حذّر نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي من الانهيار الكامل للدولة السورية، ما لم يتم القيام بتحرك سريع لإنقاذها، وقال في حديث خاص صحفي إن الموضوع السوري له أولوية مطلقة للجميع، مؤكدا أن القمة العربية شددت على الحل السلمي وتتمسك به. رفض بن حلي، وجهة النظر القائلة بأن حصول المعارضة على مقعد سوريا بالجامعة العربية يقضى على فرص الحل السياسي، منددا بمواقف بعض الدول الدائمة العضوية فى مجلس الأمن التي تنتقد أو تبدى عدم ارتياحها من قرار القمة بإعطاء مقعد سوريا للمعارضة. وأضاف نائب الأمين العام للجامعة العربية أنه مازالت هناك فرص وحلول يمكن أن يعمل المبعوث العربى والأممي لسوريا الأخضر الإبراهيمي من خلالها، ولا ينبغي القول إن الوقت انتهى، وأغلق الباب على الحل السلمي، مشيرا إلى أن موضوع سوريا ليس أزمة داخلية، وإنما أصبحت إقليمية ودولية، ولا بد أن يتحمل الجميع مسؤولية الحل السياسي. من جهته، بحث مبعوث السلام الأممي العربي المشترك إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، أمس، بالعاصمة المصرية القاهرة الملف السوري مع حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني في وقت نفى فيه رئيس الائتلاف الوطني السوري المستقيل أحمد معاذ الخطيب إبلاغه أي جهة عن موعد مغادرته أو بقائه في منصبه. وكان الخطيب نفى ذكره لأية جهة حول بقائه أو مغادرته صفوف الائتلاف، وأضاف أن ما قاله إنه سيتابع واجبه في العمل حتى يناقش موضوع استقالته في الهيئة العامة للائتلاف، ويأتي نفي الخطيب هذا بعدما صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند بأن الخطيب سيواصل ولايته المحددة بستة أشهر على رأس الائتلاف. لكنّ النظام السوري تعهد بالدفاع عن العاصمة دمشق حتى الرمق الأخير، وذكرت تقارير صحفية أمس، أن هذا التعهد جاء على لسان وزير الإعلامي السوري عمران الزعبي، عقب تكثيف الجيش الحرّ من حدة هجومه على دمشق، واستهدافه أحياء جديدة وطرقا رئيسية. وكان الجيش الحر قد أعلن أنه نجح فى عزل درعا، بعد أن تمكن من السيطرة على حواجز للنظام على الطريق الدولي الذي يبعد نحو الساعة عن العاصمة. إلى ذلك، وصف مندوب إيران الدائم لدى الأممالمتحدة محمد خزاعي محاولات بعض الدول لمنح مقعد سوريا في الأممالمتحدة لمجموعات المعارضة بأنها إجراء خطير، محذرا من أن هذا الإجراء يمكن أن يطال هذه الدول نفسها، وأشار إلى محاولات بعض الدول لإقالة مندوب سوريا الدائم في الأممالمتحدة، ومنح مقعدها إلى أحد زعماء المعارضة الموالي للغرب، مشددا على أن مساعي بعض الدول الغربية بما فيها فرنسا فى هذا الاتجاه ما هي إلا مساس بمبادئ الأممالمتحدة على حد قوله. على صعيد آخر، نقلت تقارير إعلامية عن مصادر في المعارضة السورية، قولها بأن لديها معلومات تخص إبحار سفينة في المياه الدولية للبحر الأحمر على متنها شحنة من الأسلحة الإيرانية، وترفع علم تنزانيا، وأوضحت المعارضة السورية، أن خط سير السفينة متجه صوب تركيا، ولا تنوي الرسو في ميناء طرطوس. وقال مروان حجو الرفاعي، عضو الائتلاف السوري، إن السفينة المحملة بالأسلحة تابعة للنظام السوري، وأن وجهتها النهائية هي الأراضي السورية، وشن الرفاعي هجوما لاذعا على النظام الإيراني، قائلاً إن الأخيرة لا تتواني عن تقديم الدعم العسكري لبشار الأسد الذي يقتل الحيوان والإنسان. كما حث عضو الائتلاف السوري، السلطات المصرية، على اتخاذ إجراءات حاسمة وتفتيش السفينة، وذلك عملا بمقررات جامعة الدول العربية، التي نصت لى الوقوف بجانب الشعب السوري، فيما طالبت طهران السلطات في مصر بالسماح بعبور السفينة المذكورة. ميدانيا، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مقتل 120 شخصاً بنيران قوات النظام أمس الأول الجمعة، معظمهم في دمشق وريفها وحلب، وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا، بأن قوات الجيش الحر قامت بإسقاط طائرة حربية كانت تقصف قرية سرجة بإدلب، وأضافت اللجان أن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر وقوات النظام في السيدة زينب بدمشق، لافتة إلى أن الجيش الحر قصف مطار دمشق الدولي باثني عشر صاروخا.