أجرت السلطات التونسية اختبارا على مقعد الدراجة التي استعملها المشتبه الرئيسي في قضية اغتيال السياسي شكري بلعيد، وعثرت على شعرات من فروة الرأس تبين أنها له، حيث أكدت الأبحاث أنه نزع قبعة صوفية أثناء فراره بعد تنفيذ الجريمة. وبحسب ما نشرته صحيفة »الصباح« التونسية، أكد المشتبه به الثاني في قضية الاغتيال أن المنفذ الأصلي للجريمة وصل لموقع الجريمة على متن سيارة ثم ترجل باتجاه السيارة التي كان يركبها شكري بلعيد، وأطلق نحوه رصاصات وهو في حالة ارتباك قصوى لعدم خبرته في الرماية، حتى إنه أجبر على إطلاق 6 رصاصات حتى تمكن من إصابته في مقتل قبل أن يفر نحو الدراجة النارية التي كان يقودها المشتبه به الثاني، وهو في حالة ارتباك أيضا، حسب المعطيات التي تحدّثت عنها الجريدة. ونجح المحققون في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، في العثور على السيارة المستعملة في الجريمة وحجزها، وقامت قوات الأمن بعدها بمداهمة محل إقامة عائلة المشتبه به الرئيسي في قضية اغتيال السياسي شكري بلعيد، الكائن بوادي مليز من ولاية جندوبة ولم يعثروا عليه، وقاموا باصطحاب والده وشقيقه وحجزوا هواتف محمولة لأفراد عائلته، بهدف رصد مكالمات قد تكون أجريت بين المشتبه به وأفراد عائلته، غير أنه لم يتسن لهم الحصول على معطيات إضافية تحدد وجهة المشتبه به المدعو »ك.ق« وهو من مواليد 18 ماي .1979 وأضافت المصادر، أن معلومات أشارت إلى إمكانية فرار المشتبه به الرئيسي في الجريمة إلى الجزائر بعد علمه بإيقاف شريكه، وهو ما دفع السلطات الأمنية لتأمين النقاط الحدودية غير المراقبة لتضييق الخناق عليه، إضافة إلى التنسيق مع السلطات الجزائرية. تجدر الإشارة إلى أن وزير الداخلية التونسي علي العريض، أكّد في مؤتمر صحفي في وقت سابق، أن التقارير التي تحدّثت عن ضلوع جزائريين في عملية اغتيال المعارض شكري بلعيد، لا أساس لها من الصحة. في سياق ذي صلة، أكّدت رئاسة الجمهورية التونسية أمس، أن الرئيس المؤقت محمد المنصف المرزوقي، خضع للاستجواب الخميس، من قبل قاضي التحقيق بقضية اغتيال القيادي بالمعارضة، شكري بلعيد، والذي قُتل في هجوم أمام منزله الشهر المنصرم. وذكر بيان لرئاسة الجمهورية، بحسب ما أوردت وكالة تونس أفريقيا للأنباء، أن المرزوقي استقبل صباح الخميس، قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس، والذي استمع إلى رئيس الجمهورية كشاهد في قضية اغتيال بلعيد، الذي أثار مقتله أزمة سياسية حادة، دفعت بالحكومة المؤقتة إلى تقديم استقالتها. وأشارت تقارير إعلامية إلى أن استجواب المرزوقي جاء على خلفية تصريحات أدلى بها عبد المجيد بلعيد، شقيق شكري، مؤخراً، أفاد فيها بأن رئاسة الجمهورية أبلغت شقيقه بأنه مهدد بالقتل، وعرضت توفير حراسة شخصية له، إلا أنه رفض العرض خوفاً من أن يكون الهدف منه هو مراقبة تحركاته.