صعد نظام المخزن حملته ضد الجزائر و تخلى عن أعراف الدبلوماسية، حيث هاجم وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية خالد الناصري تصريحات الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم إلى حد راح يصفها ب"الوقحة" و"الجاحدة" بعد أن جدد بلخادم دعم الجزائر الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. تمادى خالد الناصري وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية في تهجمه على الجزائر، ولم يتوان في وصف تصريحات الأمين العام لحزب جبهة التحرير عبد العزيز بلخادم التي أدلى بها خلال ترأسه للدورة الثالثة للمجلس الوطني للأفلان التي احتضنها فندق الأوراسي بالعاصمة ب"الوقحة والجاحدة" رغم أن بلخادم لم يخرج عن المألوف بل جدد مواقف حزبه تجاه القضية الصحراوية الداعمة لحق تقرير مصير الشعب الصحراوي وفق ما أقرته الشرعية الدولية. وحاول الناصري في تصريح ليومية "الجريدة الأولى" المغربية نشر أول أمس إظهار الجزائر بمظهر الناكر للجميل عندما قال إن "الشعب المغربي تضامن قلبا وقالبا مع الشعب الجزائري إبان محنته الاستعمارية التي عانى منها" في حين أن المسؤولين الجزائريين يجهرون في كل مناسبة بمساندة المغرب للثورة التحريرية. واعتبر الوزير المغربي تمسك الجزائر بموقفها الداعم لتقرير مصير الشعب الصحراوي "قذفا في المغرب شعبا ودولة" علما أن السلطات الجزائر أكدت مرارا وتكرارا أن وقوفها مع جبهة البوليساريو الممثل الشرعي للصحراويين وفاءا لمبادئ وقيم الثورة التحريرية التي قادتها ضد الاستعمار الفرنسي. من جانبه، حاول الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان محمد سعد العلمي تعليق انتكاسات المغرب المتتالية خاصة بعد التقرير الأخير لمنظمة "هيومن رايتس" التي أقرت بانتهاك حقوق الإنسان في الصحراء الغربية وفشله في تمرير مقترح "الحكم الذاتي" المرفوض من طرف جبهة البوليساريو على الجزائر. وكان بلخادم قد قال في اجتماع للمجلس الوطني لحزب جبهة التحرير الوطني "إذا كانت الجزائر تدعم كفاح الشعب الصحراوي بقيادة جبهة البوليساريو، إنما تفعل ذلك وفاء لمبادئها، وإذا كانت بعد حرب تحرير ضروس مع محتل دامت سبع سنوات وبعد قربان تمثل في مليون ونصف مليون من الشهداء، ناضلت واتفقت مع المحتل العدو في مفاوضات إيفيان على أن تكون نتيجة التفاوض محل اقتراع شعبي لتقرير مصير الجزائريين، فهي إن طبقت ذلك على نفسها فكيف لا ترضاه لغيرها". وتواصل المملكة المغربية حملتها بصفة منتظمة، حيث كان العاهل المغربي قد اتهم الجزائر "ببلقنة المنطقة" في خطاب ألقاه بمناسبة ما يسميه"المسيرة الخضراء" وما يصفه الصحراويون ب"مسيرة العار"، إضافة إلى التصريحات النارية التي يطلقها بين الحين والآخر المسؤولون المغاربة آخرها رئيس الوزراء عباس الفاسي. وتأتي الحملة المغربية المركزة ضد الجزائر بعد رفض السلطات الجزائرية دعوة النظام المغربي إلى فتح الحدود البرية المغلقة منذ 1994 وربط ذلك بمعالجة الأسباب التي أدت إليها في أعقاب حادثة فندق"أسني" بمراكش واتهام الجزائر بالتورط مع أن التحقيقات كشفت أن الدولة الجزائرية بريئة دون أن تقدم المملكة المغربية اعتذاراتها.