حظي رئيس البرلمان الألماني نوربير لاميرت خلال زيارته أمس الجزائر باستقبال كبار المسؤولين بالدولة، حيث تمحورت المحادثات الثنائية حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والوضع بمنطقة الساحل وآليات مكافحة الإرهاب. استقبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس، بإقامة جنان المفتي رئيس البرلمان الألماني نوربير لاميرت. وجرى الاستقبال بحضور وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي ورئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة. كما استقبل الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس، رئيس البرلمان الألماني نوربير لاميرت الذي يقوم بزيارة إلى الجزائر. وأشار بيان لمصالح الوزير الأول أنه تم أثناء هذا اللقاء -الذي جرى بحضور وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي- تناول واقع العلاقات الثنائية، وكذا سبل ووسائل تعزيزها. وتم بهذه المناسبة استعراض القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك إلى جانب الاتفاق على دعم الحوار بين البلدين. من جانبه أجرى رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح محادثات مع رئيس البرلمان الألماني )البندستاغ(. وجرت المحادثات بمقر المجلس بحضور أعضاء وفدي البلدين. وتمحورت حول سبل تدعيم العلاقات السياسية والاقتصادية والبرلمانية بين الجزائروألمانيا التي عرفت حركية متنامية خلال السنوات الأخيرة. وحسب بيان للمجلس فقد عبر الطرفان على ضرورة رفع العلاقات القائمة بين البلدين إلى مستويات أفضل لاسيما في مجالات واسعة تجارية واقتصادية وثقافية يمكن أن يشملها التعاون. وعلى المستوى البرلماني تم التطرق -حسب نفس المصدر- إلى ضرورة تعميق التشاور والتنسيق بين البرلمانيين في المحافل والهيئات الدولية. في سياق متصل أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة أن العلاقات بين الجزائروألمانيا قديمة وعميقة ومتينة، معربا عن أمنيته في أن يرقي التعاون الثنائي إلى مستوى العلاقات السياسية الجيدة. وجاء في بيان للمجلس أن ولد خليفة أوضح خلال المحادثات التي أجراها مع رئيس البرلمان الألماني بمقر المجلس أن متانة هذه العلاقات تعكسها الزيارات التي تبادلها مسؤولو البلدين على أعلى المستويات، مذكرا على وجه الخصوص بزيارتي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى ألمانيا في العشرية الماضية. و في نفس السياق ذكر رئيس المجلس الشعبي الوطني أن مجالات التعاون بين البلدين متعددة وأن التعاون مع ألمانيا مرغوب ومطلوب، معربا عن أمنيته في أن يرقي هذا التعاون إلى مستوى العلاقات السياسية الجيدة ولاسيما وأن ألمانيا التي هي الشريك الإقتصادي الخامس للجزائر من حيث حجم المبادلات التجارية. من جهة أخرى أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني دور البرلمانيين في تدعيم العلاقات بين البلدين مشيرا إلى تجديد المجموعة البرلمانية للصداقة مع ألمانيا قريبا لتكون إطارا جيدا لتدعيم التشاور حول مجالات التعاون و تنسيق المواقف حول الملفات الكبرى مثل محاربة الإرهاب و السعي من أجل تجريم تقديم الفدية التي تعتبر أكبر مصادر تمويل الإرهاب. كما جدد ولد خليفة موقف الجزائر مما يدور في مالي و حرصها على وحدة تراب هذا البلد داعيا إلى ضرورة حل القضايا الخلافية بالحوار. وجدّد أيضا رفض الجزائر للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول ودعمها لحق الشعوب في اختيار نموذج الحكم الذي تراه مناسبا لها. من جانبه وصف لامرت علاقات بلاده بالجزائر بالممتازة، مؤيدا ضرورة تعميقها على المستويين السياسي والاقتصادي لتعكس ثقل الجزائر في محيطها المغاربي وثقل ألمانيا في محيطها الأوروبي. وأعرب أيضا عن استعداد بلاده لتنويع علاقاتها مع الجزائر لتشمل كل مجالات التعاون الاقتصادي مؤكدا على توافق الرؤى بين البلدين حول الكثير من القضايا الدولية وسبل معالجتها. كما استقبل عبد المالك قنايزية الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني أمس بمقر وزارة الدفاع الوطني، آلك هوف نائب في البرلمان الفيدرالي الألماني وعضوة في لجنة الدفاع رفقة توماس ترستيجن وزير مستشار ومكلف بقضايا. وأوضح بيان لوزارة الدفاع الوطني أن هذا اللقاء سمح بإجراء محادثات سياسية حول الوضعية الأمنية بمنطقة الساحل وعلى الخصوص بمالي.