حذر رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح اليوم ، بنواكشوط من خطر تورط دول المنطقة الفرعية للساحل في نزاعات لا متناهية قد تفكك نسقها الإجتماعي مبرزا في ذات الشأن ضرورة التشاور الدائم و رص الصفوف لمواجهة التحديات الراهنة التي تشهدها المنطقة و قال الفريق قايد صالح في كلمة ألقاها في إجتماع رؤساء أركان الدول الأعضاء في لجنة الأركان العملياتية المشتركة التي تضم الجزائر و مالي و موريتانيا والنيجر أن "هذه المرحلة الصعبة في تاريخ منطقتنا تبرز عند الحاجة ضرورة لا مناص منها للتشاور الدائم حول المسائل ذات الإهتمام المشترك، و أضاف في نفس السياق أن هذه المرحلة تبين الأهمية القصوى بل الحيوية لرص صفوفنا و العمل على تجانس مقارباتنا و إيجاد أنسب السبل و الوسائل الكفيلة بمواجهة التحديات المتعددة التي تعترض منطقتنا الفرعية مؤكدا أن "إلتزامنا يجب أن يكون بمستوى أهمية التحدي المتمثل في منع منطقتنا الفرعية من التورط في نزاعات لا متناهية تفكك النسق الإجتماعي، و في خضم حديثه عن واقع المنطقة تطرق الفريق قايد صالح إلى الأزمة التي تمر بها دولة مالي معربا عن أمله في أن تتجه أزمة هذا البلد إلى إنفراج مرضي يضمن له سلامة وحدته الترابية و وحدة و التحام شعبه و يجنب المنطقة برمتها خطر كارثة إنسانية حقيقية، و نوه في نفس الإطار بالجيش المالي في مواجهة هذا التحدي مؤكدا يقينه بأن "القوات المسلحة المالية ستعرف كيف تكون بمستوى هذه المهام النبيلة و ستتمكن من استعادة وحدتها الترابية برص صفوفها و تضافر جهودها بالموازاة مع العمل السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي الذي ستقوم به القوى الحية لدولة مالي في سبيل الإسترداد النهائي لوحدتها الوطنية و تبوء المكانة اللائقة بها في محافل الأمم". كما ذكر بأن مكافحة الإرهاب تقتضي تبني مبدأ رئيسي يوجه عمل كل بلد من المنطقة يتمثل في تولي المهام بالإعتماد أولا على قواته المسلحة الوطنية ثم على دعم و مساعدة و تعاون البلدان المجاورة لا سيما في مجال الإستعلام. و بعد أن ثمن آليات التعاون و التنسيق من أجل مكافحة الإرهاب أكد الفريق قايد صالح على أن "لجنة الأركان العملياتية المشتركة تعد بالفعل الهيئة الأنسب للإضطلاع بمهمة التعاون و التنسيق لا سيما فيما يخص تبادل الإستعلام الذي يعتبر العنصر الأساسي الضروري في مكافحة الإرهاب و الجريمة المنظمة، و بخصوص الإجتماع أشار الفريق قايد صالح أنه يمثل قبل كل شيء سانحة ينبغي إغتنامها لإعداد حصيلة للوضع الأمني السائد في بلدان المنطقة و لمشاركة التحاليل المستقبلية لتطوراته لدى البعض و البعض الآخر و أيضا لتحديد أو مناقشة النشاطات التي يتعين تخطيطها و تنفيذها في إطار لجنة الأركان العملياتية المشتركة التي تشكل -كما قال- "آليتنا لمكافحة الإرهاب و الجريمة المنظمة". و أضاف ان هذا الإجتماع الذي خصص لتقييم ودراسة الوضع الأمني السائد بمنطقة الساحل ولتبادل التحاليل والمعلومات حول التطورات المسجلة على صعيد مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة يأتي "ليؤكد مرة أخرى إرادتنا المشتركة و إصرارنا على العمل معا لمكافحة الإرهاب كما أنه ينعقد في وقت مناسب يميزه عدم الإستقرار السياسي والأمني الذي تمر به منطقتنا". للإشارة شكلت زيارة الفريق قايد صالح إلى نواكشوط من جهة اخرى مناسبة لتسليم ة مجلس رؤساء أركان البلدان المعنية بين رئيس الأركان الوطنية لجمهورية موريتانيا الإسلامية المنتهية عهدته و رئيس أركان الجيوش النيجيرية الذي سيتولى رئاسة المجلس لمدة سنة.