رفض وزير الاتصال المغربي خالد الناصري، أمس، التعليق عن التصريحات التي أدلى بهاالسيناتور السابق جمال الدين حبيبي بشأن ما يعرف ب «حر ب الرمال» بين الحزائر والمغرب في العام 1963، وراح يحمل مسؤولية جمود العلاقات الثنائية إلى الجزائر، مدعيا أن السلطات الجزائرية تقحم النزاع حول الصحراء الغربية وتشترط حل الملف لإحياء العلاقات مع المملكة المغربية رغم أن وزير الخارجية مراد مدلسي كان قد أوضح أن القضية الصحراوية ليست السبب في عدم عودة المياه إلى مجاريها. اثر المغرب السكوت وعدم الرد عن التصريحات التي أدلى بها المجاهد والسيناتور السباق جمال الدين حبيبي خلافا لما عرف به المسؤولون المغاربة الذين كانوا يستغلون كل فرصة لتوجيه انتقادات إلى الجزائر والظهور في ثوب الضحية، حيث قال الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري حسب قدس برس هذا الملف طوي والتاريخ سيبت فيه المستقبل لكن في الظرف الراهن كناطق رسمي للحكومة ما يهمني ليس التاريخ، وحدد الوزير المغربي عمر العلاقات المتشنجة بين البلدين بتاريخ الصراع حول الصحراء الغربية، متسائلا عن إمكانية تطوير العلاقات الثنائية ووضع حد لحالة العقم على حد تعبيره طيلة 35 سنة. وجاء السكوت المغربي ليعزز ماجاء به وزير الخارجية الوزير الأول المغربي السابق اللطيف الفيلالي في شهادته التي أدلى بها في حصة زيارة خاصة للقناة الفضائية »الجزيرة« في 29 نوفمبر من العام الفارط والتي كشف فيها أن الحرب على الجزائر كانت قرارا سياسيا وعسكريا في آن واحد ويبرهن على أن المملكة استغلت ضعف الجزائر بعد 132 سنة من الاحتلال الفرنسي وهو ما أكده الرئيس الأسبق أحمد بن بلة في شهادته على العصر في قناة الجزيرة عام 2002 الذي أكد أنه لم يكن يملك الوسائل العسكرية اللازمة لشن حرب على المغرب. ومازال المغرب يصر على تحميل مسؤولية جمود العلاقات إلى الجزائر مع أن المملكة المغربية هي التي اتهمت السلطات الجزائرية بالتورط في أحداث آسني بمراكش عام 1994 لتسارع الجارة إلى فرض التأشيرة على الجزائريين دون سابق إنذار وترد عليها الجزائر بالمثل وتغلق الحدود معها إلى غاية اليوم. ويحاول المغرب على لسان الناصري أن يظهر للعالم حرصه على التعاون مع الجزائر التي ترفض حسب زعمه مد يدها إلى المملكة، حيث ادعى أنها تربط بين حل النزاع بين المغرب والبوليساريو وتطوير العلاقات الثنائية في حين يبقي فيه المسؤولون الجزائريون القضية الصحراوية خارج العلاقات الثنائية التي تشهد مدا وجزرا منذ سنوات الاستقلال.