انطلقت، أمس، بمناسبة فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الجزائر الدولي للمسرح، أشغال الملتقى العلمي ''السرديات وفنون الأداء '' التي يحتضنها الشاطئ الأزرق بزرالدة إلى غاية يوم 21 من أكتوبر الجاري. يتجدد الموعد مع رواد المشروع المعرفي الذي تحمله مختلف الفعاليات المسرحية الوطنية التي تهدف للتأسيس لفكر مسرحي أصيل له أدواته وخطابه ولغته في غمار باقي التجارب العالمية، من خلال مناقشة إشكاليات المسرح الجزائري والمغاربي والعربي وحضور القضية الفلسطينية في المنجز المسرحي العربي، فضلا عن تجربة المسرح الإفريقي ورهاناته. وضمن مواصلة إستراتيجية إثارة الإشكاليات التي تؤرق راهن الممارسة المعرفية في مجال المسرح اختار منظمو هذا الموعد المسرحي ذي الصبغة الدولية طرح إشكالياته عبر اشراك نخبة من الدكاترة المختصين في الحقل المسرحي. وقد خصص القائمون على الملتقى ثلاثة محاور وهي ''الغناء الملحمي والشعر الحكائي من البلوز إلى السلام'' التي يترأس جلستها الدكتور بوول بولس مطر، حيث ستنصب المداخلات على استعراض مختلف الأشكال التعبيرية والمسرحية التراثية المتجذرة في المجتمعات الإنسانية باختلافها ضمن نماذج محلية على، غرار ''الأشويق'' المنتشر في منطقة القبائل وفن ''الإمزاد'' كشكل موسيقى تراثي مرتبط بكينونة الصحراء ورحابتها وكلغة مفعمة بالحنين والأنين لا تمارسه سوى النساء. ومن المداخلات ''البعد التمثيلي في حلقات المداحين'' للدكتور عبد الحميد بورايو، ''الغناء الملحمي والشعر الحكائي'' للبروفيسور أنورا أوقيسي من البنين، ''المداح فضاؤه وخطابه في نصوص ولد عبد الرحمان كاكي'' للدكتور بن شهيدة منصور، ''السرد والخيال بين الكتابة الركحية ومسرح الدراما الجديد'' للدكتور محمد سيف من فرنسا، ''حول ديوان المجذوب'' للدكتور عبد الرحمان بن زيدان من المغرب وستتخللها شهادات حية لكل من الباحثة فريدة سلال وزهيرة طريحة. فيما ستتناول مداخلات المحور الثاني ''المسرح والتاريخ.. هوية.. ذكريات وصور وحكايات''، إشكاليات ''ارتجال الواقع تراكمية التجربة وفخ الإبداع'' للمخرج الفلسطيني كامل الباشا، ''التجليات الدرامية في السرد العربي القديم'' للأستاذ غنام غنام من الأٍردن، فضلا عن مداخلات المخرج خالد الرويعي من البحرين والدكتور علي عواد من العراق وأحسن ثليلاني من الجزائر. فيما خصص المحور الثالث لتأطير ''المسرح والمجتمع تحذير أم ترفيه؟ التي يترأسها الأستاذ إبراهيم نوال وينشط مداخلاتها المخرج البلجيكي كريستوف كوتري، البروفيسور بولس مطر من لبنان، الدكتور خالد أمين من المغرب، الدكتورة جميلة مصطفى الزقاي، الدكتور حافظ جديدي والحكواتي سعيد رمضاني. وتختتم الأيام الدراسية التي نشطها المنسق عبد الناصر خلاف بقراءة توصيات وتوزيع الشهادات على المشاركين.