أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح بنواكشوط أن مكافحة الإرهاب تقتضي تبني مبدأ رئيسي يوجه عمل كل بلد من المنطقة يتمثل في تولي المهام بالاعتماد أولا على قواته المسلحة الوطنية ثم على دعم ومساعدة وتعاون البلدان المجاورة لا سيما في مجال الاستعلام كما حذر من خطر تورط دول المنطقة الفرعية للساحل في نزاعات لا متناهية قد تفكك نسقها الاجتماعي. قال الفريق قايد صالح في كلمة ألقاها في اجتماع رؤساء أركان الدول الأعضاء في لجنة الأركان العملياتية المشتركة التي تضم الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر، يوم الأربعاء الفارط، أن هذه المرحلة الصعبة في تاريخ منطقتنا تبرز عند الحاجة ضرورة لا مناص منها للتشاور الدائم حول المسائل ذات الاهتمام المشترك. وأضاف في نفس السياق أن هذه المرحلة تبين الأهمية القصوى بل الحيوية لرص صفوفنا والعمل على تجانس مقارباتنا وإيجاد أنسب السبل والوسائل الكفيلة بمواجهة التحديات المتعددة التي تعترض منطقتنا الفرعية، مؤكدا أن التزامنا يجب أن يكون بمستوى أهمية التحدي المتمثل في منع منطقتنا الفرعية من التورط في نزاعات لا متناهية تفكك النسق الاجتماعي وفي خضم حديثه عن واقع المنطقة تطرق الفريق قايد صالح إلى الأزمة التي تمر بها دولة مالي، معربا عن أمله في أن تتجه أزمة هذا البلد إلى انفراج مرضي يضمن له سلامة وحدته الترابية ووحدة والتحام شعبه ويجنب المنطقة برمتها خطر كارثة إنسانية حقيقية. ونوه المتحدث في نفس الإطار بالجيش المالي في مواجهة هذا التحدي، مؤكدا يقينه بأن القوات المسلحة المالية ستعرف كيف تكون بمستوى هذه المهام النبيلة وستتمكن من استعادة وحدتها الترابية برص صفوفها و تضافر جهودها بالموازاة مع العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي ستقوم به القوى الحية لدولة مالي في سبيل الاسترداد النهائي لوحدتها الوطنية وتبوء المكانة اللائقة بها في محافل الأمم كما ذكر بأن مكافحة الإرهاب تقتضي تبني مبدأ رئيسي يوجه عمل كل بلد من المنطقة يتمثل في تولي المهام بالاعتماد أولا على قواته المسلحة الوطنية ثم على دعم و مساعدة و تعاون البلدان المجاورة لا سيما في مجال الاستعلام. وبعد أن ثمن آليات التعاون والتنسيق من أجل مكافحة الإرهاب، أكد الفريق قايد صالح على أن لجنة الأركان العملياتية المشتركة تعد بالفعل الهيئة الأنسب للاضطلاع بمهمة التعاون والتنسيق لا سيما فيما يخص تبادل الاستعلام الذي يعتبر العنصر الأساسي الضروري في مكافحة الإرهاب و الجريمة المنظمة وبخصوص الاجتماع، أشار الفريق قايد صالح أنه يمثل قبل كل شيء سانحة ينبغي اغتنامها لإعداد حصيلة للوضع الأمني السائد في بلدان المنطقة ولمشاركة التحاليل المستقبلية لتطوراته لدى البعض و البعض الآخر وأيضا لتحديد أو مناقشة النشاطات التي يتعين تخطيطها و تنفيذها في إطار لجنة الأركان العملياتية المشتركة التي تشكل -كما قال- آليتنا لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. وأضاف أن هذا الاجتماع الذي خصص لتقييم ودراسة الوضع الأمني السائد بمنطقة الساحل ولتبادل التحاليل والمعلومات حول التطورات المسجلة على صعيد مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، يأتي ليؤكد مرة أخرى إرادتنا المشتركة وإصرارنا على العمل معا لمكافحة الإرهاب، كما أنه ينعقد في وقت مناسب يميزه عدم الاستقرار السياسي والأمني الذي تمر به منطقتنا. للإشارة، شكلت زيارة الفريق قايد صالح إلى نواكشوط من جهة أخرى مناسبة لتسليم رئاسة مجلس رؤساء أركان البلدان المعنية بين رئيس الأركان الوطنية لجمهورية موريتانيا الإسلامية المنتهية عهدته ورئيس أركان الجيوش النيجيرية الذي سيتولى رئاسة المجلس لمدة سنة.