أكد مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالشؤون الأمنية عبد الرزاق بارة عزم الدول الإفريقية الثابت لمواجهة آفة الإرهاب خاصة في ظل التهديدات التطورات الأمنية خطيرة التي تشهدها المنطقة.حيث دعا دول شمال إفريقيا والساحل إلى الوقاية من الإرهاب والتصدي له خاصة في أوساط الشباب، محذرا في السياق ذاته من انتشار التطرف الديني داخل السجون. قدم مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالشؤون الأمنية مداخلة مطولة خلال الورشة التقنية الإقليمية لبلدان شمال إفريقيا ومنطقة الساحل حول »إعادة تأهيل وإدماج الإرهابيين والمتطرفين المسجونين في شمال إفريقيا والساحل«، التي احتضنها أمس المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب بالمحمدية.ولخصت المداخلة الغنية تجربة الجزائر في مواجهة الإرهاب، حيث قال بارة »إن الجزائر بفعل مواجهتها المباشرة مع الإرهاب قد تزودت في مرحلة مبكرة بمجموعة من القوانين للتصدي لهذه الجريمة العابرة للأوطان«، موضحا أمام ممثلين عن دول شمال إفريقيا والساحل بأن »الجزائر سنت تلك القوانين »طبقا لنظامها الدستوري ووفقا للمعايير وللقواعد الدولية المعمول بها في هذا الشأن«. وسجل مستشار رئيس الجمهورية في هذا السياق الحرص الذي أولته الدولة الجزائرية في محاربتها للإرهاب الأعمى لتعديل منظومتها القانونية وتكييفها مع التطورات التي شهدتها الظاهرة على مدار عقود، حيث قال »إن الجزائر ما انفكت تكيف أنظمتها القانونية والقضائية بما يجعلها أكثر فعالية لتحقيق الغرض المنشود في مواجهة التطرف العنيف«. وتطرق بارة إلى سياسة المصالحة الوطنية التي اعتمدتها الجزائر في ,2005 لطي صفحة المأساة الوطنية، موضحا بأن الجزائر سطرت »سياسات المصالحة لمواجهة منهجية التصادم وسطرت برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية الموجهة إلى الفئات الشبانية«، وكذا »إشراك ضحايا الإرهاب وذوي حقوقهم في سعيها لبناء مقاربة شاملة لمكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب«. وعلى هامش الورشة التقنية الإقليمية التي احتضنتها الجزائر بالتنسيق مع المعهد الإقليمي للأبحاث التابع للأمم المتحدة حول الجريمة والعدالة، حذر مستشار رئيس الجمهورية من انتشار التطرف الديني في أوساط المساجين، موضحا أن »السجون تشجع انتشار نماذج وانحرافات تدفع بالشباب نحو التطرف العنيف انطلاقا من تصور أو تأويل خاطئ لرسالة دينية«. وتابع يقول »لقد سجلنا بالسجون توسع انتشار نماذج وانحرافات تشجع عددا من الشباب على التطرف العنيف انطلاقا من تصور أو تأويل خاطئ لرسالة دينية«. وقال بارة إن »الانحراف نحو العنف الإرهابي على أساس طائفي يتم من خلال مجموعة من المراحل، حيث يتم استهداف الأشخاص أو المجموعات المعنيين اعتمادا على ضعف شخصيتهم أمام رسالة التطرف والأصولية«وأردف أن »هذا الانحراف يتم أيضا من خلال توجيه خطاب احتقار للحياة البشرية والمبادئ العالمية وكذا تمجيد القوة والعنف والشراسة«.من جهة أخرى صرح مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الأمنية أن الجزائر »بادرت منذ وقت بعدة برامج لمواجهة التهديد الإرهابي«، مذكرا في هذا الصدد بوضع سياسات للمصالحة الوطنية التي سمحت لاسيما بإطلاق سراح السجناء المتورطين في قضايا إرهاب والذين »لم يحملوا السلاح مرة أخرى« حسب قوله. واستغل مستشار الرئيس بوتفليقة هذا الملتقى الإقليمي ليوجه رسالة أكد فيها »عزم الدول الإفريقية الثابت لمواجهة آفة الإرهاب خاصة وأنه يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تهديدا وتطورات أمنية خطيرة«، معتبرا أن مسائل الوقاية من الإرهاب تطرح سلسلة من الإشكاليات وهي تتطلب أجوبة واضحة من شأنها التصدى لهذه الظاهرة التي تفضي إلى انحراف عدد من الأشخاص خصوصا لدى فئة الشباب نحو التطرف الديني.وأوضح بارة أن الورشة -التي نظمت بمقر المركز الإفريقي للدراسات والبحث حول الإرهاب بالجزائر العاصمة- تشكل »فرصة سانحة للوفد الجزائري ليتقاسم مع المشاركين خبرته في مجال مكافحة التطرف العنيف والوقاية منه في إطار المقاربة المتكاملة التي انتهجتها الجزائر لمواجهة هذه الآفة«.وتنصب أشغال الورشة على رصد وعرض تجارب الدول المعنية والمتعلقة بالخطط والوسائل المعتمدة للحيلولة دون رجوع المتطرفين العنيفين المحبوسين إلى سالف أعمالهم الإجرامية بعد خروجهم من السجون والتخلي عن الأفكار والمرجعيات التي يتغذون منها كما تسعى الأشغال, التي تواصلت أمس في جلسة مغلقة، للتطرق إلى جملة من المقاربات النفسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية التي تعمل على تطويرها المعاهد الدولية المتخصصة ومراكز البحث العلمية لدعم السياسات العمومية في ميدان مكافحة التطرف العنيف.