نشبت، أمس، إحتجاجات عارمة بمختلف أحياء وهران، شنّها المتضرّرون من الفيضانات الأخيرة، على مستوى حي الدرب وسيدي الهواري والسانيا والبركي، بعدما تعرّضت مساكنهم لأضرار ماديّة معتبرة، وتطورت الاحتجاجات إلى حدّ التهديد بالإنتحار حرقا والاشتباك مع مصالح الأمن والدرك الوطني، حيث تم توقيف 6 أشخاص وتسجيل 5 جرحى في صفوف المتظاهرين، بينما أتلفت مياه الأمطار أيضا مساحات معتبرة من الأراضي الفلاحية والمحاصيل. بعد كمية تساقط معتبرة بلغت 100 ملم على مدار أكثر من 24 ساعة، والأضرار التي لحقت بمعظم أحياء ولاية وهران ومختلف البلديات، وتسجيل أزيد من 185 تدخلا لمصالح الحماية المدنية وغرق مساكن فوضوية ومؤسسات تربوية ومراكز إستشفائية وغرق طرقات في المياه والأوحال، لجأ العشرات من السكان المتضررين على مستوى مختلف النقاط السوداء المتضررة للاحتجاج بالخروج إلى الشارع مطالبين بالترحيل نحو سكنات لائقة، أغلبهم قضوا ليلة في العراء. وخرج سكان حي الدرب وسيدي الهواري إلى الشارع معبرين عن استيائهم عما عاشوه ليلة الأربعاء والخميس والجمعة من رعب بسبب الفيضانات التي تسربت إلى المساكن وألحقت أضرارا معتبرة بأثاثهم. كما خرج سكّان حيّ البركي إلى الشارع أين قاموا بغلق الطرقات الرئيسية بالمتاريس والعجلات المطاطية والحجارة متحدين رجال الدرك الذين طوقوا المنطقة، ودخلوا معهم في اشتباكات خلفت عدة جرحى وموقوفين من بينهم قصّر، كما احتجت نحو 100 عائلة تقيم بحي قارة 1 الفوضوي بالسانيا، أمام مقر الجامعة، بعدما غمرت كميات معتبرة من المياه مساكنهم، ودفعتهم إلى الخروج إلى الشارع وقطع الطرقات والإعتصام أمام مقر الدائرة، إذ حاولت هذه العائلات إقتحام مؤسسات تربوية من أجل قضاء الليل هناك، إلا أنّ مصالح الدرك الوطني منعتهم. وقد تدخلت مصالح الحماية المدنية واستعملت أربعة مضخات من أجل امتصاص المياه لعدّة ساعات، مسجّلة عدّة خسائر ماديّة، كما هدّد هذا الوضع العائلات بكارثة بيئية جرّاء إختلاط المياه القذرة بمياه الأمطار وتسربها في كل مكان، إذ يهدّد ذلك الأطفال بالدرجة الأولى، بعدما قضوا هم كذلك الليل في العراء، وكانت هذه الفيضانات قد ازدادت حدّة بسبب ارتفاع منسوب مياه الوادي المجاور للمجمّع السكني. وعبّر المحتجون عن سخطهم الشديد ومعاناتهم على مدار أزيد من 20 سنة، مطالبين الوالي بالتدخّل العاجل من أجل ترحيلهم نحو سكنات لائقة، وكان الوالي عبد المالك بوضياف قد أجّل خرجته الميدانية التي كانت مسطّرة أمس، إلى عين الترك، بعد الإحتجاجات التي عرفتها مختلف أحياء وبلديات وهران. ويجدر بالذكر أن الفيضانات مسّت بالدرجة الأولى المجمعات الفوضوية مثل سيدي البشير بوعمامة والبركي وراس العين وبلانتير وكذا الأحياء الهشة مثل سيدي الهواري والدرب والعنصر والأندلسيات والسانيا وحي الصباح ومرسى الكبير ومسرغين وبتوتليليس وبطيوة وعين البية، كما تم تسجيل وفاة شخص و11 جريحا