مكانا يأويهن إلا الشارع، منهن من تتسوّلن بأطفالها ومنهن من يلتحقن ببيوت الدعارة وأخريات يتخلين عن أطفالهن لدور الأيتام لتتكفل بهم الدولة. وترى المتحدثة أن المدة التي تتكفل خلالها وزارة التضامن بهؤلاء الأمهات والمقدرة ب6 أشهر، تحصل فيها على منحة شهرية تقدر بأزيد من 11 ألف دج، “لأنه بمجرد انتهاء هاته المهلة لا تجد الأم ممولا آخر إلا الانحراف، في ظل غياب فرص العمل والبطالة الخانقة التي يعاني منها كل الجنسين”.